ها و قد انتهينا.
انتهينا من ذلك الشيء الذي كان دوماً يغيظنا
من ذلك الشيء الذي كان يُعتبر من أكثر الأشياء التي كنّا نود أن نتخلص منها.
انتهينا.. و أخيراً وصلنا المحطة بعد طريق طويل، طريق دام اثنتي عشرة سنة.
يا لتلك الفرحة التي كنَّا دائماً نشعر بها حين تنتهي السنة الدراسية و لكن هذه السنة سنة مختلفة.
انتهاء هذه السنة فرحة عميقة مغمورة بحزن،
بهجة يحاصرها البؤس
فذلك الشعور المبهج الذي يجعلنا ندرك أننا انتهينا من مشوار طويل.
و ذلك الشعور البائس الذي يجعلنا ندرك أنه حان وقت الرحيلفنحن البشر إن عشنا في غرفة ليومٍ واحد نتعلق بها، فكيف لنا أن لا نتعلق بشيء عشنا فيه لسنوات عديدة.
أجل لن نعيش فيه بعد الآن و لكنه سيبقى ساكن في داخلنا، ستبقى ذكرياته منقوشة على جدران عقولنا و ستبقى هتفات ضحكاتنا و حكاياتنا يتردد صداها في أُذوننا.
ستبقى محبتنا لبعضنا مزروعة في قلوبنا.
أصدقائي، لن أنساكم أبداً.
كيف لي أن أنسى جزءاً كبير من حياتي
كيف لي أن أنسى من محبتهم تشبثت في أغلال روحي.
إشتقت لكم كثيراً،
و حتى لو كان للإشتياف حد، فإن اشتياقي لكم تعدى كل الحدود.ماذا عن معلميننا؟ يا ترى هل يظنوا بأننا سننساهم؟
فإن كانوا يظنون ذلك، فليسمحوا لي بأن أقول لهم أنهم مخطئين.
كيف ننسى من أجهد نفسه و بذل قصارى جهده لكي يجعلنا ناجحين؟
كيف ننسى من ساعدنا في الصعود على ذلك السلم لنصل الى القمة و نحن فخورين؟
كيف ننسى أهلنا؟
ألم يقال أن المدرسة هي بيتنا الثاني؟
و أنتم أهلنا في هذا البيت، فعلاً كنتم كأهل لنا، عزيزون على قلوبنا و مهتمون بمصلحتنا. لم تنتهي رحلتنا و لكنا وصلنا الى المحطة الأولى فقط و لولاكم لِما وصلنا هنا.
إعذرونا الآن فيجب علينا الرحيل، سنرحل و ستبقى أطيافكم في أذهاننا. لم تكن لدينا الفرصة لكي نودع بعضنا و لكن هذا لا يعني أن دموعنا لم تنزل، فالدموع لا تنزل فقط في لحظة الوداع الواقعية فإنها تنزل كلما تألم القلب، و القلب يتألم جداً حين يُحين وقت الابتعاد عن من أحب. لكن هذه هي الحياة، لا شيء يدوم فيها.
مدرستي.. كما احتويتيني، سأحتويكِ
و معَّزتك في قلبي بقدر ما علمتيني..
دمتم سالمين يا أعز الناس
دمتم سالمين يا أصدقائي و أساتذتي
دمتم سالمين يا من دامت محبتهم في قلبي..20/6/2020
1:00AM#senior2020
#graduate🎓
أنت تقرأ
كلمات من القلب
Poetryالكتابة هوايتي، أعبر فيها عن حكايتي و القلم صديقي، أخبره آلامي وقت ضيقي..