ووقع فى شباكها:

16 2 0
                                    

نظر فادي للملاك النائم على صدره بحنان وأحتواها بيديه أكثر ، لقد أراد أن يخفض شفتيه ليقبلها ولكنه تمالك نفسه ،ثم قال بهدوء : أستيقظي .

نظر نحو فارس وقال :يبدو أنها غائبة عن الوعي سأتصل بالطبيب.

نظر له فارس بغضب ، و كان فادي لا يزال يحتضنها بين ذراعيه .

تكلم فارس أخيراً بنبرة فيها سخرية وأستهزاء :سأتصل أنا به فكلتا يداك مشغولتان.
نظر له فادي بضيق ولم يرد على سخريته الواضحة.

وصل الطبيب وفحصها للمرة الثالثة فى نفس اليوم ، ثم امر بنقلها إلي المشفى الخاص بالسجن تحت الرعاية الطبية فهو خائف أن يحدث نزيف داخلي فى المخ ، ولا بد ان تبقى تحت المراقبة لأربع وعشرين ساعة حتى يطمئن عليها .

حملها فادي للمشفى وهى غائبة عن الوعي ،وجلس بجانبها حتى استيقظت.

سما :أين أنا؟

فادي : لقد نقلتك للمشفى الخاص بالسجن فالطبيب قال يجب أن تبقى تحت المراقبة.
أدارت رأسها ونظرت نحوه لأول مره :أنت الحارس الذى ينظم المسجونات.
رد بضيق واضح : أنا عقيد.
أعتذرت بسرعة وقد أستدركت خطأها : يا إلهى أنا آسفة سيدي ،لم أقصد أن أقلل من شأنك.
فادي : لا بأس، كيف تشعرين الآن؟
سما :  أفضل .
قرر فادي المغادرة فيبدوا أن قلبه لم يعد في مكانه لقد أحبها من أول نظرة حقا ، واذا واصلت النظر له بعينيها البريئتين هاتان سيخسر رباطة جأشه ويقبلها .

فادي : حسناً سأتي لأطمئن عليكي مرة أخرى .
هزت رأسها وقالت : أشكرك علي أهتمامك سيدي .

ذهب وتركها بمفردها كانت تشعر بالعطش حاولت أن تتحرك لكنها لم تستطع فقد كانت يديها مكبلتين بالأصفاد ورجليها مربوطتين بحبل فى قوائم السرير .

سما بأعلى صوت أستطاعت أن تتكلم به : هل هناك أحد بالخارج؟ أريد القليل من الماء من فضلكم؟

أدركت أنه لايوجد أحد واستسلمت فجأة دخل فارس الغرفة، وأمسك كوب الماء ورفعه لأعلى وبدأ بسكب الماء عليها وبعيدا عن فمها .
قال ببرود : ما هى لعبتك الجديدة هل تحاولين إيقاع فادي فى شباكك هذه المرة؟
سما غير مصدقة :ما الذى تتحدث عنه؟
فارس : هل تعتقدين أنى لم أنتبه لما فعلتي؟ لقد كان تمثيلك متقناً، لقد سقطتى فى أحضانه متعمدة وأنتى تمثلين إنكي فاقدة للوعي.
لم تعد سما تستطيع الرد فهى متعبة بحق، أكتفت بأن أشاحت بوجهها فى الناحية الأخرى فهى لا تريده أن يرى دموعها التى تتساقط بغزارة من عينيها.

تفاقم غضب فارس فتصرفها لم يكن مقبولاً وهى لم تنكر ما قاله كذلك .
فقال بغضب : عندما اتحدث معك لا تديري وجهك، واقترب منها وامسك وجهها وحركه لتنظر نحوه وأكمل : سأعاقبك.......
رأى الدموع التى فى عينيها فاهتز قلبه ، تحركت يده نحو وجهها ليمسح الدموع التى تتساقط ، كانت تنظر له ببرأة فمسح دموعها بيده ثم أنحنى وقبل جبهتها ، بعد ان انتهى ادرك ما فعله فغادر غاضبا وهو يتوعدها فى سره بالعقاب ، وتركها حائرة تفكر فى سبب فعلته تلك ، هل مازال يشعر بالحب نحو تلك الفتاة التى تدعى سارة.

جريمة في مارتيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن