5

227 12 2
                                    

5 - الفـــارس النبيــــل
أخيراً تحركت ببطء وتثاقل ، تساءلت كم من الوقت مضى وهي جالسة مكانها ،
تحدق في الفراغ . مهما يكن ، علمت أن الوقت أصبح متأخراً جداً ،
وليس لديها أية رغبة أن تبدو متكومة هنا في الزاوية كبيت العنكبوت عند عودة دانيال .
شعرت أنها متوترة جداً وأنها لن تتمكن من الحصول على النوم في هذه الليلة ،
على الرغم من حاجتها القوية له ، فكرت بغصة :
ما إن تنتهي من ذلك كله ويصبح الماضي خلفها بشكل نهائي ،
ربم تصبح قادرة على إيجاد السلام . في الوقت الراهن ،
قد يساعدها تناول شراب مهدئ .
قررت ذلك وسارت نحو المطبخ . ربما يكون علاج السيدة إيفرشوت المجرب والموثوق به للأرق علاجاً نافعاً الآن .
سكبت كوباً كبيراً وأضافت إليه ملعقة من العسل مع القليل من بوردة جوزة الطيب .
حملت الكوب إلى الغرفة التي ستعتبرها منذ الآن غرفتها .
آخر عمل قامت به قبل أن تصعد إلى السرير وتندس تحت الغطاء ،
هو إعادة دفتر العناوين إلى حقيبتها .
هذا الوضع الراهن سيمر وينتهي في نهاية الأمر ،
وقد تصبح قادرة على السخرية منه .
عندما سيغادر دانيال سنتفق أن من الأفضل لنا أننا لم نبق متزوجين .
وإلا لقتل أحدنا الآخر بدون أي شك .
أما الآن فبإمكانن أن نتصرف بشكل تلقائي ومتحضر .
وليس هناك مشكلة حقيقة لطالما كنا صديقين ، والآن عدنا صديقين .
حنقت تنهيدة وهي تفكر أنها ستقرر ما سنفعله عندما يصبح الأمر ضرورياً ،منتديات ليلاس
أما في الوقت الراهن فلديها اهتمامات أخرى .
أطفأت المصباح ، واستدارت على جنبها محالوة أن ترتاح لتستجمع نفسها كي تنام .
لكن أفكارها ظلت تدور باستمرار وتئن مرسلة الصور المتلاحقة ،
في ذكريات قاسية ومؤلمة كجرح السكين .
بعد وفاة سيمون لم تتمكن لاين من العتبير عن حزنها الشخصي ،
إذ توجب عليها أن تساعد أمها لتتخطى تلك الأزمة .
لم يقتصر الأمر على أمها فقط ، 
لأن كنديدا أصبحت مقيمة دائمة في آبوتسبروك كما لو أنها أرملة سيمون ،
وبدأت لاين تتساءل إن كانت تفكر بالرحيل يوماً .
أثناء مراسم الجنازة بدت أنجيلا في منتهى الرقة بمعطفها الجديد الغالي الثمن والمصنوع
من المخمل الأسود . سارت بقرب جيمي عبر الممر المحاط بالمعزين لتصل إلى مكان إتمما المراسم .
تبعتها كنديدا وهي متعلقة بذراع دانيال ، بعد أن تأكدت أنها تركت لاين على المقاعد الخلفية .
بعد ذلك رجع معهم عدد كبير من المعزين إلى المنزل .
وبقيت لاين منشغلة بمساعدة السيدة إيفرشوت بإعداد الشراب البارد والساخن والقهوة ،
بينما جلست أمها على الأريكة مع كنديدا لاستقبال المعزين .
عندما غادر الجميع ، حان الوقت لممارسة شعائر آخرى ،
وهي قراءة وصية سيمون التي كتبها على عجل مباشرة قبل رحيله .
في الواقع لا يملك سيمون شيئاً واحداً يستحق أن يورثه بموجب وصية ، وهو شقة
في منطقة مانيون في لندن ورثها عن والده .
أوصى سيمون تلك الشقة مناصفة بين جيمي ولاين،
وكذلك قيمة الأيجار من ساكنيها ، السيد والسيدة بيومولت .
- ما هذا الهراء ؟
فجأة لم تعد أنجيلا حزينة وذابة .
منتديات ليلاس
جلست مستقيمة وعيناها تقدحان شرراً ،
وهي تتابع : ( هذه الشقة جزء من أملاك زوجي ، وكانت لسيمون طالما هو حي ،
أما الآن فيجب أن تعاد إلي . )
سعل السيد هاثرون محامي العائلة بقسوة قبل أن يعلق :
( لا ! إنها ميراث حقيقي له سيدة سنكلير ، ويحق لابنك أن ينقل ملكيتها بالشكل الذي يراه مناسباً .
أخوه وأخته هما المستفيدان الوحيان من وصيته . )
على الرغم من عمق ارتباكها بسبب تبدل الأحداث في حياتها ،
لاحظت لاين فجأة وجه كنديدا الشاحب وفمها المقفل بغضب ،
وأدركت أن أمنيات سيمو نالأخيرة لم تشملها هي أيضاً .
تعمد دانيال البقاء بعيداً عند قراءة الوصية ، 

فتاة الزنبقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن