يوم آخر يمر ، شهر آخر يمر ، وكأن غيابك يروق للأيام .
لقد مر وقت طويل منذ أن رأيتك ، منذ أن حادثتك ، منذ أن عانقتك ، وأكاد الآن أتقيء الفراغ ، أكره هذا اللحظه ، أشعر بالسجن وبالخيبه ، أشعر بأن روحي غادرتني الى الابد ، كل يوم كل لليله ، اريد البكاء لكنني لا أفعل ، لكن بكائي بدا بالتحول لضحكات عاليه ، شيئاً فشيئاً حزنك حولني الى شخص لا أعرفه أبداً ، شخص جديد كلياً ، ليس أنا ، حتى لو نظرت للمرأه مئه مره ، هذا ليس أنا .
أنه شيء أعمق من احتضانك ، أعمق من البكاء على صدرك ، شيء أخرس داخلي ، أهوج ورمادي ، أشبه بالغصه ، أشبه باللعنه ، أشبه بالندبه ، حيز كان فراغ ، إنه شعور لا يوصف ، لساني عاجز ، أحبك لا تكفي ، افعالي لا تكفي ، كأنه همس حاد يمر على كل أوتاري .
مالذِي أخشى عليهّ .. إن ذهَب من يدِي ماخشَيّت ذهابهّ .. أم أخشى على نفسِي من الخذلان كرةً أخُرى .. هَي مُجرد أوراق ستتمزق .. امزج بها الكلمات التِي يفزّ لها فؤادِي .. ويشعر بِها .. أعلقها على إطار .. أدقها على الحائِط .. والمطرقه تدُق .. طق .. طق .. طق .. حتى ينتهِي بالمسمار المطافّ .. ويتقبّل بيتهْ الجدِيد في الظلام بين حجار الإسمنت الرمادِي .. بين العفارِيت المشردَة خلف الجِدار ..مع بيوت النملّ .. ومع فضلات الأكل .. بعِيداً عن أعيّن الناس يُعلق تلك الكلمات على حائطَ هش .. يحمله سقفٍ يكادّ ان ينقضّ .. أحمِل ما تراهّ مناسباً وأخرج من هذا الظعن العبِوس .. ودعَ الدار تنهار .. ولَيكن أجل ذلكَ المسمار ضائِع بين أطلال التراب و الخشب والخراب .. اين ستذهَب المسامِير بعد إضاعتها ؟...
لحظة الفراق يمكن هي أكثر لحظه تُوجع، أتوقع هي أكثر حاجه توجع الشخص حتى لو الشخص كان قوي ويتحمل، يقوى على كل شيء ألا لحظة الفراق، تحس وقتها أنك صرت وحيد ويجيك شُعور غريب، شّعور الي ودك تسوي كل شيء عشان تبقى مع الي تحبه لكن مو بقادر، وبعدها يصير البُعد حليفكم، وتبدأ تحن وتشتاق له.دائماً اكتم زعلي لاني ادري ان محد راح يفهمه ولا يشوفه بطريقتي..
كُنت أنطق بكلمة " آسف " دائماً للآخرين ..
فهمت مؤخرًا، بأن كلما كتم المرء أحزانه وراكمها، كلما تحولت تدريجيًا إلى ألم جسدي، تخيلوا مدى هشاشة المرء حين يظن أن الكتمان انتصار، بينما هو بالحقيقة أكبر هزيمة قد يرتكبها بحق نفسه.