زحفت بسرعة مسندة ظهرها للحائط تضم ركبتيها لصدرها..بينما تترجاه وسط شهقاتها" أرجوك أرجوك لم أقصد..قال لي أنـ-
قاطعها مايسون بعصبية والشرر يتطاير من عيونه" إخرسي!!"
وضعت كفيها على فمها وأغلقته نهائياً..أوشكت على القسم بأنها لن تتكلم بعدها أبداً لو أمرها بذلك...
إعتراها الخوف، وهي لاتتوقع أنه سيفعل أقل من تنفيذ حكم الإعدام عليها...
***
حضنت نفسها بذراعيها محاولة كتم شهقاتها خوفاً من أن تزيده غضباً، بينما هو يمشي ذهاباً وإياباً وكأنه سيخرق الأرض بخطواته ويمسح على وجهه وشعره بعنف...
نظر إليها بطرف عينه لوهلة، ثم زفر بضيق وعرج إلى غرفة والدتها..إستلقى بهدوء وهي لازالت جالسة على الأرض تبكي..ليصرخ منادياً " تعالي!"
فزت من مكانها وهرولت إليه وقدماها لاتقدران على حملها بعد، فرفع هو يده وحرك إصبعه مشيراً لها أن تأتي بقربه..بلعت ريقها ومشت نحوه بخطوات قصيرة مخفضة رأسها بإرتعاب...
نظر إليها ملاحظاً قطرات العرق التي ملأت جبينها لينزع سترته في تأفف وضيق..ثم أشار لها دون أن يتحرك بأن تقوم بتغيير الجرح...
هزت رأسها في صمت وعادت تغير له الجرح، فور إنتهائها أشار لها بأن تخرج من الغرفة دون أن يعيرها إهتماماً ثم خلد إلى النوم، بينما أسرعت هي نحو غرفتها وقامت بإغلاقها بإحكام..ثم تذكرت أنه سيغضب إن تحرك ورآى الباب مؤصداً فعادت تفتحه من جديد بهدوء ثم قفزت نحو سريرها وتدثرت جيداً تحت الغطاء ولم تتوقف أطرافها عن الإرتعاش...
تفكر وتفكر وعيناها معلقتان على الباب خوفاً من أن يدخل إليها دون أن تنتبه له..إلى أن غفت...
(النوم هو الحل الوحيد للهرب من هذا الكابوس بشكل مؤقت!)
***
في تلك الأثناء وفي مكانٍ آخر، دخل كارل إلى الحانة المعتادة وكادت العروق أن تنفجر من كثرة بروزها على رقبته، سحب كرسياً وجلس بغضب..تنفس الصعداء واضعاً كفي يديه على عينيه...
لم يشعر بشيء سوى تحرك الكرسي بجانبه..سحبته فتاة وجلست متكئة بكوعيها على الطاولة...
رفع بصره ينظر إليها..ثم أشاح بوجهه بعيداً بعدم إهتمام...
تقدمت الساقية وأخذت تحدثه بينما تملئ الكأس، وهو يتجنب الخوض في موضوع شارلوت..يسايرها وحسب لكنه لم ينطق بحرف...
-" هل لي بشامبانيا؟" قالت الفتاة بجانب كارل رافعة يدها بخمول، لتستجيب الساقية لطلبها فوراً وتسلمها كأسها...
أنت تقرأ
طريق خاطئ|Wrong Way
Mystery / Thrillerأحببته رُغم علمي أننا لن نكون معاً، لم يُقدر لنا أن نكون... ودوماً آمنتُ بأن كل خطيئة نرتكبها سندفع ثمنها عاجلاً أم آجلاً، وددت لو أنه آمن بذلك لعلهُ يسعى للتكفير عن ذُنُوبِه قبل أن ينال جزائه، لكن الحقد أعماه..والإنتقام سيره..وهاهو قد غرِق في "طريق...