|22|

9.1K 439 31
                                    

إستمتعوا بالفصل وعلقوا على الفقرات
Start

مدريد - إسبانيا
مازال جالس على الأريكة في غرفة المعيشة بين يديه تلك الورقة التي تركتها له
ينظر لها بشرود تام، آلاف الأفكار تعصف بداخله أغلبها لما ذهبت هكذا فجأة ولم تسمح له بتوديعها
"أليساندرو"،صوتها الأنثوي رن قريبا منه ليرمش بتتابع يرفع رأسه ببطء ليجدها تقف أمامه ممسكة بحقيبة سفرها تنظر له بأعين مليئة بالدموع
تشنجت عضلاته وعيناه ترمقها بحدة وغضب
"الوداع!! "،قالها بسخرية يرفع الورقة ممسك بها بين أصابعه لتشهق ببكاء
" آسفة لأنني تصرفت معك بهذه الطريقة"،تركت حقيبة سفرها على الأرض ومشت بإتجاهه لينهض بعنف من مكانه يمسك ذراعيها بقوة آلمتها
"ماللعنة معك بيرلا، لما تتصرفين بغباء أنا على علم برجوعك لبلدك عاجلاً أم آجلاً إذا لماذا هربتي فجأة"،صرخ بصوت عالي مليئ بالغضب لتغمض عيناها بقوة خوفا منه
كانت أول مرة ترى هذا الجانب الغاضب منه
إحمرت عيناه بغضب من المشاعر التي يحسها الآن
"أتعلمين بما شعرت وقت رأيت رسالتك الباردة هذه"،سألها بنبرة حادة لتنفي برأسها بصمت ليجيبها بمرارة
"شعرت بأنك هجرتني بأنك مللتي مني وتركتني خلفك بدون مبالاة، شعرت بأن لا قيمة لي عندك بيرلا"،نفت ببكاء وسارعت لإحتضانه قائلة ببكاء وندم
"أقسم لك لم تكن نيتي أن أحزنك، لم أستطع توديعك فهو صعب ومؤلم بالنسبة لي أليساندرو، لقد أخطأت وأعترف بذلك لهذا عدت لك، أنت لاتستحق أن أتركك خلفي بهذه الطريقة المهينة أعتذر أعتذر بشدة حبيبي "،أغمض عيناه بقوة وقبض على يده بشدة حتى إخترقت أظافره جلد كفه كي لايضعف ويبادلها العناق يحتويها بداخل أضلاعه وبصعوبة بالغة أمسك نفسه
هو يحترق من الداخل لفعلتها هذه ومهما فعلت أو قالت لن تحسن من حالته
"إذهبي بيرلا"،تجمدت في مكانه وتوسعت عيناها بصدمة مما قاله
إبتعدت عنه ببطء تنظر له بصدمة هامسة بإرتجاف
"ماذا"،نظر لها بوجه خالي من التعابير
"ألم تذهبي وتتركيني خلفك لما منصدمة هكذا، لكن هذه المرة بإختلاف أننا إنتهينا علاقتنا هنا تنتهي بيرلا ويليامز"،كلماته إخترقت قلبها كخنجر سام تطعنه بدون رحمة ليدمي بغزارة
"أتهجرني أليساندرو"،سألته بألم تدعي بداخلها أن ينكر ماقاله لكنه أكّد عليها بلجهة قاسية
"أظنك تحدثين نفسك فأنت من تركتي حضني مخلفة وراءك كلمة باردة، أثبتي لي بأنني مجرد هامش في حياتك"
"لاتقل هذا حبيبي أنت حياتي كلها، لا تعاقبني بهذا الشكل"،ترجته ببكاء ليقابلها بوجه بارد عكس الأعاصير التي تحدث بداخله
هو يحبها بل يعشقها لكن مافعلته لا يغتفر فقد طعنت رجولته، أحس بالهجر من فعلتها تلك وهروبها منه بهذه الطريقة
"الوداع بيرلا"،إرتجفت في مكانها من تلك الكلمة وشعرت بالمرارة تغزوها
الآن أحست بنفس إحساسه وكم هو مؤلم وموجع لقلبها
نظرت له بأعين معاتبة ونظرة الألم ترتسم بوضوح لما يفعله بها
لقد ندمت ورجعت له وطلبت السماح لكنه رفض كل ماقالته وترك كبرياءه وعلقه يتصرف بدلا من قلبه النقي والطيب
إبتسمت بألم هامسة بإختناق
"الوداع"،رجعت خطوة للوراء ثم إستدارت تجر حقيبتها خلفها بعدما تركت مفتاح شقته فوق الطاولة مغادرة شقته وحياته بأكملها
إرتمى على الأريكة خلفه يعتصر رأسه بين يديه ليطلق صرخة قوية متألمة لما يعيشه
بالأمس كان أسعد رجل في العالم والآن هو أتعس رجل، يحبها بشدة لكن الغفران صعب عليه
"لماذا قتلتنا بيرلا لما؟ "،همسها بألم تحت أنفاسه سامح لتلك الدمعة الخائنة بالتحرر.
.
.
.
نيويورك
تململت آريا في مكانها تغمغم بكلمات غير مفهومة ليبتسم ذاك العاشق المتيم بأدق حركة منها
كانت تتوسد أحضانه وهو غارق في تأملها
تنهد بخفة وأصابعه تتحسس وجنتها الناعمة دنى لمستوى وجهها طابعا قبلة طويلة على جبينها ،أراح رأسه فوق رأسها وأصابعه مستمرة في عملها فوق بشرتها الناعمة كالأطفال، فتحت آريا عيناها ترمش بتتابع حتى توضحت لها الرؤية
" ألبرت"، نادته بصوتها المبحوح إثر النوم لينزل عيناه لوجهها ليجدها تنظر له بأعين ناعسة وعبوس طفولي
"صباح الخير ياقلب و روح ألبرت"،رد عليها بنبرة حنونة لتبتسم بلطف في وجهه
"صباح النور يانور حياتي"،إرتسمت ملامح السرور و الفرح على وجهه حالما سمع جملتها ليلتقط شفتيها في قبلة ناعمة بطيئة مليئة بالحب والعشق الذي يكنه لها لتبادله برقة متناهية
فصل القبلة يطرح جبينه على جبينها هامسا بتحشرج
"شكراً لأنك رجعتي لي ياقلبي وعلى هديتك الغالية"،ختم حديثه متلمس بطنها المسطحة حيث تكمن ثمرة حبهما
رفعت كفها تريحها على وجنته قائلة
"بل شكراً لتمسكك بي وعدم التخلي عني حبيبي"،نفى برأسه سريعا قائلا بجدية معانقا جسدها لصدره
"أموت و لا أتخلى عنك فأنتِ الهواء الذي أتنفسه وبدونك أختنق و أتلاشى"،وقد كانت كلماته البسيطة بلسم لجميع جروحها
تمسكت به بقوة تدفن وجهها في حنايا عنقه تشتم رائحته بتخذر مغمضة العينان
.
.
وبعدما قضت وقتا طويلا في أحضان زوجها نهضت لتأخذ حمامها الصباحي كي تذهب للشركة فقد أهملت عملها في هذا الأسبوع وعرض الأزياء قد إقترب
قامت بروتينها الصباحي ثم إرتدت ثيابها الأنيقة الزيادة عن اللزوم
وقفت أمام المرآة الطويلة تتأمل هيئتها الملفتة للأنظار

{Action- آكشن}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن