المقدمة

15.7K 455 45
                                    

               بسم الله الرحمن الرحيم

كل إنسان حولك "مزيج" نفسي ووراثي وثقافي لا يتكرر بين فردين. فأنا وأنت وأي شخص تعرفه (محصلة) لعناصر وظروف ومؤثرات لا تتشابه حتى بين التؤام. نتحول بمرور العمر وتنوع الخبرات إلى حقيبة ( بأرقام سرية ) لا نعرف حتى نحن كيف نفتحها وترى محتوياتها.
غير أن المشكلة لا تكمن في تنوع شخصيات البشر ;
بل في فشل كل إنسان في اكتشاف نقاط تفرده وأسباب اختلافه عن الآخرين ..  في اعتقاد كل شخص أنه فريد عصره ووحيد زمانه والمرجع الوحيد فيما يختلف عليه الناس ويخفي عليهم أمره .. في قناعته بأن ما توصل إليه (بعد ما يظنه تفكيرا واعيا وعميقا)  هو الصحيح والسليم وما لم يسبقه إليه أحز من العالمين..
وأيا كانت آرائنا ونتائج تفكيرنا فهي في النهاية (محصلة)  لمؤثرات عميقة ولا واعية نسيها معظمنا..
محصلة لدوافع

وخلفيات توجهنا لنبني آراء وأفكار نعتقد أن على الجميع الالتزام بها. نادرا ما يخطر ببالنا احتمال تشوه قراراتنا ونظرتنا للعالم من خلال الموروث والسائد والأفكار المقولبة وتجاربنا الخاصة (وليس العكس) ..
لهذا السبب أعتقد أن أول متطلبات الخروج بالرأي النزيه والقرار الصائب هوا الاعتراف بتعرضنا المسبق لكافة أنواع المؤثرات..الخروج أولا من قوقعة الماضي والمعتاد والمسلم به،
والاعتراف بأننا (محصلة نهائية) لظروف اجتماعية وثقافية ونفسية أعتقد مما تتصور..

فقط حين نعترف بهذه الحقيقة، يصبح همنا الأول وليس الدفاع عن آرائنا الخاصة، بل التأكد من أننا لم نخدع أنفسنا ونتبنى أراء تم تشكيلها مسبقا..نصبح
مهيأين للانتقال من مرحلة (لماذا) نفعل ذلك ألى (كيف)نطور أنفسنا ونصبح أفضل من ذلك..

وفي الحقيقة ; هذا هو الهدف من تأليف هذا الكتاب .. محاولة توضيح الدافع واستكشاف الداخل قبل تطوير الذات والانطلاق للخارج..

هذا السبب ستلاحظ أن الكتاب يبدأ بمواضيع تتعلق باستكشاف الذات مثل: أعرف نفسك أولا / وقد لا تكون ذكيا كما تعتقد /والبقع العمياء في دماغك /
وقناعاتك الشخصية ليست افكارا مقدسة... قبل انتقاله إلى مواضيع خاصة بتطوير الذات ومواجهة الحياة مثل:  تقنيات الحظ السعيد /وتعلم كيف تقول لا / واعمل بكفاءة وجهد اقل / وماذا تفعل في ثلاث دقائق / وأفضل مهنة في العالم... بما في ذلك "
نظرية الفستق "التي أنصح كل أب بمناقشتها مع أبنائه...

وفي النهاية ; تذكر دائما أن الكلمان تبقى كلمات حتى تتبناها أنت فتتحول إلى تصرفات وأفعال.

نظرية الفستقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن