- لـِـــــــمَ لا ترحليـــــن ؟
تمنت لاين لو أنها تختفي ببساطة ، فلا تظهر ثانية ولايُسمع عنها أي شيء من جديد ،
تماماً كما رغبت أن يحدث لها عندما رحلت إلى فلوريدا .
لكن ذلك لم يحدث حينها ـ وهو بالطبع لن ينجح هذه المرة ،
فهذه هي طريقة الجبناء .
كما أنه ليس لديها أي مكان آخر تذهب إليه .
عوضاً عن ذلك ، عادت إلى الشقة ،
فبدلت ثيابها وارتدت زي العمل ،
تاركة الفستان الأصفر على الأرض ، وذهبت إلى عملها .
قالت دنيز : ( اعتقدت أنك أصبت بفيروس ما ) .
رفعت لاين كتفيها ، وقالت : ( شيء من هذا القبيل ، لكنه رحل بسرعة ) .
عندما انتهى النهار كان عليها أن تعود لمواجهته ، فليس لديها أي خيار آخر .
عليها أن تضع نهاية لهذا الأمر وتدعه يرحل ،
منقذة ما تبقى من كبريائها . في الواقع ،
لايمكنها إلقاء اللوم على أي شخص سواها بالنسبة لما حدث بينهما .
إلغاء زواجهما أطلق سراح دانياب فبات حراً في إقامة أية علاقة يريدها ،
وإن كان سيجد السعادة مع بليندا ، فذلك يعني أنها خسرت كل حق في الوقوف في طريقة .
بطريقة ما ، شعرت لاين أن ما حدث بينهما وضع حداً لأمر لم ينته منذ سنتين .
بدأ أشبه بإقفال قضية عالقة . عليها أن تنظر إلى الأمر من هذا المنظار بعض النظر عن شعورها نحوه .
من جهة أخرى ، لا شيء أسوأ من الجلوس إلى طاولة في مطعم فاخر ، وهي تصغي إلى دانيال وهو يقول لها بلطف إن علاقتهما
لا مستقبل لها ، ويخبرها بنفسه عن السبب .
هكذا وجدت لاين نفسها مرة ثانية مضطرة لمواجهته قبل أن تبتعد من جديد .منتديات ليلاس
وبينما راحت تنظف الأرضيات وتلمعها بسرعة بدون أي تفكير بالعمل ،
توصلت إلى أفكار جديدة لخطة ما .
وصل دانيال إلى الشقة قبلها .
عندما وصلت وجدته قرب المدفأة ، وقد رمى سترته وحقيبة عمله على أحد المقاعد ،
وعندما ترددت بالدخول عند الباب رفع رأسه ونظر إليها .
قال بهدوء : ( لماذا لم تأتي إلى سافوري ؟ ) .قالت بسرعة : ( تركت لك رسالة . ألم تصلك ؟ ) .
- علمت أنك لن تذهبي إلى لقائي ، والآن أنا بإنتظار معرفة السبب .
قالت : ( لم أستطع أن أتغيب . لا يمكنني أن أتخلى عن عملي ، فأنا بحاجة إلى المال كي أعيش ،
لذلك عليّ أن أقوم بما هو مهم لي ) .
- و أنا لست في لائحة أولوياتك كما هو واضح ؟
وهذا يعني كما أفترض ، أن تقاربنا ليلة البارحة لم يشكل أي فرق لديك .
رفعت لاين ذقنها قائلة : ( ماذا تريدني أن أقول ؟ حسنا! إنها مجرد معانقة ،
ومن الحماقة أن تعلق أية أهمية عليها ) .
كرر دانيال ببطء : ( مجرد معانقة ؟ ! )
شعرت كأن هناك خطراًُ محدقاً في الغرفة ، لكنها قالت وقد أجبرت نفسها على الإبتسام :
( دان ! أنا فتاة ناضجة الآن ، وأعلم كيف تسير هذه الأمور ) .
- إذاً ربما بإمكانك أن ترشديني ، لأنني اعتقدت أن ما حدث البارحة هو البداية لا النهاية .
فكرت بعيني بليندا المشعتين . آه ، دان ! كيف يمكنك أن تقول ذلك .
كيف ؟ لديك بداية آخرى وارتباط جديد ، وهي بحاجة إلى إخلاصك !
أردت أن تصرخ به . . . أن تلقي عليه الإتهامات . . .
وأن تنعته بالكاذب ، وبكل الأسماء المذلة لأنه وغد .
لكنها تعلم أن هذه ليست هي الطريقة المثلى لإبعاده ،
وأن عليها أن تحتفظ بشجاعتها من أجل البقاء والإستمرار ، لهذا قالت :
( كيف يمكنني أن أفسر لك ؟ هل تريد الصراحة ؟ شعرت أننا وصلنا إلى نقطة اللاعودة ، وأن كلاً منا
سيذهب في طريقة . واعترف أنني كنت دائماً أتساءل ، ولو بخجل ، ماالذي سأشعر به لو عانقتني ، وبدأ لي أن تلك هي الفرصة الأخيرة ) .
توقفت عن الكلام للحظات قبل أن تكمل : ( والآن أشبعت فضولي وانتهت القصة ) .
سألت نفسها والألم يعتصر قلبها ، كيف يمكن لي أن أفعل ذلك ؟
كيف يمكن أن أحول ذلك التعاطف والجمال والرقة إلى السخرية والهزء ؟
كيف لذلك أن يحدث ؟
تقدم خطوة نحوها وقال بقسوة : ( طلبت منك الذهاب إلى سافوي لتتحدث . ألست مهتمة ولو قليلاً بما كنت أريد قولة ؟ )
أحنت لاين رأسها ، وقالت : ( مهما يكن فإنه لا يشكل أي فرق لدي ،
لأن لا علاقة لي بالأمر . كلانا يعلم أننا سننتقل إلى مكان آخر ، وأن حياة كل منا ستأخذخ إلى ممر مختلف ،
وأن أتقبل ذلك ، فِلمَ لا تفعل مثلي ؟ )
- لأن هذه ليست الحقيقة الكاملة ، لاين .