وقف شرطي أمام باب المكتب ليمنع أي أحد من الدخول كما أمره قائده.
فى الداخل كان الطبيب الشرعى يقف وبجانبه إثنان من ضباط الشرطة ذوى الرتب العالية يفحصون الغرفة ويتحققون من كل صغيرة وكبيرة.
الطبيب الشرعى :سبب الوفاة مبدأياً ضربة شديدة على الرأس بإستخدام هذا التمثال وأشار للتمثال الملقى على الارض سببت نزيفا داخليا مما أدى للوفاة مباشرة وسأتاكد بعد الفحص الدقيق للجثة فى غرفة التشريح.
رد أحد الضابطين :يبدو أنها ستكون ليلة طويلة فالسيد سامح رجل أعمال كبير سيهتز المجتمع بأكمله لجريمة قتله.
أرتدى الضابط الآخر قفازاً وأمسك التمثال المملوء بالدم ووضعه داخل كيساً بلاستيكياً خاص بالأدلة
ثم قال :هيا علينا أن نعود للقسم لنستجوب الجميع.خرج الضابطين من الغرفة وأخذ رجال الإسعاف الجثة للتشريح وأستدعوا كل من بالقصر للتحقيق .
فى غرفتها لم تكن سما مدركه لما حدث بعد ولا تدري ماذا حدث لوالدها هل حقا مات؟
لم تكن تبكي بل كانت فى حالة ذهول تام تحاول إستيعاب الموقف ولكن أبى عقلها مسايراتها.
دخلت منى الغرفة قائله :هيا إرتدى ملابسك علينا الذهاب للقسم. كانت قد غيرت ملا بسها بقميص قطنى آخر فملابسها الأولى كانت ممتلئه بالدماء بعد أن سقطت على الأرض فى غرفة المكتب.
ردت غير واعيه بما قالته منى :هل أبى بخير؟ أهو فى المشفى؟
منى: لقد اخذته سيارة الإسعاف للمشرحة.
سما :ماذا تعنين أهو ميت؟
حركت منى رأسها بإيمائه حزينة :نعم، هيا علينا الذهاب للقسم، فسيارة الشرطة بإنتظارك فى الأسفل .
ردت وهى ما تزال مصدومة :أنا السبب لقد قلت له أتمنى أن تموت، أنا السبب لقد قتلت أبى .
صعد أحد الضابطين لأعلى ليحضر سما و بالصدفة سمع آخر جملة قالتها وأدرك أن اليوم لن يكون سئ بقدر ما أعتقد فالقاتلة أعترفت الآن.ولم تدرك تأثير كلماتها إلا بعد ما وصلت للقسم فبدل أن تكون شاهدة أصبحت المتهمة الوحيدة فى القضية.......
بدأ المحقق بالتحقيق مع جميع الخدم حتى وصل لمنى
المحقق :هل رأيتى او سمعتى أحد دخل إلى المنزل؟
منى : لا لم أرى او أسمع احد.
المحقق:كيف هى علاقة القتيل بأبنته؟
ردت منى بخوف :جيدة
المحقق :لا تخافى فقط أخبريني كل ما تعرفيه.
وبدأت منى تحكى ما حدث خلال اليومين الماضيين من خلاف بين الوالد وابنته ولقد كانت أخر من دخل غرفة المكتب قبل أن يموت سيدي، وبعدها سمعت صراخها.قاموا بالتحقيق مع كل من بالقصر وقد أكدوا صحة كلام منى عن مشاداتهم الكلامية أكثر من مرة..
كانت سما تجلس فى غرفة مظلمة إلى حد ما وقد أدركت أخيراً أن والدها قد مات حقاً فتدفقت الدموع من عينيها كالسيول التى أغرقت وجهها.
فتح الباب ودخل أحد رجال الشرطة ذا قامة طويلة ووجهه مخيف وقال بصوت أجش :أنهضي معي.
مسحت الدموع من على وجهها وحاولت تمالك نفسها وقد بدا عليها الخوف وهى ترد عليه :أين تأخذني ؟
رد : لا تسألى كثيراً أنتى هنا متهمة ولستى شاهدة.
ظلت الكلمة تتردد فى أذنها طوال سيرها معه وهى لا تفهم ما قاله الشرطي (متهمة) عن ماذا يتحدث؟
دخلت إلى غرفة واسعة لا يوجد بها سوى منضدة عالية وثلاثة مقاعد من الخشب واحد للمتهمين واثنان للضباط الذين يقومون بالأستجواب والحائط المواجه للباب يوجد نافذة كبيرة مغلقه بزجاج عاكس.
قال الشرطي :أجلسي هنا.
وأشار بيده إلى المقعد المجهز بأدوات لتقييد المتهمين.
جلست وهى تشعر بالرعب الشديد وقام بتقييد يدها بقوة جعلتها تأن من الألم.
قالت :توقف أنت تؤلمنى.
رد :أنتى لم تري شئ بعد.
دخل الضابطين اللذان كانا يحققان فى المنزل لأستجوابها أحدهم هو رئيس القسم، والآخر هو مساعده الذي سمع أعترافها فى المنزل.
كان رئيس القسم رجل كبير السن له هيبه ووقار ذكرها بوالدها.
فنظرت له بتوسل وقالت :من فضلك دعه يفك قيدي.
أشار للشرطى بيده كي يفك قيدها.
جلسا فى مقابلها.
قال رئيس القسم :أخبريني بما حدث؟
بدأت تحكي له ما حدث.
وفجأة تكلم الضابط الآخر بغضب :أخبرتك أنها لن تعترف بسهوله لقد سمعتها بأذنى تقول أنها قتلته.
ردت باستنكار :عن ماذا تتحدث ،كيف أقتل أبى؟
الضابط :لا تنكري لقد أخبرتي الخادمة أنك قتلتيه.
سما :لقد فهمت خطأ وبدأت بسرد المشادة الكلامية التى دارت بينهما ولماذا قالت هذا الكلام للخادمة.
سمع رئيس القسم أعترافتها حتى النهاية ثم قال: لو أن روايتك صحيحة فالتحقيق سيثبت أنك بريئة.
أنت تقرأ
جريمة في مارتيه
Romanceعندما تكون الحياة ظالمة والناس قُساة كيف يمكن لتلك الفتاة الرقيقة أن تحيا بينهم. فى قلب (مدينة مارتيه)، سما فتاة رقيقة عاشت فى كنف والدها مثل الأميرات وفجأة انقلبت حياتها رأسا على عقب حيث قتل والدها الملياردير وواحد من أكبر رجال الأعمال في البلد فى...