"ذلك الفايروس"
تناثر و انتشر في جميع البلاد، بل و ما زال ينتشر. إنه وباء سام يقتل القلوب قبل قتل النفوس. وباء خطير جداً، يصيب جميع الفئات العمرية، غالباً طلاب المدارس. أصبحت أعداد ضحاياه تتفاقم شيئاً فشيء فلا بد أن نفعل ما بوسعنا لصد هذا الفيروس من الانتشار.
أعرفتموه؟ هل ظننتوه"الكورونا"؟ هل هذا هو كل مفهومكم عن تعرض الناس للخطر؟ ألا تعرفون بشيء يقيد الإنسان غير الأمراض البدنية؟ ألا تعرفون كم هو مؤلم بأن تموت رغبةً منك و ليس بسبب مرض أو أي عامل آخر؟ ألا تعرفونه حقاً؟
هو ذلك الشيء الذي يجعل من الانسان عدواً لنفسه، يصبح يكره نفسه و بنفس الوقت يشفق عليها. يا له من شيء خبيث، يجعل من الانسان سجين لكلمات و أفكار غيره عنه. إنه "التنمر".اجعلوا عقلكم يفكر بالكلمة بعمق، لعل يصل الشعور الذي يتعذب به ضحايا التنمر إلى أعماق قلوبكم. لعلكم تدركون كم أن يوجد أطفال تخلصوا من حياتهم بسبب كلمات احتلت مسمعهم و صداها الذي لا يفارق آذانهم أو بسبب ضربة جسدية ضربت قلوبهم فضربت عقولهم و أصبحوا لا يفكرون إلا بالتخلص من أنفسهم. لعلكم تدركون كم أن مجتمعنا أصبح في حالة تدهور. قبل أن تعلموا ابنائكم الأدب، علموهم العطف، الرحمة، الشفقة، فإن اكتسبوا هذه القيم فحتماً لن يأذوا حتى وردة بقطفها سيفكرون بالآثار المترتبة على الوردة بعد قطعها من جذورها، لذلك لا تجعلوهم فقط يسمعون الكلمة بشكل سطحي و يتجنبون التعمق بها بل علموهم التعمق بأفعالهم و الغوص على الإيجابيات داخل أفعالهم، فإن لم يكن هناك ايجابيات، فحتماً سيتراجعون عن القيام بالفعل الذي أرادوا أن يفعلوه.. ليس بالضرورة أن نمر بالتنمر كي نتكلم عنه، و لكن من الضروري أن نشعر بالآخرين و نساعدهم قدر المستطاع.
10/2/2020
أنت تقرأ
كلمات من القلب
Poetryالكتابة هوايتي، أعبر فيها عن حكايتي و القلم صديقي، أخبره آلامي وقت ضيقي..