سما :لماذا يا أبي ما هو عيب هاني حتى ترفضه؟
رد والدها بحزم :لا تناقشيني نفذي فقط ما أخبرتك به.
سما :لن أفعل حتى تخبرني بالسبب.
نظر إليها وكاد أن يتكلم ثم صمت مرة أخرى وقد غير رأيه
سما: أبى أريد أن أفهم أو ستجدني متزوجة منه بدون علمك.
نظر لها والدها متفاجئاً من كلامها فهذه ليست ابنته التى رباها على الأدب والفضيلة فقد كانت سما تحترم والدها كثيرا.تكلم الوالد أخيراً بعد صمته الطويل وكان صوته هذه المره ينم عن غضبه حقاً : ألم أخبرك ألا تخرجى من غرفتك ماذا تفعلين هنا؟ وما هذا الذى تلبسينه؟ متى أصبحتي عديمة الحياء هكذا.
كانت ترتدى قميصاً فضفاضاً قامت بربطه من الأمام فأظهر بطنها، وتنورة قصيرة من قماش الدنيم (الجينز) طولها لا يزيد عن خمسة عشر سنتيمتر وحذاء بساق طويلة (بوط).
سما بصوت أعلى من صوت والدها :أنا لست عديمة الحياء أنت فقط شخص رجعي لا يتطور مع الزمن، ثم تركته وذهبت مسرعة إلى غرفتها غاضبة .
ذهب والدها خلفها بعد عدة دقائق طرق الباب وفتحت له سما وهى تبتسم، كانت قد غيرت ملابسها بالفعل.
الوالد: لا أريد أن أسمعك تتحدثين عن هذا الفتى مرة أخرى.
سما : لماذا؟
الوالد :لا أريد نقاشاً لقد أصبحتي تجادلينني كثيراً.
سما بأدب : لقد علمتني أن أعرف سبب كل شئ وأقتنع به قبل أن أنفذه.
الوالد :هذا الكلام لا ينطبق على فأنا والدك وأعرف أكثر منك ولا أريد سوي مصلحتك .
سما : وما المانع أن تخبرني بالسبب يا ابي؟
ضرب والدها الباب بيده فأرتد الباب للخلف بقوة افزعتها : لن أخبرك نفذى ما اقول فقط .
ثم غادر الغرفة.أستيقظت سما من نومها مفزوعة بعد كابوس مخيف أرعبها، فلقد رأت نفسها فى مرآة ويديها مليئة بالدماء وهناك ظل لرجل ما في المرأة يحاول طعنها من الخلف، ويظهر بوضوح رجل ملقى على الأرض والدماء حوله.
نهضت من الفراش لتشرب بعض الماء وهى مازالت ترتعش، أمسكت بزجاجة الماء الموضوعة بجوار الفراش لتجدها فارغة.أرتدت شيئاً فوق قميصها القطنى الطويل وذهبت للأسفل لتحصل على الماء.
فى طريقها للمطبخ تذكرت شجارها فى المساء مع والدها الذى رفض هاني بعد أن أتى ولم يخبرها حتى بالسبب لرفضه.
تمتمت محدثة نفسها :يا الهى لا أفهم سبب رفض أبى ولكن لم يكن على أن أرد عليه هكذا ابدا ، يجب أن اتحدث معه فى الصباح مرة اخرى و أعتذر له.
فى الصباح أستيقظت على أصوات عالية فى المنزل.
أسرعت بالنزول إلى الأسفل لترى ما يحدث.والد سما:لا تدعوها تخرج من الفيلا لقد أفرطت بتدليلها كثيراً ويجب على تعديل هذا سريعاً .
رئيس الخدم :ولكن يا سيدي.......
رد والدها بغضب :لا يوجد لكن نفذ الأمر .
وصلت الى أول درجه من السلم ونظرت إلى والدها
سما :ما الذى سمعته يا أبى؟ هل تنوى حبسي فى المنزل؟
الوالد :نعم سأحبسك لقد فقدتي صوابك بسبب تدليلي لكي وسأبدأ بتعديل هذا الآن.
سما : أبى.
توجة والدها بالحديث إلى رئيس الخدم : لا تدعها تخرج من المنزل. ثم غادر مسرعاً إلى عمله.صعدت إلى غرفتها غاضبة وحزينة وهى تهمهم بكلمات غير مفهومة.
بعد الظهر.... إحدى الخادمات تدعى منى طرقت باب سما.
منى : سيدتى أحضرت لكى الطعام.
سما :من خلف الباب لا أريد .
منى :والدك سيغضب منا أرجوكي أفتحي.
سما :أخبروه أني رفضت الأكل.ظلت بدون الخروج من غرفتها طوال اليوم وبدون أى طعام، فهذه المرة الأولى التى يتعامل والدها معها بهذا الشكل.
عاد والدها فى المساء ودخل إلى غرفة المكتب مسرعاً وكأن طيفا يلاحقه.
وفى الأعلى كانت خادمة أخرى تحاول إقناع سما بتناول الطعام.
الخادمة :سيدتى أرجوكى أفتحى.
سما: لا اريد ان أتكلم او أقابل أحد .فى هذة اللحظه وصلت منى إلى باب غرفة سما
منى: عاد والدك من العمل.
سما: حسنا وما المطلوب منى؟ اذهبوا من هنا رجاءا.ظل سامح جالساً على الكرسي حتى وقت متأخر من الليل يفكر بالمكالمة التى وصلته صباحاً ويبدو عليه ملامح الخوف والتعب الشديد.
فتحت سما باب المكتب وقالت: أبى أحتاج أن أتكلم معك.
الوالد :ليس الآن.
سما: أبى لا تكن هكذا لقد أخذت قرار المناقشة معك بصعوبة فلنتحدث ارجوك.
أرتفع صوته عالياً وهو يقول : الساعة الثانية صباحاً نامي الآن ونتحدث فيما بعد.ردت بصوت عالي ولكن ليس بأرتفاع صوت والدها: أبى ما الذى حدث لك وكأنك تحولت لشخص آخر.
رد والدها :إن لم تخرجي الآن سأقتلك... لم يكن يعني ذلك حقا لكن أرادها أن تخرج فحسب.ضربت على المكتب بكلتا يداها فكاد أن يسقط التمثال الموضوع على المكتب فأمسكت به قبل أن يقع على الأرض و قالت له :أتمنى أن تموت وكانت لا تعنيها هى الأخرى ثم نظرت بغضب لوالدها وغادرت الغرفة.
سمع الخدم المشادة الكلامية التى حدثت بين سما ووالدها لكن لم يجرأ أحد على الخروج من غرفته ليرى ما يحدث.جلست فى غرفتها وهى تفكر لماذا رفض والدها هاني؟ ولماذا لا يخبرها بالسبب؟ ولماذا يتصرف والدها بغرابة؟ ولكن ما شغل تفكيرها حقا هو طريقة كلامها مع والدها كيف تعتذر بعد وقاحتها معه.
ظلت تجول الغرفة ذهاباً وإياباً لمده طويلة تفكر فيما حدث وكانت تعرف أنها تمادت كثيراً فى الرد على والدها، كيف أمكنها أن تقول هذا؟ لقد رباها والدها بعد أن ماتت أمها وحرم نفسه من كل شئ لأجلها فهو لم يرد أن يتزوج حتى لا يحضر لها زوجة أب.
شعرت بألم شديد فى رأسها من كثرت التفكير وعدم تناول الطعام طوال اليوم فنزلت للأسفل لتبحث عن دواء و شيئاً تأكله .
مرت من أمام غرفة المكتب لتجدها مضاءة بالرغم من أن الساعة تجاوزت الرابعة صباحاً.
اكملت طريقها نحو المطبخ بحثت قليلاً حتى وجدت الدواء فأخذته ووقفت تحضر لنفسها شيئا تأكله، أخذت قطعتين من اللحم ووضعتهم فى المقلاة ثم خفقت البيض ووضعته فى مقلاة أخرى وأخيراً حمصت الخبز وجلست تأكل وقبل أن تضع أول لقمة فى فمها شعرت بالرغبة فى التقيؤ فوضعت الطعام فى الثلاجة وخرجت متجهه نحو غرفة المكتب لترى إن كان والدها مستيقظاً أو أنه نسي الأنوار مفتوحة فقط.
أتجهت نحو باب المكتب وفى نيتها أن تعتذر لوالدها.
فتحت الباب ووقفت مصدومة للحظة ثم سقطت على الأرض وبدأت بالصراخ مذعورة، فلقد تحقق كابوسها....... وهكذا أسودت حياتها.
أنت تقرأ
جريمة في مارتيه
Romanceعندما تكون الحياة ظالمة والناس قُساة كيف يمكن لتلك الفتاة الرقيقة أن تحيا بينهم. فى قلب (مدينة مارتيه)، سما فتاة رقيقة عاشت فى كنف والدها مثل الأميرات وفجأة انقلبت حياتها رأسا على عقب حيث قتل والدها الملياردير وواحد من أكبر رجال الأعمال في البلد فى...