الفصل الأول

135 6 1
                                    

رواية

ريونيد VRMMORPG

تأليف : د. أحمد خشبة

رواية أونلاين تصدر يوميا بمعدل فصلين

لمزيد من الفصول :

www.facebook.com/rioneed

الفصل الأول

تسلل ضوء خافت من فتحة الباب الموارب لتضيء قليلا من الأثاث في الغرفة الضيقة . رغم صغر المساحة إلا أنها مستغلة بإحكام تام , فذاك الفراش الصغير الذي يلائم جسد الشاب النائم عليه يقبع في الجانب القصي للغرفة . إلى جواره توجد منضدة معدنية صغيرة تراصت فوقها عدد من الكتب المتنوعة في الحجم بشكل منظم و دقيق للغاية ينم عن حس غير عادي بالتنظيم . على حوائط الغرفة ثلاثية الأركان توجد عدد من اللوحات المرسومة بدقة متناهية تقارب الحقيقة في تفاصيلها لباهر الميري أحد أكبر المغنيين المعاصرين في القرن الرابع و العشرين . رغم هدوء المكان إلا أن الشاب الصغير بدأ يفوق من سباته العميق ليجلس على فراشه محدقا بنظرة تائهة في المكان من حوله . كان كل ما يحيط بإبراهيم توفيق مألوفا و غير مألوف في الآن ذاته . كل ما يحيط به شعر أنه قد رآه من قبل , حين أمعن التفكير قليلا حتى أدرك أين رأى تلك الغرفة من قبل . إنها غرفته الصغيرة الخاصة التي كان يعيش فيها في عام 2345 . ما لم يكن مألوفا بالنسبة له هو أن هذه الغرفة و ذاك التاريخ يُعتبر بمثابة الماضي البعيد بالنسبة له , ماضي شهد تقلبات عنيفة و أحداث لا يمكن لأحد توقعها على الإطلاق . ظل إبراهيم في مكانه يحدق في الحجرة من حوله و حينما وقع بصره فوق هاتفه المحمول المستعمل حتى تحرك و رفعه قرابة وجهه . كان الهاتف مغلقا بشفرة لم ينساها بعد فأدخل حروفها مصحوبة ببصمة الصوت لينفتح الهاتف أمامه و تظهر شاشة بيضاوية ذات مساحة ثلاثون سنتيمترا أمامه معلقة في الهواء يظهر عليها كل ما يحتويه الهاتف . تجاهل إبراهيم كل ما يوجد على شاشة هاتفه و أمعن النظر نحو الساعة و ما مكتوب أسفل منها بخط أصغر :

-العاشر من نوفمبر , أنا عدت بالزمن لعشر سنوات قبل بداية المستقبل .

ارتعشت يداه الممسكة بهاتفه حين أدرك هذه الحقيقة . حاول قرص نفسه أكثر من مرة ليتيقن أنه ليس في حلم غريب ما , و إن لم يعد يندهش بعد كل ما مر به من تجارب في العشر سنوات تلك . بعد مرور ساعة كاملة تيقن فيها عدد لا يُحصى من المرات بصحة التاريخ الموجود على شاشة هاتفه حتى هدأ روعه و بدأ عقله يعمل في سرعة . إن كان قد عاد بالزمن قبل إطلاق ريونيد فهذا يعني أنه قادر على تغيير المستقبل المشئوم الذي سيتعرض له هو و من مثله من المصريين . حين استنتج عقله هذه النقطة حتى تسارعت أنفاسه بشكل غريب , فهو ليس الشاب الصغير ذي الثمانية عشر عاما , إنما هو يفكر بخبرات و تجارب رجل في مقتبل الثلاثينيات و إن كانت الفترة التي عاشها بالفعل تجعله أكبر من ذلك . خبراته تلك هي التي دفعته لإدراك مدى ثقل المهمة الملقاة على عاتقه إن أراد أن يقوم بها . أخذ دقائق حتى هدأت أنفاسه و بدأ عقله يعمل من جديد .

ريونيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن