|25|

11K 445 38
                                    

إستمتعوا بالفصل وعلقوا على الفقرات
Start

المستشفى الخاص- مدريد
أمام غرفة الإستعجالات كان الجميع جالس بقلق وخوف على بيرلا الماكثة بالداخل قرابة الساعة
أما أليساندرو كان يقطع الرواق ذهاباً و إياباً بخطوات واسعة وأصابعه تخلخل داخل خصلاته بعنف يكاد يقتلعه من مكانه
نبضات قلبه متسارعة تكاد تصم أذنيه من شدة هلعه وخوفه عليها
مازال يتذكرها شاحبة بين يديه و النزيف الشديد الذي مرت به، لؤلؤته الغالية حامل بطفله
اللعنة عليه وعلى كل شيء في هذا العالم، إن حدث لها شيئ سيقتل نفسه
نهض ألونسو من مكانه وإقترب منه يربت على كتفه متحدثاً بهدوء
"إهدأ قليلاً أخي بيرلا قوية وستكون بخير"،توقف عن الحركة ورمقه بأعين حمراء لكبته للدموع التي تهدد بالنزول
"لا أستطيع الهدوء ألونسو إنها بيرلا المرأة التي أعشق و أيضا هناك ط طفلي"،تردد في الكلمة الأخيرة وأحس بشعور غريب وهو ينطقها
شعرت مايتي بالذنب لما حدث لبيرلا وحملت نفسها الذنب فهي التي قفزت فوقها وضربت بطنها بقوة غير متعمدة
نزلت دموعها بصمت لتشعر بعناق هادئ من طرف صديقتها إليسا التي واستها
"عزيزتي لا تحملي نفسك الذنب رجاءاً وأنتِ أيضا رأيتِ نزيفها ولم يكن بسببك "،نظرت لها لتجدها ترمقها بحنان وإبتسامتها الرقيقة
"لن أسامح نفسي إن حدث لها شيئ أو للطفل"،وماإن أكملت حديثها حتى خرجت الطبيبة ليسرع ناحيتها أليساندرو وهم خلفه
سألها بلهفة وقلق
"كيف حال بيرلا أيتها الطبيبة"،صمتت الطيبية قليلا ثم بدأت الحديث
"لقد أوقفنا النزيف بصعوبة وهي و الطفل بخير"،تنفس الجميع براحة لهذا الخبر لتكمل الطبيبة الحديث
"المريضة جسدها بغاية الضعف و لا أظنها تهتم لنفسها يبدو بأنها تمر بظروف صعبة وقد أثرت عليها وعلى الجنين سلبا ،بالأشهر الأولى يكون الحمل غير مستقر لذلك عليها الإعتناء بنفسها ،التغذية الصحية تلعب دورا أساسيا هنا، الإبتعاد عن كل مايوترها والراحة التامة "
أومأ لها أليساندرو بطاعة ثم سألها
"هل أستطيع رؤيتها" ،إبتسمت في وجهه وأجابته بنعم ليدخل سريعا متلهف لرؤيتها والإطمئنان عليها
إلتفت ألونسو وعانق حبيبته مايتي لتتبشت به بقوة تدفن وجهها بصدره
مسح على شعرها بحنان هامسا بأذنها
"أسمعتِ ماقالته الطبيبة، الظروف هي من تسببت بالنزيف ليس أنتِ لذلك لا أريد رؤية دموعك الغالية مجددا حسناً "، تحدث بهدوء ولطف ،رفعت وجهها ترمقه بنظرات بريئة أودت بقلبه تومأ له بطاعة
إبتسم بحنان وطبع قبلة عميقة على جبينها لترجع لحضنه الذي يشعرها بالأمان والدفئ
.
في الداخل كانت بيرلا مستلقية على السرير محتضنة بطنها بحركة بدت لأليساندرو كحماية
رفعت رأسها حالما سمعت صوت فتح الباب لتلتقي عيناها الزرقاء بخاصته الخضراء
تقدم ناحيتها ليجلس على حافة السرير وعيناه تمر على كل إنش من وجهها كأنه يتأكد من سلامتها
"كيف تشعربن"،سألها بإهتمام لتبتسم بخفة هامسة بصوت متعب
"كلانا بخير لا تقلق أليساندرو"،تركزت عيناه على بطنها المسطحة وبدون شعور منه رفع كفه يحطها هناك متحسسا إياها برقة كأنه يتلمس طفله الصغير
"متى علمتي"،سألها بهدوء مستمر بملامسة بطنها لتتنهد بخفة قائلة
"بعد عودتي بأسبوعان، حاولت التواصل معك لكن هاتفك كان مغلقاً حتى أنني سافرت لمدريد لكنك لم تكن هناك لذلك عدت لنيويورك مجدداً "،أغمض عيناه بقوة لاعنا نفسه آلاف المرات
"آسف"،إعتذر بخفوت ليقابله الصمت ليرفع رأسه ويجدها قد غطت في نوم عميق
إقترب منها أكثر متحسسا وجنتيها الناعمتين بأصابعه ليدنو لوجهها طابعا قبلة حانية على جبينها مغمض العينان
"لن أترككما من بعد الآن، سأكون بقربكما دائماً "،طرح جبينه على جبينها متنفسا رائحتها الزكية.
.
.
.

{Action- آكشن}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن