قلب الزمرد

الفصل الأول |حزن

"لما انتِ شاردة ايتها الصهباء"
قالتها صديقة ليلى في الجامعة ...فاليوم هو عيد مولد صديقتها...
لذلك خرجوا الأصدقاء مع بعضهم الي المقهى كنوع من الاحتفال ...

ردت ليلى بإبتسامة مرهقة
"لا يوجد شئ انا فقط ....اريد الذهاب للمنزل"

رد شاب بإستغراب
"لما الوقت مازال مبكرآ جدآ !؟"

شاب اخر بخبث
"ماذا !!لما تريدين الذهاب نحن نريدك معنا "

ارتدت ليلى معطفها بلامبالاة
"سأعوضها لكم صدقوني ...هيا الي اللقاء"

رد الجميع
"الي اللقاء "

ذهبت ليلى وهي تضع يدها في جيوب معطفها السميك ليمنعها من البرد القاسي ...ولكنها لم تذهب الي المنزل ...
بل ذهبت الي الشاطئ القريب من المقهى...

ظلت نظر الي البحر بنوع من العتاب او الحزن ...
بل أغمضت عينيها بقوة لتسمح بدموعها اللؤلؤية بالنزول ...

"لماذا تبكي يا ابنتى !؟"

جفلت وهي تنظر الي ذلك العجوز الذي خطى الشيب رأسه كله ...
وهو ينظر الي نقطة ما ويتحدث!!!من الواضح انه كفيف!!

مسحت دموعها برقة
"كيف علمت أنى ابكي !؟"

ابتسم هو بمسامحة وهو يرد بنبرة أوجعتها
"صحيح عيناى لا ترى ولكن قلبي واذناي يسمعان شهقاتك المتألمة "

بكت اكثر من نبرته الحنونة ...ليقترب منها ويربت علي كتفيها بحنو ...

تابعت بشهقات ضعيفة
"لما الجميع لا يحبني!؟لما انا وحدي !؟"

"لماذا تقولين هذا يا ابنتي ..من الواضح انكي نقية جدآ من داخلك لما انتي بائسة هكذا !؟ا"

جلست علي المقاعد الموجودة امام البحر وهو بجانبها لتضع رأسها علي كتفيه
"الجميع يتقرب مني لأني جميلة المظهر غبية ..حمقاء ...احب بلا مقابل ...بل أسامح بلا تفكير ...لكن لا يعلمون من هي ليلى من داخلها ...لا يحبوني بصدق"

تابعت وهي تغمض عينيها
"انا اضحك والعب والقى النكات علي الجميع ...
لكن لا احد يعلم ما في قلبي من حزن ...لا احد"

ربت علي رأسها وهو يتابع بغموض
"الا تعتقدي ان هذا عن قصد !؟"

مسحت دموعها وهي تبتعد عنه
"ماذا تقصد !؟ما معنى عن قصد !؟"

نظر أمامه وابتسم وكأنه يرى شئ ما وحده
"لما لا تقولي ان الحب الذي تبحثين عنه ليس موجود هنا !؟في هذا العالم !! بل مع شخص آخر يحتاجك كما تحتاجينه وكأنه في ....كوكب آخر "

نظرت لثواني مشدوهة ثم انفجرت بالضحك من قلبها واقتربت منع تقبل رأسه
"شكرآ لانك اضحكتني وأزلت القليل من حزني كوكب آخر !
انا حقآ ممنونة لك ...هل تريد ان أوصلك الي مكان ما !؟