pt. 2

573 31 0
                                    

انه لا يعلم متى فقد وعيه لكن عندما استيقظ وجد تايانق يهز اكتافه، نظر إلى الأعلى بارتباك إلى زميله الجاهز للخروج بالكامل، على الرغم من أنها تبدوا وكأنها مرت عشر دقائق فقط، تايانق خارج بجامته مرتديًا قميصًا ابيض وسترة جلدية سوداء وجينزًا ضيقًا يجعل ساقيه تبدو طويلةً جدًا.
"أسوف تخرج؟" تشاني بنعاس، عليه أن ينهض أيضًا لأن لديه مناوبة، تايانق عبس بارتباك واشار إلى النافذة، تشاني رفع رأسه.. أنه ليس الصباح بعد الآن، الستائر الكريمية مظلمة مع الليل، استقام جالسًا مرتعبًا، يشتم وهو يمسك هاتفه ويتفقد الوقت بعدم تصديق.
هو لم يأخذ غفوة لعشر دقائق بل أخذ غفوة ل15 ساعة، إنها ليست السابعة صباحًا بل العاشرة مساءً، وهاتفه مليء بالمكالمات والإشعارات من رئيسه يسأل أين هو.

"لقد رأيتك على الأريكة قبل أن أغادر لكني ظننت أنك ستسيقظ قريبًا" قال تايانق بينما يجلس بجوار تشاني "لقد كنتَ نائمًا طوال اليوم".

"اللعنة، اللعنة، اللعنة..." تشاني يلعن وأصابعه تطير وهو يتفقد الرسائل بغضب، إنه أمر محير كيف بحق الجحيم استطاع خسارة يوم كامل ولكن الاثبات موجود في هاتفه وواضح كالشمس، حاول رئيسه الإتصال به خمس مرات وترك إجمالي 14 رسالة على هاتفه يطلب منه الإتصال به لأن غيابه الغير مبرر يعني أنهم يفتقرون إلى موظفين، أمه أرسلت له رسالة لأن رئيسه إتصل بها والباقي من تايانق يسأله أين هو وماذا يفعل.
تايانق صامت بينما تشاني يقرأ كل الرسائل، لا يمكن تشاني رؤية وجهه لكنه يعرف ما هو عليه.. حالته كان سيئةً من قبل لكنها لم تكن بهذا السوء، إنها المرة الأولى التي يخسر بها يوم كامل بسبب الإرهاق.

عندما انتهى تشاني من تفقد الرسائل قام بإطفاء هاتفه وإلتفت لينظر إلى تايانق بعدم تصديق "أنا أقسم أنها كانت فقط عشر دقائق" قال بصوت أجش، صوته لم يعد تمامًا "لقد أغلقت عيناي فقط لثانية"
هناك نظرة عميقة من القلق على وجه تايانق، وهو تناقض تام عمّا كان عليه في الصباح، تايانق حقًا يشعر بالقلق عليه بالطبع فإنه يعرف مشكلة تشاني مع النوم لكنه لم يكن بهذه السوء أبدًا.

"لقد رأينا الأطباء من قبل، ذهبت معك لتلك المواعيد، تلك الأدوية لا تعمل؟" تايانق يسأل.. هو يعلم الجواب مسبقًا لقد رأى تشاني وهو يأخذ كل الحبوب ولا يزال يستلقي على سريره بعيون واسعة تحدق في السقف، إنه يعرف أن هذه الحبوب لا تعمل ولم ينجح أي منها على الإطلاق..
تشاني نظر إلى الأسفل وقام بعض شفته، "انها معجزة أن رئيسي لم يطردني حتى الآن" اضاف بسرعة "لكن...ماذا يمكنني أن أفعل كذلك؟ الحبوب، جلسات العلاج، الوخز بالإبر، لا شيء يعمل"
"ما الذي يدور في رأسك ليجعلك مستيقظًا هكذا؟" سأل تايانق وهذه ليست المرة الأولى التي يتم سؤاله هذا السؤال، الجميع يسأل تشاني عن ذلك وهو الوحيد الي يعرف الحقيقة لكنه يستمر بقول نفس الكذبة منذ بدأ الأمر.. "المدرسة" يهمهم وهو يحرك شعره بيديه "العمل، المستقبل، الحياة، كل شيء"..

يمكن لبعض الناس إيقاف أدمغتهم والنوم، تشاني ليس جزءًا من هذه القلة المباركة.. من خلال النظر إلى وجه تايانق يستطيع تشاني أن يعلم أنه لم يصدق حقًا ما قاله، لكنه لن يسأل عن تفاصيل أدق لأن تشاني لن يخبره.
"حسناً ، هناك اختيار آخر جديد"، قال تايانغ أخيرًا وهو يحفر باحثًا عن قطعة صغيرة من الورق في جيبه، لقد تم طيها وتمزقت قليلاً في الزاوية وأخذها تشاني ليفتحها وينظر إلى ملصق A4.

الورقة ناعمة كالحرير.. هذه ليست طباعة عادية، الخلفية من الساتان الأزرق والخط الأسود الخفي والتصميم البسيط يعلن عن شيء سمعه تشاني بالفعل على الإنترنت (ولكن لم يكن يعتقد أنه متاح أيضًا في كوريا).
"عيادة النوم؟" عبس من النص ونظر إلى تايانق، "أليس هذا هو المكان المريب الذي يدفع فيه الناس حرفيًا لأجل النوم مع أناس آخرين؟"
"نعم" تجاهله تايانق واستند على الأريكة ومدد ساقيه على طاولة القهوة الصغيرة، دافعًا الأوراق المتراكمة عليها، " لقد كانت ضربة ناجحة في الصين واليابان، كانوا هنا منذ مدة وحصلوا على مقرٍ في يونقسان"
تشاني هز رأسه ووضعها جانبًا "لا" قرر على الفور، "يبدوا مريبًا جدًا لا أريد أي أحد أن يلمسني، هذا لن يساعدني" كان على وشك الخروج عندها تايانق تكلم
"حسنًا لا يوجد شيء آخر يعمل، وإذا واصلت السير في الطريق الذي تسلكه الآن، فستفقد علاقتك الدراسية ووظيفتك، لقد نمت يومًا كاملًا ومستعد للرهان على أنك لا تزال متعبًا"

توقف تشاني واخذ نفسًا عميقًا وأغلق عينيه، تايانق محق بالطبع، هو لا يزال متعبًا على الرغم من أنه كان غير واعٍ طوال اليوم.. إنه متعب، شهيته مفقودة هو حتى لم يعلم بأنه ام يأكل شيئًا، كل ما يرغب جسده أن يفعله هو النوم، مع ذلك يعلم انه بسبب الليل لا يوجد أي طريقه أن يسمح له عقله بذلك.

يستدير ليرى تايانق يعطيه تلك النظرة، تلك النظرة المدعجة التي تظهر عندما يلعم أنه على صواب.. يرفع أحد حواجبه المشذبة، شفتاه مزمومة وإذا كان واقفًا يضع يده على فخذه مثل ربة منزل ساخطة.

"جرب لمرة واحدة" قال تايانق بجدية، قلما يستخدم تايانث هذه النبرة وهذا يعني انه لا مجال لتشاني للجدال والاحتجاج، "ليلة واحدة، انظر إذا كان ذلك سيعمل"

تشاني يريد أن يلقي بنوبة غضبه، انه يريد ان يرحل تايانق ويتركه وحده ويعود إلى روتينه المعتاد من المعاناة لكن النظرة في وجه تايانق تبشره بعواقب وخيمة إذا قال لا، أخيرًا تنهد قليلًا وقام بعمل عرض للتنهد ليعلم تايانق أنه منزعج..
"حسنًا"

تلاشت النظرة المخيفة في أعين تايانق واستبدلت بالرضا والسعادة بينما يبحث عن شيء في الأرض "جيد" قال بينما يسحب صورة ضخمة بالأبيض والأسود لنفسه، "الآن، أي واحدة تفضل؟.. الصورة التي أنظر فيها إلى اليسار أم الصورة التي أنظر فيها إلى اليمين؟"
غادر تشاني الغرفة متجاهلًا مناداة تايانق له.

منتصف الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن