بسم الله الرحمن الرحيم
حين تسافر الطائرة إلى أي بلد تنطلق حسب خطة عمل مسبقة وجدول دقيق يحدد موعد إقلاعها
(ومن أي مطار ومدرج) وموعد هبوطها
(وفي أي مطار ومدرج) .. ولأنها تسير وفق جدول دقيق –وحسب خطة متفق عليها – تصل إلى الموقع المستهدف في الوقت المحدد بنسبه تتجاوز ٩٥./.
وفي المقابل تخيل (فقط تخيل) صعود "الكابتن"
إلى الطائرة دون معرفة وجهته أو إلى أي مطار سيقلع..وحين يتصل ببرج المراقبة لا يجيي عليه أحد أو يكتشف عدم وجود رحلة مجدولة تخص هذه
الطائرة بلذات!!
في هذه الحالة هل سيقع بها؟
هل يقبل الذهاب إلى جهة لا يعرفها ولم يقررها مسبقا؟ ..
وفي حال (طار بها)إلى متى سيظل محلقا بالطائرة قبل أن تسقط أو يعود للهبوط في نفس النقطة التي انطلق منها؟
والأنسان بدوره مثل الطائرة أن امتلك مسبقة سيصل
(بنسبة كبيرة) إلى الوجهة التي يريدها ...وإن (أقلع)
سيهدر طاقة كبيرة ووقتا ثم يسقط أو يهبط مجددا في نفس المنطقة مجددا..وهذا في الحقيقة هوا الفرق بين الأنسان الناجح والفاشل في الحياة ; فالأنسان الناجح يملك مسبقا خطة عمل واضحة لما يريده مستقبلا
(وبالتالي سيهبط في البقعه التي يحددها بنسبة كبيرة) .. وفي المقابل لا يملك معظم الناس خطة عمل مسبقة لما يريدونه مستقبلا وبالتالي من الطبيعي أن لا يصلوا لأي مكان..انظر حولك جيداً ..ستجد أشخاصا على قدر كبير من الذكاء والنشاط والتعليم ومع هذا فاشلون في حياتهم. والسبب– ببساطة أنهم لا يعرفون ما هي وجهاتهم وأهدافهم، ولا يدركون كيفية تحقيقها.. اسأل أي واحد منهم عن هدفه في الحياة سيجيبك
بكلمات فضفاضة تائهة توضح حالة التردد والضياع التي يعيش فيهل. وفي المقابل تخبرنا سير العظماء والناجحين أنهم امتلكوا هدفا واضحا منذ البداية لما يريدون تحقيقه، وركزوا على انجازه في عم مبكرة نسبيا (لدرجة ترك معظمهم دراسته الجامعية من أجله).من خلال خبرتي المتواضعة أجد أن "ضياع الهدف"
في سن مبكرة هو المسؤول الأول عن الفشل، وعدم تحقيق الأنسان لأحلامه وطموحاته. وهذا أمر لا يتعلق بلكسل أو التقاعس بل بالركض في الاتجاه الخاطئ والدوران في حلقه مفرغة وهو ما
يجعل جميع الطرق تنتهي للاشيء!!
وفي الحقيقه هناك فرق كبير بين وضع "خطة عمل "
ووضع أمنيات ورغبات يشترك فيها الجميع..فحين تسأل أي شاب مثلا "ماذا تريد في حياتك؟"
سيجيبك "المال" أو "السعادة" أو "النجاح"
غير أن المال والسعادة والنجاح أمنيات فضفاضة يريدها الجميع ويشترك في حبها الجميع ولا يمكن تصنيفها كخطة عمل.
خطة العمل الحقيقية يجب أن تاضمن جدولا زمنيا،
(المال والسعادة والنجاح ). ورغم اعترافي بأن "خطة العمل " لا تضمن وصولك بنسبة دقيقة (توازي الطائرات التجارية) إلا أنها تظل أفضل بكثير من عدم وجود خطة عمل (وبالتالي ضمان الفشل بنسبة١٠٠%)
وكلما كانت خطة العمل ذاتها جيدة ودقيقة كلما ارتفعت حظوظك في الوصول إلى الموقع المحدد في الزمن المحدد، وكلما كانت سيئة ركيكة وناقصة كلما تأخر موعد وصولك أو أختلف موقع هبوطك
حيث تريد.وبطبيعة الحال لا يكفي أن تمتلك هدفا واضحا وخطة عمل مرنة; بل وتمتلك الشجاعة والجراءة والصبر على تنفيذ الهدف ذاته; فمن الملاحظ أن الناجحين في الحياة يصنعون فرصهم بأيديهم
(كتأسيس مشاريع صغيرة وأعمال خاصة) في حين يستسلم الفاشلون لمصيرهم ويعتقدون أن غيرهم يتحكم بمسيرة حياتهم – واعتقاد كهذا يبقيهم في حالة انتظار لعروض وظيفية واجتماعية تأتيهم من
"الخارج" ولا يفكرون بأمكانية البدء بأي مشروع
خاص مثلا !
أما الأسوء من الاستسلام وانتظار الفرصة فهو أن يضع (ضعيف القدرات) أهدافا ضخمة وغير واقعية لا تتناسب مع مواهبه وأمكانياته بالقفز بلا مقدمات لأعلى السلم – وحين يكتشف بعد فترة أنه ما يزال تحت أول درجة يصاب باليأس والإحباط الكبير !
ايضا يركز الفاشلون على المشاكل والعقبات التي تقف في طريقهم – وبالتالي قد يتراجعون أةاة أي واحد منها في حيت يركز الناجحون على الهدف النهائي ويرفعون رؤوسهم ناحيته بصرف النظر عن عدد المرات التي يقعون فيها (وهذه المسألة مهمة كون التركيز على الهدف الكبير يجعل العقبات أمامهم تبدو بسيطة وتافهة وربما غير مرئيا). كما يلاحظ أن الناجحين يبدءون في سن مبكرة نسيبا في حين يستمر الفاشلون في المماطلة والتسويف (وعدم أكمال أي مشروع) حتى يتفاجئون بسن الشيخوخة.. وفي حين يبدأ الناجحون بتطبيق افكارهم من (الغد) ينتظر الفاشلون "فرصة اعظم " أو "توقيت أفضل "
أو "شريكا مناسبا" – حتى تطير الفرصة من أيديهم أو يتناسون بالتدريج! ومن الخصائص الأخرى المهمة في أي خطة عمل ناجحة: وضوح الرؤية،والمرونة، والتركيز، والتفرد.
فكلما امتلكت رؤية واضحة عما تريد كلما سهل عليك العمل والتنفيذ والوصول لهدفك بشكل مباشر.أما المرونة فصفة ضرورية لتجاوز العقبات المحتملة وأي تغيير يطرأ على خطة العمل.
أما التركيد فيعني: الأكتفاء بهدف رئيسي تركز طاقاتك وجهودك عليه (فالكابتن لا يستطيع قيادة أكثر من طائرة ) وأنت لا تستطيع تحقيق اكثر من طموح عظيم.أما التفرد فلا يتعلق بكيفية التنفيذ فقط بل وفي تفرد الهدف ذاته. فحين يملك الشاب –مثلا – خطة عمل تنتهي بتخرجه طبيبا (وهذا أمر جيد بلا شك)
فإنه يشترك مها آلاف غيره في هذا الهدف.
أما حين يقرر ان يصبح طبيبا(كي يكشف علاجا للداء
التي ماتت به والدته) فإنه يمتلك خطة عمل أكثر تفردا وتميزا – بل و أكثر نبلا ووضوحا !!النظرية باختصار :
⚫ أن لم تعرف أين تذهب فجيميع الطرق تنتهي للاشيء!
⚫سر النجاح يكمن في وضوح الهدف، والمرونة في
التنفيذ.⚫ينشغل الفاشلون بلمشاكل والعقبات، في حين ينشغل الناجحون بتحقيق الهدف النهائي.
![](https://img.wattpad.com/cover/213944321-288-k405213.jpg)