الحلقة الاولي

6.7K 89 3
                                    

الغامضة

الحلقة الأولي

بقلم نورا محمد علي

دخل القبطان سيف عبد العزيز الي فيلته الموجودة بأحد المناطق الراقية في القاهرة وهو ينادي علي خادمه ومربية  العم صالح ويقول

سيف عم صالح اين انت

وأسرع إليه صالح ذلك الرجل ذو الوجه الصبوح والملامح التي  حملت تجارب الايام والسنين

صالح  حمد لله علي سلامتك يابني اشتقت اليك يا بني

  واحتضنه فأربت سيف علي كتفه بحزر

سيف  وانا كمان  اشتقت اليك والي كل شيء في هذا البيت لقد كانت رحلة طويلة قطعت فيها الالف الأميال ولكن لا يهم فلم يعد لي من يسأل عني هنا سواك ايه العجوز واحتضنه مرة اخرة

صالح  اذا عليك أن تفكر في من ستسال عنك فلقد جاوزت السبعين  وأصبحت عجوز يا بني وابتسم له

سيف  ما هذا الذي تقوله لا يا عم صالح   فأنا لم أتصور البيت من غيرك

صالح بشدة يخلطها اللين  حتي لو لم تتصور  البيت من غيرك فانت الان علي مشارف الأربعين من عمرك ولم تفكر في الزواج حتي الان نكتفي بتلك الصدقات والعلاقات العابرة في كل ميناء ترسو عليه  ولقد قلت لك أكثر من مرة هذا لا يجوز  يجب أن تستقر

هرب سيف من تأنيب العجوز له فهو يعلم انه علي حق واتجه لبمجلس علي أحد المقاعد  ويقول

سيف ليس الآن يا عم صالح 

فابتسم صالح وهو يتوجه إلي أحد الغرف  وهو يعلم في قرارا نفسة أن سيف يتهرب كعادته  ويقول

صالح  متي اذا متي

ثم دخل الي الغرفة وخرج هو ومعه فتاة حملت أحد الحقائب  وحمل صالح الحقيبة الأصغر  وصعدت الي الطابق العلوي  وبعدها نزلت الفتاة اولا
وكانت في منتصف العشرينات ذات جمال هادي ببشرة خمرية وملامح شرقية عيون بنية بلون القهوة وشفاه ممتليء  وانف صغير وقامة متوسطة وقوام ملفوف  متناسق وشعر اسود طويل تاركته ليخفي جزء كبير من  وجهها  وخاصة حينما تنظر ارضا ترتدي ثوب رامدي يتخلله خيوط سوداء

فنظر لها سيف بدهشة ثم وجهه لها نظرة فاحصة فنظرت أرضا فقال لها

سيف انت الخادمة الجديدة

فظلت تنظر الي الارض ولم تجيب عليه

سيف  اسمك ايه

ولم تتغير نظرته الثاقبة ولكن حدا صوته بدأت تترتفع وهو يقول

سيف ايه مش هتجوبي علي سؤالي

فأسرع إليها صالح الذي كان ينزل السلم وقال

صالح  أسمها مني

سيف والله طيب ليه الهانم مردتش علي

صالح  لانها خرسة

سيف ايه بتقول ايه

صالح  لانها لا بتسمع ولا بتتكلم

أشفق سيف علي هذا الجمال الذي لا يدري شيء عن الدنيا التي نعيشها وربما لم يعرف كيف يستمتع بها أو يعيش فيها

سيف طيب ازاي بتتعامل معاها

صالح لانها ذكية رغم اعاقتها

سيف بتعرف تقري وتكتب

صالح  لا 

سيف لا يهم المهم أن تساعدك  ثم نظر لها مطولا ثم قال سبحان من له الكمال كله

وكانت نظرته قد الانت وحملت  بعض الرقة والرحمة ثم قال لصالح

سيف  هل تعرفها

صالح اه جابها ليه حد من معارفي  وعشان كده قبلت أن تعمل معي

سيف كده جه وقت النوم تحب أساعدك في حاجة  قبل ما أنام

صالح  لا يا بني مني هتساعدني

سيف: تمام نطلع انا وفي الطريق التقت عينه بعين مني 

ثم أكمل طريقه وما أن صعد إلي غرفته حتي خلع أسرته

وباقي ملابسة ثم غاص في وسط السرير تأخذه بحار النوم

                       الغامضة

               بقلم نورا محمد علي

الغامضة  بقلم نورا محمد علي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن