6 - لا تتــــــــركنــــــــي !
دار الدولاب دائرة كاملة !
راحت كلمات دانيال تردد بصورة دائمة في ذاكرتها ، عندما استلقت على السرير
وأخذت تحدق بالسقف .
تساءلت إن كان دانيال ما زال يذكر ذلك اليوم الذي عاد فيه منذ سنتين ،
وبعد عشرة أشهر على وفاة سيمون .
يومها داخل إلى غرفة الجلوس في آبوتسبروك ،
فوجدها واقفة على السلم تحاول جاهدة أن تعلق ستائر جديدة وصلت ذلك الصباح .
- ما الذي تفعلينه هناك ، بحق السماء ؟
لم تلاحظ لاين دخوله إلى المنزل ، لذا فوجئت بوجوده في الغرفة ،
طرح دانيال سؤاله عذا بغضب وهو يقف خلفها .
ما جعلها تقفز مجفلة ، كي تنزل عن السلم بسرعة قصوى وهي ترتجف .
- أنزلي حالاً !
لم يكن هناك داع لأن يلف يديه الأثنتين حول خصرها ويرفعها عن السلم .منتديات ليلاس
مع ذلك هذا ما فعله . وضعها على الأرض لتواجهه ،
وهي مخطوفة الأنفاس متوردة الخدين .
- دان ؟!
سمحت لاين لنفسها أن تبدو متفاجئة كي لا تظهر قوة مشاعر الفرح التي سيطرت عليها لرؤيته من جديد ،
بعد تلك الأسابيع التي بدت من دون نهاية .
لاحظت بأسى كم يبدو فاتناً ، وقد ارتفع كمّا قميصه البيضاء عن ذراعيه ،
ليظهرا سمرة بشرته ، كما لاحظت أن تلك الخصلة من شعره الأسود متدلية على جبهته كما تبدو دائماً ،
ما جعلها تشتاق لتمرر يدها عليها وتعيدها إلى الوراء .
بعد ذلك أدركت ان من الخطر أن تقف مكانها وهي تحدق به وقد فتحت فمها .
تذكرت أيضاً أنها ترتدي ثياباً قديمة للعمل هي عبارة عن سروال قصير قديم وقميص باهته اللون .
سارعت تقول : ( لم تذكر أمي مطلقاً أنها تتوقع حضورك .
هل ستبقى هنا كي أحضر لك غرفتك . أم . . . ؟ )
قاطعها بحدة : ( لا فكرة لأمك مطلقاً بأنني هنا . أنا أنزل في فندق غير بعيد من هنا ،
وأتيت لأنني لم أجدك في راندالز . ما الذي يجري ؟ )
رفعت كتفيه وقالت : ( تركت المدرسة . ألم تخبرك بذلك السيدة هالام ؟ )
- بالطبع أخبرتني . وبالتفصيل أيضاً .
لكنه تابع يسألها بضيق وانزعاج : ( لكن ما لم تستطع قوله هو : لماذا ؟ )
- لم يعد لدينها مدبرة منزل ، وأنا مفيدة أكثر هنا .
ساد الصمت لبرهة ، ثم قال دان بنعومة : ( يا إلهي ! هذا أمر لا يصدق . ما الذي حدث للسيدة إيفرشوت ؟ )
- رحلت هي أيضاً . لم نعد نستطيع الإحتفاظ بها في هذه الأيام .
قال وقد ظهرت نبرة غريبة في صوته : ( إذاً ، أنت تقومين بعملها الآن ،
وتتقاضين الراتب نفسه على ما أظن . أليس كذلك ؟ )
- يا إلهي ! لا . ما أفعله هو جزء من الإقتصاد في المصروف .
- يمكنني تخيل ذلك . وإلى متى ترغب أمك في الإستمرار بهذا التدبير الشاذ ؟
- حتى يتم بيع أبوتسبروك . ذهبت أمي إلى التسوق العقاري البارحة . من يعلم ؟
وتابعت : ( تحاول أمي أن تجعل المنزل أكثر إشراقاً بهدف التأثير بالمشترين ) .
قال دانيال بإستياء : ( أريد أن أعلم متى وصلت إلى هذا القرار الخطير ) .
- ما إن أصبحت في الثامنة عشرة من عمري ، ولم يعد هناك أي دور للوصي .منتديات ليلاس
آه ! شكراً لك على القرطين الرائعين وعلى الورود .
ثم أضافت بسرعة : ( أردت أ نأكتب لك كي أشكرك ، لكنني لم أكن أعلم أين أنت بالتحديد ) .
- انسي أمر الهدية الآن .
عقد دانيال حاجبيه في تجهم بارد ، وتابع يقول : ( إذاً ، أين هي أمك الآن ؟
أريد أن أتحدث إليها ) .
- إنها في نادي الغولف . ستعود عند الساعة الخامسة ،
وهي تتوقع أن تجد هذه الستائر معلقة .
- إذاً ، يمكنها أن تعلقها بنفسها .
أمسك دان القماش السميك من بين ذراعيها ، ورمى به فوق ظهر المقعد ،
وتابع يقول : ( ولتخاطر هي بكسر عنقها لا أنت ) .
قالت لاين معترضة : ( يبدو أنك لم تفهم ما قلته لك . إنه جزء من عملي ) .
أجابها بلطف : ( أنت مخطئة لاين . أفهم ما تقولينه تماماً ، إلا أنني أساأل نفسي ما الذي تفعله أمك في نادي
الغولف ، بحق السماء ! ) .
قالت لاين بصوت مكبوت : ( إنها تذهب إلى هناك كل يوم ، بدأت بأخذ دروس منذ
أكثر من سنة على يد المدري الجديد جف تانفليد ) . توقفت قليلاً قبل أن تتابع : ( إنه يصغرها بسنوات عديدة ) .
ساد الصمت بينهما ، وبعد قليل قال دان مفكراً : ( يمكنني أن أفهم ما يجري إن تناولت فنجان قهوة سوداء ، فلنذهب ونعد القهوة ) .
عندما جلسا قبالة بعضهما إلى طالوة المطبخ الكبيرة القديمة الطراز ،
واضعين فنجانين من القهوة أمامهما ، قال دانيال : ( أخبريني ما الذي يجري حقاً هنا لاين .
أريد أن أعرف كل شيء ) .
حاولت لاين أن تبقي صوتها هادئاً كي لا يعبر عن خيبة أملها القوية :
( سنذهب للعيش في إسبانيا ، في أحد المنتجات التي بنيت حول ملاعب الغولف ) .
- أنت أيضاً ؟منتديات ليلاس
هزت رأسها وقالت : ( عندما تباع آبوتسبروك ستستثمر أمي أموالها هناك بشراء أسهم في المنتجع .
سيتابع جف تعليم الغولف ، فيما تعمل هي في الإدارة ، وأنا سوف أساعدها ) .
- منذ متى عملت بهذا المشروع ؟
رفعت لاين كتفيها وقالت وهي تحاول أن تبتسم : ( أخبرتني بذللك بعد عدة أيام من عيد ميلادي * .
- هممم . . . فهمت . وهل وافقت ؟
عضت لاين على شفتها وقالت : ( ليس لدي أي خيار آخر ) .
عاد دانيال يسألها : ( هل تخطط أمك للزواج من تانفيلد ؟ )
- لا أعلم . مع أنني سمعت شجاراً دار بينها وبين سيمون قبل رحيله .
وأنا واثقة أنني سمعت أسم تانفيلد .
قال ببطء : ( إذاً ، سيمون كان على علم بالأمر . حسناً !
هذا يفسر أشياء كثيرة ) .
سألها بعد قليل : ( ما رأيك بزوج أمك العتيد ؟ )
