بسم الله الرحمن الرحيم
من أهم أسباب فشلنا في الحياة جهلنا بأنفسنا و عدم معرفتنا
بقدر اتنا وأولوياتنا (ويكفي هذا السطر لاختصار مجمل المقال).فقبل أن تعرف غيرك يفترض أن تتعرف على ذاتك، وقبل أن
تفهم الآخرين عليك فهم نفسك، وقبل أن تفكر في الإقدام على
أي عمل افحص ميولك و قدرتك على إنجازه.. فمن أهم أسبابفشلنا في الحياة ضبابية الأحلام وعدم معرفة ماذا نريد وماذا
نستطيع وإلى أي اتجاه نميل؟ وحين نفشل في أي مجال نسارع للوم
الآخرين ولا نفكر للحظة في أن عدم فهمنا لأنفسنا قد يكون أهم
أسباب فشلناوفي هذا المقال وضعت مجموعة أسئلة من شأنها تقديم صوره
واضحة لأنفسنا، ومساعدتنا على فهم ذواتنا و نواحي قصورنا
وتميزنا.
• فعلى سبيل المثال: في حال عدنا إلى مرحلة طفولتك الأولى..هل تتذكر أبرز حلم في رأسك !؟ .. ماذا كنت تريد أن تصبح( حين تكبر ) !؟.. ماذا كان يثير دهشتك وفضولك ؟؟ .. ماذا
كان يثير إعجاب الناس بخصوصك؟ .. ماذا كانت تتوقع
ومالا تتوقع عن مستقبلك ؟ ... صحيح أن أشياء كثيرة
تغيرت منذ ذلك الحين، ولكن العودة إلى أحلام الطفولة كثيراما يعيدنا إلى أحلامنا النقية ورغباتنا الحقيقية قبل أن
تجبرنا الظروف والعقبات على نسيانها وتجاهلها
(و كم حلم طفولي أجله صاحبه لما بعد سن التقاعد)!. وبطبيعة الحال لا يوجد إنسان راض عن نفسه.. وأذكر
صديقا كان يسأل الآخرين دائما هل أنت راض عن
نفسك ؟؟ ..ورغم أنه لم يهتم يوما بمعرفة الجواب إلا أن
سؤاله كان يعيدنا دائما لجادة الصواب و يذكرنا بالكم المتعب
من الأخطاء والخطايا التي نحملها على أكتفانا ... فإن كان
الجواب (لا) فالخطوة التالية هي: ماذا ستفعل بهذا
الخصوص؟• وأنا - شخصيا - أؤمن بأن البشر متشابهون بنسبة ۹۹٪
والسؤال يتعلق بال ۱٪ التي تميزك عنهم وتتيح لك التفوق
عليهم.. انظر جيدا إلى الناس حولك؛ ستلاحظ أنمعظمهم على قدر جيد من الذكاء والتعليم والموهبة..
وستلاحظ أن معظمهم يملكون أفكارا متماثلة ومواهب
متشابهة وأحلام مشتركة.. والآن عد إلى نفسك و تأملهاجيدا وحاول معرفة الشيء الذي تتميز به عنهم و تتفوق به
عليهم وتفعله أفضل منهم.. هذا الميزة( الاستثنائية) هي
مصدر تفوقك ونجاحك بشرط امتلاك ما يكفي من
الإصرار لتطبيقها على أرض الواقع!• أيضا من المهم أن تتخيل نفسك بعد سن التقاعد؟ وهل
هناك ما ستندم عليه بعد سن الستين !؟فمن المهم أن لا تفعل (حاليا) مالا ترغب برؤيته حين تصل
لهذه السن ..حطم مبكرا كل عادة أو فعل أو مشكلة صغيرة تتبلور
(هذه الأيام )قبل أن تصبح كبيرة ويصعب التخلص منها حين
يشتعل رأسك شيبا ... أما في حال كنت نقيا ولم تفعل شيئاً صغيراًتندم عليه كبيراً – فعليك التفكير في شيء نبيل لم تفعله صغيراً
و ستندم على عدم فعله كبيراً• ولأن لا أحد يضمن الوصول لسن التقاعد، تخيل ماذا
ستفعل لو أخبرك الطبيب (لا قدر الله) بحتمية و فاتك بعد
ستة أشهر ؟فحين تعرف حتمية و فاتك بعد وقت معلوم ستبادر بسرعة
لإزاحة كافة الاهتمامات الثانوية وغير المهمة في حياتك (والتركيز)على أهم هدف أو هدفين كنت تؤجلها دائما .. فيا هو - مثلا -
أول شيء ستسارع لفعله !؟ .. ماذا ستفعل لتأمين مستقبل عائلتك
خلال هذه الفترة القصيرة !؟ .. ما هي الفكرة أو المبادرة التي تريد أن يتذكرك بها الناس؟..وهل لديك مشروع نبيل أو فريد حان
الوقت لتنفيذه بعد أعوام من تأجيله لأسباب واهية !؟كل هذه الأسئلة من شأنها منحك فهما أفضل لنفسك وإعادة
تعريفك لذاتك .. وقبل أن تلوم الناس حولك اعرف نفسك أولا
ولا تتوقف عن التساؤل بخصوص هويتها ورسالتها وأبرز
أولوياتها !؟وكثيرا ما يقدم السؤال نصف الإجابة !!
النظرية باختصار:
⚫ من أهم أسباب فشلنا في الحياة، جهلنا بأنفسنا – أولاً -
والإصرار على كل ما يدور خارجها.⚫ العودة إلى أحلام الطفولة بعيدنا إلى أحلامنا الأصيلة ورغباتنا الحقيقية.
:هناك شيء يميزك عن الآخرين .. حاول اكتشافه
واستغلاله للتفوق عليهم.
![](https://img.wattpad.com/cover/213944321-288-k405213.jpg)