الحلقة السادسة
الغامضة
تطرقت مني علي غرفة سيف وانتظرت حتي فتح لها
مني أشارت له علي أنها أعدت الطعام
سيف مش عاوز
مني نظرت له وأشارت إلى أنها أعدت الطعام وانه يجب أن ينزل معها
سيف حاول الرفض ولكن نظرتها المستجديه فنزل معها الي أسفل
مني في خلال دقيقة كانت قد أعدت السفرة واسرعت الي الكاست واشغلته
سيف نظر لها بشك وهو يقول بصوت عالي نسبيا انت مشغلة اغاني
مني أشارت الى أنها لا تسمع
سيف أشار الي أنها تشغل اغاني واخذ يطبل علي السفرة
كل هذا ولم يكن الصوت قد سمع بعد
مني هزت رأسها نافيه وإحضار الغلاف وأشارت الي صورة الشيخ مقروء قران
وهنا انطلقت الآيات المباركة وشيخ يرتلها بصوته الشجي الذي ساعد في إهداء سيف وأخرجه من حزنه قليلا
ومر اليوم وغيره من الايام ثقيلة فلقد مات صالح الركن المرح في هذا البيت وترك المنزل يملءه الصمت والغموض
وترك سيف يقود سفينة ممتلأه بالركاب ولكنه يعجز عن أن يقود سفينة حياته التي قلبت رأس علي عقب ولا يعرف كيف يرسوا علي بر حياته
تركه لا يوجد من يسأله ولكن سيف لم ينظر أحد يحاسبه لم يعد يفكر إلا انه بات وحيد مع من يحب ومن لا تفهمه وايضا يصعب عليه أن يفهمها
اولا لانها لا تعرف لغة الإشارة المدروسة وهو كذالك وما الحركات التي يتعاملون بها كانت عشوائية
وثانيا أنها لا تعرف القراءة والكتابة
وبعد عدت ايام يجب علي سيف أن يسافر مرة اخري وقام بفعل ما قام به قبل ذلك وإحضار لها كل ما قد تحتاج إليه طول فترة غيابه ومرة اخري قام توصياتها وطالبوا بإغلاق الباب بالمفتاح ولا تفتح لأحد وغيرها من الوصاية وهي تهز رأسها بالموافقة علي كل ما يقوله حتي لو كانت لا تسمعه وقبل أن يذهب مد يده لتسلم عليه وما أن وضعت أمامها الرقيقة بين يده حتي شعرت الرعشة تتخللها فحاولت أن تسحب يدها ولكنه أسمها جيد ورفعها إلى فمه ليلثمها وهي تشعر بالارتباك والأحمر يكسو وجهها
سيف انا مضطر امشي يا حبيبتي خلي بالك من نفسك علشاني
مني نظرت له فقط
سيف ابتسم وهو يقول عارف انك مش سمعاني بس اكيد فهماني ورفع يدها مره اخري الي شفتيه وقبلها
ثم تركها وانصرف قبل أن يتطور الوضع وسافر وهو يفكر فيها ومرت عليه الايام ثقيلة في بعدها
ومرت عليها الايام مملة في بعده فهي لا تدري ماذا يحدث لها ولكنها غالبت احساسة وهي تنهر نفسها وتقول هل نسيت نفسي واخذت تتذكر ما مرة به في حياتها
ولكنها كانت تكثر من الوقوف أمام صوره المنتشرة في كل مكان في الفيلة وما أن تتعب حتي تدخل غرفتها
وبعد شهر تقريبا عاد سيف بعد أن تغلب علي حزنه وتماسك قليلا لانه الحقيقة الأكيدة في الحياة هي الموت وتأكد أن صالح كان رجلا طيب قريب من الله ملتزم ويقيم صلاته في وقتها وحتي بعد أن بلغ به التعب ظل يصوم ويقول طول ما انا قادرة مش هتفطر ابدا وهذا كان السبب الرئيسي في هدوء اعصابه
وما أن عاد الي البيت أخذ يبحث عنها فبدء بالمطبخ فلم يجدها ثم الحديقة كذلك ليست موجودة فوقف متردد ثم ذهب الي غرفتها فوجد الباب مفتوح وما أن وقف علي الباب حتي رآها متلقية علي ظهرها وبيدها أحد مجلات الموضة الفرنسية
سيف طرق الباب فلم تسمع أو تنتبه لوجوده فإطفاء الضوء ثم اشغله مرة آخر
مني التفت له ثم نهضت وعدلت من ثوبها وتركت المجلة من يدها وابتسامة مشرقة علي وجهها
سيف نظر لها بشوق ثم خرج متابعته وحاولت أن تحمل أحد الحقائب لنادي عليها
مني لم تسمعه
سيف وضع يده علي كتفها التفتت إليه فإذ به ينظر الي عينها وهو يشعر بقوة تجذبه إليها فهذه اول مرة يكون قريب منها الي هذا الدرجة فارد أن يخرج من تلك الحال فاكمل
سيف انت بتقري فرنساوي
مني أشارت الى أنها لا تسمع
سيف أشار الي المجلة
مني ابتسمت وأشارت الي الصور
سيف هههه ماشي وأشار لها أن تحمل حقيبتها الي غرفتها وحمل هو حقيبة الي غرفة في الطابق الاعلي ثم نزل بعد قليل وأخبرها أنها سينام قليلا لانه مرهق
مني ابتسمت وأشارت له أن يذهب ودخلت هي الي المطبخ وما أن انتهت خرجت لتجلس علي أحد المقاعد في الهول تنتظر استيقاظه وتعد له السفرة
أنت تقرأ
الغامضة بقلم نورا محمد علي
Romanceقد يكون الليل غامض قد يكون الكون غامض قد يكون الحب غامض فهل يكون الصمت غامض للتدخل إلي غموض الصمت لامرأة اختارت الصمت فضلته عن كل ما في الحياة فما هو سر هذه الغامضة ولماذا قهرتها الاحزان بقلمي نورا محمد علي