انا الخائنة ...

6.من انا؟

صار الناس يعرفون من انا؟ من هي جوليا؟اعترفوا بوجودي و أخيرا صرت سوسن ،كنت أشعر بالسعادة و النصر فحلمي الصغير تحقق صرت سوسن ،لكن في نفس الوقت كنت أشعر بشيء صغير يؤنبني كأن ضميري عاد للحياة كل هذا و "صديقتي" سوسن تعاني من معاملة الناس لها في الثانوية ،ما يؤسفني و يثير سخريتي احتقار الناس لها بتلك السهولة إذاً لم يكونوا يؤمنوا بها بل بافعالها.كنت ارى نفسي حين كانت تتالم و لا احد يناجي، كل من كانوا يحيطون بها صاروا اصدقائي،تغيرت كثيرا لم اكن احتاج لاحد ليقول لي هذا ايقنت بمفردي اني لست جوليا التي كنت عليها قبل سنين ،اصبحت سوسن الان و سوسن هي جوليا لم يتغير شيء فقط انقلبت الادوار سوسن هي سوسن اما جوليا فهي شخص اخر لا اعرفه،كنت اسعى لاصير سوسن في حين نسيت ان الجسد لا يتحمل نفسين على احد ان يتزحزح تركت الخيال يصلب اضلعي و رميت نفسي خارجا .اعمتني الغيرة لحد كبير،الكره اعصب اعيني بقماش يجعلني ارى الامور بشكل مختلف ،لا ارى و لا اسمع سوى الغيرة تصرخ بداخلي و تقول"دعها تعيش شعور ان يتجاهلك العالم و يرميك الى ركن الاحتياط كمن لا قيمة له.."▪الامتحانات النهائية على الابواب و مزال ضميري يعذبني ،مازالت الالام تجلد ضميري و ترغمه على الصمت "اصدقائي الجدد" صار يعجبهم التلاعب بهذه البريئة ، ارادوا وضع حد لهذه النجمة الصغيرة التي لا تيأس بالتأكيد ستنجح و تتفوق و ستشع من جديد، امثالها عليهم ان نحبسهم في الظلام غصبا عنهم،نقيد طموحها و عزيمتها تحت الظلام و نتركها حرة طليقة...اجتزنا الامتحان النهائي معا كانت تجلس امامي تستعد للامتحان بكل همة و كأن شيئا لم يحدث ،اخذت نفس طويل و استدارت الي و هي ترسم ابتسامة الانكسار هل هي تتحداني الان او تتحدى نفسها و وجودها بتلك الابتسامة الشجاعة؟ انها نفس الابتسامة التي ابتسمتها لي في اول مرة التقينا فيها،لكن هذه لا تخفي الرعب و الخوف بل الحزن و القهر و البريق في عينيها يتلألأ بهدوء تارة ينطفئ و تارة اخرى يشتعل،لا يهم كيف ي تبتسم لكن تلك اخرة ابتسامة شجاعة لسوسن و آخرهم لي،تحركت تلك الشفتين بعد ان سقت عيناي ذنبا من بحر عينيها قائلة:"لا تقلقي يا صديقتي جوليا..لا تخافي ابدا يمكنك فعلها ،سنفعلها معا كما فعلناها في الصغر ثقي بنفسك،قلت لك سنتألق معا مادام هذا السوار يزين رصغك،ثقي بنفسك عزيزتي بالتوفيق "و استدارت تجهز نفسها اكثر بأمل.هل كانت الكلماتمن قبل بتلك الحدة ؟لما تتغلغل المشاعر عبر الكلمات لتملأها حدة و تجرحنا حتى النزيف؟ ،مثل السكاكين تنغرس بداخلي تلك الكلمات حقا صعب و عبارة صديقتي جوليا تجلد قلبي و تعصره.مازالت تناديني صديقتي ،من السيئة هنا؟ هي التي مازالت تثق بي و انا التي خانت الرابط بينهما؟ كان الاختبار مهم للغاية لسوسن ،فهي تحلم به منذ الطفولة لانه خطوتها الاولى لتحقيق احلامها.تريد ان تثبت وجودها و تحجز لنفسها مكان راقي في هذا العالم ،حلمها ان تصير طبيبة تساعد الناس و تلامس جروحهم باناملها دون ان تسببلهم بالالم، الاختبار هو تأشيرة المرو. الى عالم الاحلام و الوصول لهدفها ،تريد ان تجعل واليها فخورين بها ،هدفها نبيل كنية الشمس في انارة العالم و اخراجهه من عتمته دون مقابل. كانت تلك اخرة مرة ارى فيها سوسن اقصد سوسن صديقتي ،اخر مرة ارى فيها ابتسامتها الشجاعة التي تحارب كل القهر بداخلها و لا تستسلم. .لم يمضي الا دقائق على الاختبار حتى يفاجئني احد ينادي على سوسن ،رفعت رأسي لاجده شرطي مع البعض من المرافقين رفعت سوسن رأسها مشيرة بيدها انها موجودة ما ان عرفها الشرطي حتى انقضت عليها امرأتين تقومان بتفتيشها واحدة تبحث في اغراضها و الاخرى في ملابسها و سوسن لم تفهم شيء لتخرج احدى الامرأتين كيس صغير فيه مادة كالمسحوق الابيض نظر الشرطي لسوسن ارتدى قفازتين و حمل الكيس اضاف اليه مادة حتى اصبح لونه ازرق بعدها بدون ان يستمعوا لسوسن قبضوا عليها بتهمة لها علاقة بالمخدرات ما ان اخبرها الشرطي بالموضوع صارت تصرخ و هم يسحبوها للخارج محاولة تبرئت نفسها"اتركوني، لست الفاعلة،اتركووني..."منعت من اجتياز الامتحان بسبب الحجز.هدأ المكان بعد الفوضى التي احدثتها سوسن بصراخها و انا تحت الصدمة لست قادرة على تحريك اصبعي انظر بفراغ الى تلك الطاولة امامي مبعثرة الأغراض بلا صاحب ،هل حقا سوسن فعلت ذلك ؟لكن لما هذا الصوت بداخلي الذي يكاد يفجرني يتهمني بالفعل و يقول لي (انت الفاعلة)،كيف اكون الفاعلة و انا لا اتعاطى المخدرات؟.خرجت من القاعة مثقلة التفكير، الذنب بدأ يحيك لنفسهه منزلا بداخلي اجتمعت باصدقائي الجدد و اخبرتهم بالموضوع صاروا يضحكون و يضحكون حتى صرعوني بفعلهم انهم وراء ذلك الفعل الشنيع بكل برودة و ابتسامة ساخرة قالوا:"فعلنا هذا لاجلك يا فتاة" ههه لاجلي انا ؟! عن ماذا يتحدثون؟اخبروني رمي بصديقتي في السجن لاجلي؟ سأجن من التفكير من انتم؟ من انا؟ هل لهذه الدرجة صرت سيئة؟ ،صرت اماثل ابليس في الشر!!. لم افعلها لأني لم اضع الكيس في اغراضها و لم أوقع بسوسن و لكن لا ننسى اني السبب لقد فعلتها بدون قصد انا من مهد الطريق للكيس كي يصل لها .سافقد صوابي ماعدت اعرف نفسي ماعدت استطيع تمييز نفسي في المرآة ،جننت بالتفكير و هذا السؤال يقتلني،يرهقني ،يعذبني ،يخنقني،يجلدني..من انا بعد الان؟من اكون؟...

*رايكم يهمني فلا تبخلوا علي بتعليق او نقد و لا تنسوا دعمي ب⭐🌟
#Oumaima85
#Bechiri _ Oumaima