أنت ما تعتقده عن نفسك

2.4K 96 13
                                    

                 بسم الله الرحمن الرحيم

نحن نتيجة لما تعتقده و نتصوره عن أنفسنا..
نحن صوره طبق الأصل للشخص الذي نتمثله وتراه في أذهاننا..

حتى أطفالنا تصنعهم إيحاءات يومية يسمعونا منا أو يرونها فينا.

فهناك علاقة تبادلية بين تصرفاتنا الخارجية ورؤيتنا الداخلية لأنفسنا.. فحين تعتقد - مثلا - أنك جبان أو ضعيف أو مغبون

ستتصرف على هذا النحو.. وحين يحدث العكس، وتتعمد
التصرف بشكل شجاع وقوي ستملكك قوة داخلية و ثقة كبيرة بالنفس.

قالت العرب قديها : "من تردد في الطلب أعان غيره على "الرفض".. وقالت أيضا: "لكل امرئ من اسمه نصيب".

فحين تكون مهزوزا أو مترددا في طلبك يظهر ذلك على ملامحك وجوارحك وتحركاتك وصوتك فيشعر بها من مجلس

أمامك.. وبسبب ترددك وعدم ظهورك واثقا من نفسك يسهل عليه رفضك أو ردك بأي عذر وحجة.. ولكل امرئ من اسمه نصيب؛

لأن أسامينا يكررها الناس على مسامعنا فتغسل أدمغتنا منذ ولادتنا..

فحين ينادينا الناس بأسماء مثل: "عادل" و"حنان"
و "نشمي" و"سبع" و"رحمة" لابد أن نتمثل من خلالها شيئا من العدل والحنان والكمال والشجاعة والرحمة..

وفي المقابل قد يتسرب إلينا شيء من الضعف والخور وقلة الحيلة حين ينادينا
الناس بأسماء أنثوية أو رخوة أو غريبة تستدعي السخرية - أو حتى السؤال "ماذا يعني هذا الاسم الغريب"؟

الحل هو أن نعي هذه الآلية ونوحي لأنفسنا بأشياء إيجابية قبل أن يوحي إلينا الناس بأشياء سلبية.. ف(الإيحاء) علاج نفسي
يمارسه الطبيب أثناء استرخاء المريض أو تنويمه مغناطيسيا بحيث يستيقظ وقد أصبح أكثر ثقة بنفسه.. ونحن – أيضا – نفعل الشيء
ذاته مع أنفسنا بشكل يومي ودائم - وغالبا بطريقة غير واعية ..

وما أحاول تنبهك إليه هو ضرورة أن لا يحدث ذلك بطريقة سلبية
أو عشوائية بل بطريقة مدروسة وإيجابية.. يجب أن تتحدث مع نفسك دائما وتقنعها كم أنت إنسان إيجابي و جرئي ومتفوق ولا تقل
قدرة عن أي إنسان آخر.. يجب أن تصيغ لنفسك جملا إيجابية

تكررها على نفسك مائة مرة في اليوم (مثل: لن أبدو مهزوزا بعد اليوم، أو لن أتردد في قول لا في المرة القادمة).

يجب أن تتصور دائما
الشخصية التي تريد أن تبدو عليها وتتمرن مسبقا على المواقف
التي ستخوضها - حتى تصبح تصوراتك أفكار، وأفكارك قناعات، و قناعاتك تصرفات حقيقية.

إيحاءك لنفسك ليس نصيحة سطحية أو مبالغ فيها بل طريقة
تفكير وأسلوب حياة وعلاج ناجح يلجأ إليه علماء النفس .. يجب أن تتعلم كيف توحي لنفسك؛ لأنه إن لم تفعل ذلك سيفعله آلاف

الناس من أجلك.. سيصنعون شخصيتك من خلال رأيهم فيك
(وإيحاءاتهم) إليك حتى تتمثلها في حياتك..

والأمر لا يتعلق بك وحدك ؛ بل يجب أن توحي لأطفالك
بأشياء إيجابية عن أنفسهم.. فحين تنعت طفلك بالغباء أو الجبن أو التخلف تنزع في كل مرة أجزاء من ثقته ورؤيته لنفسه. وفي المقابل
حين تصفه بالذكاء والألمعية والتفوق سيحاول
- دون وعي منه -
الارتفاع تلقائيا المستوى رأيك فيه ...

جميعنا جرب كيف يمكننا فعل المستحيل (فقط) حين نكون على

قناعه بتغيير المستحيل..

لو كان الملك عبدالعزيز يشك في قدرته
على تحرير الرياض لما تقدم إليها بنفسه، ولو كان عبد الرحمن الداخل يشك في توليه عرش الأمويين في الأندلس لما رحل إليها
وحيدا ..

ولو كان نابليون مترددا في استعادة باريس (بعد هربه من جزيرة هيلانة)
لما واجه الجيش الفرنسي وحده.

لو كان نبينا الكريم يؤمن بالفشل لما صمد أمام قريش وقال: "والله لو وضعوا الشمس على يميني والقمر على شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته أبدا ".

قناعتك بفعل المستحيل هي فقط ما تجعلك مؤهلا لفعل
المستحيل

النظرية باختصار

⚫ نحن صورة طبق الأصل للشخص الذي نتصوره
ونتمثله في أذهاننا.

⚫ يمكنك فعل المستحيل (فقط) حين تكون على قناعة
بقدرتك على تغيير المستحيل.

⚫ حين نصف طفلك بالغباء أو التخلف تنزع في كل مرة جزءاً من تقنه ورؤيته لنفسه.

نظرية الفستقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن