الحلقة الرابعة
الغامضة
ومر اليوم وفي اليوم التالي استيقظت متي مبكرا كعادتها وذهبت بعد أعمالها اليوميه من أن تنضيف وتلميع وإعداد الخضار وتجهيزها لتحضير الطعام
وبعد وقت استيقظ صالح وجدها أعدت كل شيء تقريبا فاربت علي كتفها
مني ابتسمت له
صالح ايه النشاط ده كله
مني نظرت له وابتسمت وبعد وقت نزل سيف ودخل الي المطبخ
سيف صباح الخير
صالح صباح النور يا بني تعالي افطر الفطار جاهز
سيف جلس علي المائدة ووضعت مني أمامه الطعام
مني أشارت إليه أن كان يريد شيء آخر
سيف نظر لها مطولا ثم قال سلامتك وابتسامة عالقة ترتسم علي وجهه
صالح ايه يا بني ما بتكلش ليه الاكل مش عاجبك
سيف لا دا حلو اوى واخذ قطعت خبز و قضمها ثم قال
سيف ايه مش هتفطر معاي
صالح لا انا سابقتك كلت مع مني
سيف يا بختك
صالح هاه
سيف اقصد اني هاكل لوحدي
صالح اه من خدت بالي وبدء صالح ينظر لها من الحين للاخر وجده ينظر الي مني وهو بتناول الطعام
وكانت مني تعد طعام الغداء وهو يتابعها بابتسامة
وما أن انتهت حتي قال لها صالح تعالي يا بنتي وهو يشير لها
مني نظرت له
صالح روحي يا مني خدي دش والسي حاجة تانية
مني أشارت الى أنها فهمت وذهبت في هدوء ودخلت غرفتها وأغلقت الباب ودخلت الي ذلك الحمام الصغير الملحق بغرفتها واخذت دش وخرجت لتقلب في الحقيبة التي أحضرها سيف فوجدت ثوب من الشيفون متعدد الطبقات ومتدرج اللون من الأخضر الداكن الي الفاتح وقصير الي الركبة فرتدته وجففت شعرها الاسود و تركته منسدل على ظهرها مما ذاد من جمالها وانتعلت صندل مناسب له وخرجت تتألق في خطواتها الرقيقة وذاد من سحرها ذلك الغموض الذي يظهر في عينها وصمتها الدايم وخرجت تعد السفرة
وعندما ذهبت الي المطبخ ابتسم صالح في وجهها وأشار علي أنها جميلة فابتسمت وخرجت الي الحديقة تجمع بعض الزهور وتنتقل بينها كأنها فراشة وقتها دخل سيف الي المطبخ
ودخلت هي الي الأول لتنسق الورد الذي في يدها كأنه تعمل في محل ورد طول حياتها وفجاءة التفتت فوجدته يقف خلفها ونظرة دهشة تملء وجهه كأنه لا يصدق أنها هيسيف مني انت مني
مني ابتسمت في وجهه واتجهت الي المطبخ وحملت أطباق الطعام ووضعتها علي السفرة وهي ترصها كأنها ترسم لوحة ثم ذهبت الي المطبخ بعد أن رأت الضوء فابتسم علي ذكاء صالح
سيف كم انت رائع يا عم صالحوبعد قليل انت ومعها بعض الأطباق الأخرى وهنا ات صالح ليسأل أن كان يريد شيء آخر
صالح هاه عاوز حاجة تانية
سيف ايه هتغد لوحدي ولا ايه
صالح معلش اصلي هتغد معاها مش هينفع اسيباها تكل لوحدها
سيف وينفع تسبني انا
صالح طيب اعمل ايه
سيف نديها تتغد معانا انا مش هكل لوحدي وهي مش هتتغد لوحدها
صالح و ده تحت باب الشقة برده
سيف هاه
صالح هو ايه اللي هاه
سيف والله انا لما بشوفها كده بنسي كل حاجة شفت شكلها عامل ازاي طيب انا راضي زمتك دا شكل خدامه
صالح وبعدين يا سيف يابني محدش هيسمح ليك بكده
سيف يسمح ليه بايه انا بس بسالك
صالح واخرتها معاك
سيف خلاص هتنديها ولا اقوم انا كمان
نظر له صالح بعتاب ثم ذهب الي المطبخ ونادها واقتربت منه فقال لها أن التي معه وجعلها من يدها
فنظر له سيف وهو يشير لها بالجلوس
مني نظرت له بدهشة
صالح ابتسم في وجهها وأشار لها أن تجلس
مني هزت رأسها بالنفي
صالح اربت على كتفها فجلست
سيف ناولها شوكة وسكينه فأخذتهم متردد ة فقام صالح بتقطيع شريحة اللحم أمامها ففعلت مثله
سيف ابتسم وقال شفت
صالح اه واكمل هو باقي تعلمها وانتهت هذه الوجبة يتعلمها كيف تأكل كالفتايات الراقية وعندما دخلت الي المطبخ
كان سيف يقول لصالح
سيف اتعلمت بسهولة وممكن كمان تتعلم تقر وتكتب وكل شيء مش كده
صالح بعتاب هتعلمها تسمع وتتكلم كمان
سيف بعند لا مش عاوز نتعلمها كفاية تقر وتكتب
فتركه صالح وانصرف كأنه لم يسمع شيء قابلته مني مبتسمة قاربت علي كتفها وهو يقول لنفسة من سيسمح له
صالح عنده حق انت جميلة اوي بس ازاي مين سيسمح بكده دا ا ابوه الله يرحمه كان سفير ووالدته سيدة مجتمع وأخته الوحيدة زوجة القنصل مصر في اسبانيا وهو قبطان بحري من أمهر بحارين العالم
ثم عاد بيقول انه ابني انا من رباه واعرف انه اذا صمم علي شيء فعله
ولكن وضعه الاجتماعي لن يسمحمني ابتسمت وهي لا تدرك أن مأساة من تسكن في بيته أنها تسكن في بيته وقلبه معا
ومر الوقت وانشغلت ستائر الليل واول الجميع الي عرفهم ام سيف فخرج ليسهر ويحضر أوبرا وهي الفن المفضل بالنسبة له
أنت تقرأ
الغامضة بقلم نورا محمد علي
Roman d'amourقد يكون الليل غامض قد يكون الكون غامض قد يكون الحب غامض فهل يكون الصمت غامض للتدخل إلي غموض الصمت لامرأة اختارت الصمت فضلته عن كل ما في الحياة فما هو سر هذه الغامضة ولماذا قهرتها الاحزان بقلمي نورا محمد علي