07: L'ombre

32 8 26
                                    

----؛ ☆ ؛----

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

----؛ ☆ ؛----

حلقة الوصل
ذات يوم وَما قبل ذلك اليوم

.

عاد تايهيونج إلى المنزلِ بِخطى واهنة قبيل غروب الشمس بِدقائقِ كما يفعل عادةً عِند ذهابه لِلدُكان. على وجهه أمارات الإعياء أشد قُبحًا مِن ذواتِها الأيام السابقة، كما كان يتعثرُ مِن الحينِ لِلاخر قبل وصوله لِحوض المياه بِالمطبخِ. أسند يديه على الحوض مُطئطًا رأسه. أمد نفسه في شهيقٍ تلاه زفير، ثم فتح الصنبور يلقي بِالمياه على وجهه عدة مرات مُتتالية قبل أن يعود لِوضعيته السابقة يحدقُ في المياه.

لِوهلةِ أراد مُضاعفة جُرعات الستلازين فتتكاثف الأعراض الجانبية باخعةً له، لَكنه مُتيقن بِأن ذلك الظل لَن يتركه يتناولها حتى مخافة مِن أن يُلعن لِلا وعي مُجددًا. حاول جاهدًا تذكر الحكمة خلف رغبته بإيقافِ الدواء بعد أن أزاد الجرعة وَتعرض لِجُزء مِن الأعراضِ بِالفعلِ- لكن مهما حاول، يبدو أن الأمرَ مُبهم، كأنه جاء بدون مسوغ مُقنع.

كان بِالفعلِ يُعاني مِن رعشةِ مُباغتةٍ بِأطرافه تتسببُ بإسقاطِ كُل ما يمسك به، كما كان يتصببُ عرقًا رُغم صقيع المُحيط، وَلا يكاد يتذكر متى كانت آخر مرة أسلم فيها لِلنومِ.. وَكُل ذلك مُتصل بِالصوتِ المُوسوس الذي استمر بتعقيد بساطة حاله! رُغم أن الستلازين منحه عامين جيدين مِن الفراغِ المُريح -وَالمُريب- إلا أن مفعوله تدهورُ بِمُجرد أن اقتحمت أصوات الماضي عقله.. بدايةً همسًا ثُم باتت تصرخُ وَيترددُ صداها داخل جمجمته.. فضاعف بعدها جُرعاته وَجرت معها أعراضها.

إلا أنه مهما حاول.. لا يتذكر كيف أقدم على إيقاف الستلازين!

المياه المُندفعة مِن الصنبورِ تدفعه لِلتفكيرِ بِأن الحريةَ المُطلقة وَقلة خبراته أرعبته فأعاد سجن نفسه مُجددًا..
لكنه لطالما كره سجنه هذا.. لِما عساه يعود؟

- أنتَ تهدرُ المياه.
أنبأت أيريس بِفجائيةِ فغير محط ناظريه إليها بِفضولِ.

حينها ترددت الفكرة بِذهنِه أن يطلبَ النجدة، لربما مَن يتغلب على شيء غير آدمي هو شيء أثيري غير آدمي بِدورِه.. لكن مُجددًا، هو فاشلُ بصياغة الكلمات، كما لو أن اللغةَ تنبذه.

رطب شفتيه بِتمريرِ لسانه عليهما وَأومأ بِخيبةٍ مِن ذاتِه، صرخات النجدة تُمزق حباله بِالفعل لَكنه لا يعرف لُغة يتحدث بها، لربما لأنه نفسه فوضى عارمة لا تصفها الكلمات؛ لِذلك فليلملم شتاته المُبعثرة وَيرحلُ حتى يُعيد ترتيبها لِشئ يُفهم.

"أنها مُريبة.."
التقط تايهيونج صوته الهامس فيما يسكبُ طاقته المهدورة لِغرفتِه.
داخليًا، يتفقُ معه.

***

" كُل شيء على ما يرام، استمر بِالتنفسِ.. "
همست بِخفوتِ ما إن لمست إختفاء الرجفة في جسده، وَاسندت ذقنها على رأسه بِخفةٍ تمسدُ خصلات شعره الفوضوية، وَكررت دون ملل: "استمر بِالتنفسِ تايهيونج.."

نظرت لِمُحيطها لِتلتقط حدقتيها شظايا الزجاج المُتناثرة أرضًا، ثُم علبة المُهدئ الملقاة بإهمالِ جوار السريرِ وَشريط الحبوب الفارغ على المكتب. هي تعرف لِما جاء النوم مُحملًا بِعبئ الماضي..
فقد كان هُنالك جانب مُظلم بِشكلٍ غريب خلف الباب، لا يسقط ظل الباب فحسب فيه، بل كذلك ظل انقسام العقل.

كان يُخيلُ لها رؤية أمثاله بِزوايا الأحلام وَعلى أكتاف بعض الورى.
وَلِسببِ ما ينكمشون على أنفسهم عِندما تتواصل أعينهم معها، حتى هذا.. فيه لمحة جُرأة عجيبة، إلا أنه مُنكمش وَيريدُ بِشدةٍ اللجوء إلى كتفي تايهيونج لكنه مُتراجع مخافةً مِنها.. لأنها لُم تولد معه وَمع ذلك تلاحظه.

حينها أدركت
لَم تكُن الأدوية أو المُهدئات هي سبب التي نقعت تايهيونج في وحشةِ قاع الماضي، بل ظل فصامه..
وَالأكثر عجبًا، أنه هو-الظل- الذي جرها لِلسيرِ على اللاقطة، باستحضار ذكراها في حلمِ مزدوجِ.

----؛ ☆ ؛----

// يتبع //

.

الفصل القصير بي لايك: سربرايز بيتشز كل ذا حدث

ريشُ الليل؛ ميو رياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن