pt.11

380 32 0
                                    

عندما عاد للمنزل الصباح التالي، لا يزال نعسًا قليلًا.. ذهب للأريكة وجلس وحدّق غافلًا عمّا جوله في الجدار حتى سمع تايانق ينادي اسمع وادرك أن الآخر مستيقظ الآن وخارج غرفته يجلس بجانبه في بنطال أزرق داكن وقميص مخطط.. شعره الفوضوي يخبر تشاني أنه لم يكن مستيقظًا لوقت طويل، نظر تشاني لباب غرفته المفتوح قليلًا ليجد أن هويونق لازال نائمًا على السرير..

التفت لتايانق وابتسم بنعاس "صباح الخير"..
"لقد كنت اناديك لخمس دقائق، أنت حقًا مرهق" قال تايانق وهو يسحب قدمه ويلف ذراعيه حول ركبته ةهل أنت بخير؟"

طمأنه تشاني قبل أن يتذكر نصيحة روون أن يتكلم مع التاس عندما يكون مستعدًا، إذا كان أي شيء فتايانق عليه أن يعلم.. تايانق الذي كان أقدم صديق له بعد أن انتقلوا إلى الشقة وبدأوا حياتهم الجامعية..

"أنا.." ينظر إلى زميله ويهز رأسه "لا أعلم.."
"هل عيادة النوم تلك تعمل؟" سأل تايانق والقلق يظهر على تعابيره الحادة، "لقد كنتَ تذهب هناك كل ليلة لذا نوعًا ما اعتقدت.."
"إنها تعمل" قال تشاني بتأكيد، "أنا.. السليبر الخاص بي رائع، لقد كنت أخلد للنوم كل ليلة"

"هذا رائع" قال تايانق لكن نبرته تخبر تشاني أنه يشك أن هناك شيئًا خاطئًا..
"سوف أبدأ بزيادة معالج نفسي.. السليبر الخاص بي قال أن مشكلتي قد تكون أعمق من مجرد أرق، قال أنني أستمر في ترديد اسم في نومي"

عبس تايانق قليلًا واستند على الأريكة، "انت وهوي متشابهان.. فهو يتكلم اثناء نومه كذلك"
"اوه حقًا؟" ضحك تشاني بمرارة قليلاً، "وهل يقول كلمة (تيدي) أيضًا؟"

إنها مزحة سيئة ونوعًا ما تستنقص من ذاته لكن تايانق لم يضحك.. لم يقل تايانق شيئًا، نظر تشاني للأعلى ليجد الآخر يحدق به..

"تيدي؟"
كلامهما التفتا، هويونق مستيقظ وواقف عند باب غرفة نوم تايانق ببيجاما الأرنب ذات القطعة الواحدة ويمسك بوسادة تايانق في صدره ويحدق في تشاني.. "من قال تيدي؟"
امسك تايانق يديه واتى هويونق إلى جانبه وجلس على الأريكة بينما تايانق يمسح على ذراعه ويقبل خديه لكن أعين هويونق على تشاني.. "هل قلت تيدي؟"

"أنا.." هز تشاني رأسه.. لا يمكن لهذا أن يكون مرتبطًا مع ذلك يعلم من النظرة على وجه هويونق أنه كذلك.. أن تيدي الذي يقصده هو تيدي نفسه الي يردده هويونق في نومه..

"هو كان جليسي" قال تشاني للاثنين منهما "هو.."
شيء ما تغير في أعين هويونق.. عندها تأكد تشاني أنهم يتحدثون عن نفس الشخص..

"والدي يعرفانه، لقد كان جليسي كذلك" قال هويونق وهو يحتضن الوسادة بين ذراعيه بأحكام لصدره.. "لي هانيول"..

يتضح من النظرة على وجه تايانق أنه لا يعلم بشأن هذا على الرغم من أنه ينام مع هويونق وبلا شك يسمع الاسم كل ليلة..

تشاني عاجز عن الكلام، من المثير للسخرية أن الرجل الذي كان يهاجم نومه لسنوات فعل نفس الشيء لهويونق.. "عالم صغير.." علّق أخيرًا وابتسم هويونق قليلًا..

أخبرا تايانق عنه، في الغالب كان هويونق الذي كان منفتحًا للأمر قليلًا وقادرًا على الكلام عمّا حدث لكليهما بينما تشاني لا يستطيع قول الكلمات بشكل صحيح.. وبإذن تشاني أخبر هويونق تايانق عن تيدي وما فعله معه، الذي يكون نفس ما فعله مع تشاني بالضبط.. غرفة مظلمة، لا أضواء، أصوات خطوات الأقدام تقترب من السرير، مثل الوحش وكانوا أصغر من أن يخافوا هكذا..

عندما انتهى، أعين تايانق توسع بصدمة وقبضته على يد هويونق أضبحت أكثر إحكامًا مم قبل لكن الأصغر لم يبدو أنه يمانع..

"أين هذا الرجل بحق؟" تايانق بتذمر "سوف أمزق كراته وأعلقها في فمه" ظهرت ابتسامة على وجه هويونق، ابتسامة لثوية لطيفة مال إلى تايانق وقام بتحريك رأسه..

"إنه ميت" أخبره، "وجده أخى العام الماضي بعد أن علم ما حدث لي، لقد كان غاضبًا لأن الرجل قد مات فذهب إلى قبره ليقضي حاجته عليه.."
"هل استطيع فعل ذلك؟" طلب منه تايانق، "بجدية، اريد أن أقضي حاجتي على قبره"

تشان لا يستطيع المساعدة ولكن يبتسم ابتسامة مكتومة.. إنه لا يعرف كيف يشعر مع هذه الأخبار، أن وحشه قد مات بالفعل.. يبدو وكأنه لا يشعر بشيء، لا الحزن ولا أي كمية من التعلق، لا السعادة ولا بالارتياح، فقط لا شيء.. إذا كان لا يزال على قيد الحياة فهو غير متأكد من الذي يفعله، لكن الآن هو ميت، لا شيء لفعله.. لا شيء فقط علاج نفسه..

"لن اقضي حاجتي على قبره" وعد تايانق هويونق وهو ينظر إليه، "لكنني أريد رؤية رماده فقط لكي..كما تعلم؟.."

وافق هويونق، هو يعلم أن الوحش لن يموت حتى يراه تشاني، وتشاني لديه شعور أن على هويونق رؤية قبره ليتأكد بنفسه..

منتصف الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن