انتقام ولكن 💔💔
.
.
.الفصل الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
...
في إحدى الفيلات الكبيرة وسط حي راقي في مدينه القاهرة، وعلى عكس الهدوء السائد في الخارج سوى من صوت العصافير الصباحي، كان الداخل ملئ بالحركة وسط استعدادات رجل الأعمال أحمد فايز وزوجته لسفر خططا له منذ مدة
توقف احمد قاطعًا سيره أمام طفله ذو السبع سنوات يوصيه على شقيقته التي تكبره وكأنه يثبت داخله أنه رجلها وسندها وإن كان يصغرها بينما ارتفع نظره نحو شقيقه الذي يقف مستعدًا لتوديعهم يوصيه أيضًا على أطفاله
"خلي بالك من زينه وعمر يا حامد احنا مش هنتأخر بس لازم نسافر عشان اشو٥ف أحوال الشركه في مارينا"
بينما ابتسم شقيقه وهو يربت على كتفه بتأكيد
"متقلقش يا اخويا دول في عيني"
انخفضت رانيا تقبل رأس ابنتها بابتسامة هادئة
"زينة خلى بالك من عمر يا حبيبتي ماشي أنا مش هتأخر هرجع ع طول"
قاطعها صغيرها الذي تشبث بثيابها ببكاء طفولي
"لا يا مامى احنا مش عايزين نقعد هنا عايزين نيجي معاكم احنا مش بنحب نقعد مع عمو دا"
"عمر عيب اللي أنت بتقوله دة يا حبيبي متخافش احنا مش هنتأخر"
بينما طالعتهم الصغيرة زينة تقبض على كف أخيها تهتف بنبرة مواسية
"خلاص يا عمر تعالى خلي ماما وبابا يروحوا شغلهم عشان يرجعولنا بسرعة"
كان آخر ما لمحاه الطفلان بعد أن طبعت والدتهما قبلة على وجنتي كل واحد منهم صعودها إلى السيارة بجانب والدهما الذي لوح بيده مبتسمًا ثم انطلق بالسيارة مختفيًا عن الأنظار
...........
أفاقت زينة على صوت عمر وهو يدخل إلى الغرفة هاتفًا بعصبية يلوح بيديه
"يلا يا زينه لميتي هدومك؟ يلا احنا خلاص ملناش قعدة فى البيت دا تاني"
نهضت تهتف بتراجع وهي تربت على كتفه عل ثورته التي اشتغلت بعد عراك ليس الاول ولا الأخير مع عمه جعله يقسم ألا يبقى هو أو شقيقته في هذا المنزل لثانية أخرى
"عمر دا بيتنا"
"بيتنا ايه! انتي مسمعتش قال ايه من شوية اعيدلك يمكن مستوعبتيش، قال أثبتوا أن البيت دا ليكم من بعد ما اهلكم ماتوا وقال إن اهلنا مسابوش اي وصايا تدل أن احنا لينا حاجة في البيت مش كفايا كل حقنا في الشركة والشغل كمان ملناش مكان في البيت، ماشي يا حامد"
تنهدت تنفخ أنفاسها بضيق وهي تتحرك في الغرفة تفكر معه بصوت عالي
"عمر أنا متأكدة إن بابا ساب حاجة وكتبها بأسمنا وأحنا لازم نقعد في البيت دا لحد ما نلاقي الوصية دي لازم نستحمل لحد ما نلاقي دليل"
صاح عمر يلقي بالحقيبة التي بين يديه بنفاذ صبر وقد احتقن وجهه بضيق
"أنا مش هقدر أعيش في بيت أبويا على اني خدام"
"وتفتكر لو خرجنا من هنا هنروح فين يعني، احنا ملناش مكان غير هنا وبعدين فكر شوية لو مشينا من هنا هنصرف منين هناكل منين هنجيب علاجك منين وهنجيب فلوس تعليمك منين ع الرغم أننا عايشين هنا مزلولين عند عمي، إلا انه هو بيصرف علينا ومعيشنا لكن لو مشينا مش هنلاقي حتة نقعد فيها ولا نصرف منها"
كانت تفكر بعملية أمام تهور شقيقها الأصغر الذي طفح كيله، تخشى العواقب التي لا تدري إن كانوا يستطيعون تحملها أم لا، ليقف الاخر أمامها ينظر إليها من طوله الذي فاقها طولًا رغم أنه يصغرها قبض على كتفيها بكفيه يحاول افاقتها وفتح عينيها على الواقع الذي يتعذبان داخله يسألها باستنكار
"زينة انتي فيه فلوس معاكي فيه فلوس في ايدك دلوقت أو تعرفي طريق فلوس"
حركت رأسها نفيًا بعقدة تكونت بين حاجبيها بعدم فهم ليسترسل مفصحًا عن قصده
"اوك ودا ليه تفسير واحد وهو أن احنا هنا شغالين في مقابل اللقمة والنوم، يعني انتي مقابل شغلك ليل نهار ترويق البيت الكبير دا والجري ورا مسخرة عياله وانا مقابل انه مشغلني عنده سواق كل مايحب يروح ف حتة هو وابنه بيتكفل بمصاريف دراستي و..وعلاجي ......انا مش عايز كل دا يا زينه ولا راضي دا ليكي انتي كمان هو دا حفظي للأمانة اللي ابويا سبهالي اسيبك تتمرمطي للي يسوا واللي ميسواش"
تنهد يلتقط أنفاسها بسرعة بعد أن القى بكل ما يريد قوله ثم تحدث بنبرة لا تقبل النقاش ساحبًا يدها بين يديه عازمًا الأمر على إنهاء هذا العذاب وإن كلفه الأمر عمره، لينتهي التسلط والجشع، وليضع خطًا فاصلًا بينهما وبين الإهانات التي لا تنفك تلاحقهم منذ سرق القدر والديهما الحبيبين والحق أن في هذا البيت بأكمله لا شئ يذكرهم بالفقيدين سوى زوجة عمهم تلك المرأة التي رغم جشع زوجها وتعنت ابنائها إلا أنها كانت مختلفة ورقيقة القلب يشبه قلب والدتهما بشكل مستفز وهذا طبيعي لأن المعنية كانت الصديقة المقربة لرانيا فأخذت منها بعض رقة القلب تحاول بهذا التخفيف عن صغيريها
......
وعلى أطراف منطقة في القاهرة وسط الهدوء و بعيدًا عن ضوضاء المدينة المزدحمة، من خلف الأشجار المتوقعة في حديقة عكس ما يحيطها من فراغ بزر قصر فريد من نوعه ضخم بنوافذ كبيرة بطول الجدار توحي أن الداخل تتغلغل إليه اشعة الشمس كل صباح، وجوده وسط الفراغ والحديقة المحيطة به كقطعة من مكان خيالي يبث الطاقة الإيجابية لمن يراه بينما تسللت أشعة الشمس من النوافذ تسقط كاشفة الاثاث الحديث واللوحات المختلفة المعلقة على الجدار، لمعان النجف والقطع مختلفة الأشكال والمزهريات التي تحوي ورودًا زاهية، تتسلل أشعة الشمس على درجات السلم ذات الدرابزين اللامع حتى الطابق العلوي مبرزة احد الممرات الذي يؤدي لغرفة منزوية وخلف بابها الموصد كان يجلس هو بهالة وقار تحيطه على مكتب يصب كامل تركيزه على جهاز الكمبيوتر اللوحي أمامه، قطع تركيزه صوت هاتفه يعلن اتصالًا رفعه إلى أذنه تزامنًا مع رفع عينيه لتسقط عليهما أشعة الشمس مبرزة امواج البحر داخلهما واستناده إلى الكرسي خلفه يجيب بهدوء رسمي
"ايوا يافندم"
انا الصوت الخشن لكن على الرغم من ذلك بدى أن صاحبه يبتسم
"صباح الخير يا حضرة الرائد"
"صباح النور يافندم"
تابع الآخر بجدية ينقر على مكتبه كأن مخاطبه أمامه
"عايزك عندي يا باسم لازم تاخد معلومات مهمة عن شغلك الجاي"
نهض من مقعده يعدل من هندام ملابسه وهو يغلق الحاسوب متمتمًا بتفهم
تمام يفندم مش هتأخر ربع ساعة وهكون عند حضرتك "
اغلق الخط وتحرك من غرفة المكتب إلى غرفته المجاورة لها يخرج إحدى حِلاته الأنيقة ارتداها سريعًا ثم صفف خصلاته وتأكد أن كل شئ يبدو مثاليًا في مظهره بينما انهى اخر لمسة برذاذ العصر الذي نثره على موضع النبض بعنقه ثم ملابسه، هبط إلى الطابق السفلي ليواجه عائلته ها هي والدته تجلس ممسكة إحدى المجلات ككل صباح وكوب الشاي الاخضر أمامها يرتفع بحاره بهدوء بينما تضع الخادمة طبق المكسرات بجانبه بينما اخويه التؤامان ذوي السبعة عشر عامًا يتشاكسان حول أمر ما وجدته تتحرك تسحب معها يارا ابنة عمته نحو طاولة الطعام التي ترتب اطباقها الدادة سامية بينما توقع أن عمته نفسها منزوية في غرفتها كالعادة، بابتسامة وخطوات سريعة هتف
"صباح الخير"
ليأتيه صوت الجميع الذين انتبهوا عن ما يشغلهم لوجوده
"صباح النور"
بينما قفزت شقيقته الصغرى "مايا" تقطع طريقه هاتفة بنبرة طفولية
"باسم أنت رايح فين"
هتف بابتسامة يحرك رأسه بقلة حيلة
"رايح الشغل"
"طيب هاتلي معاك شيكولاتة"
ضيق جفونه يقبض على وجنتيها بين أصابعه السبابة والابهام يضغط عليها وهو يهتف بمشاكسة
"انتي مش هتكبري أبدًا"
"لا طبعاً دي عمرها ما هتكبر"
كان صوت شقيقه "ماذن" الذي وقف أمامه هو الآخر مبتسمًا على عبوس ملامح مايا اثر تألمها من قرصته بينما تحدث باسم يزيحهم من وجهه
"طب بطلو رخامة انتو الاتنين وسيبوني عشان متأخر ....يلا يا ماما عايزة حاجة"
رفعت مروة رأسها عن مجلتها تهتف بابتسامة
"سلامتك يا حبيبي"
بينما صاحت سامية مدبرة المنزل من مكانها عند طاولة الطعام
"مش تفطر الأول يا باسم قبل ما تمشي"
تحدث بنبرة عالية بعض الشئ وقد وصل إلى الباب بالفعل يلقي لها قبلة مودعة في الهواء
"لا يا سيمو أنا يدوبك أوصل لأني اتأخرت"
اتجه نحو سيارته يضغط زر الريموت في يده لتصدر السيارة صوت بينما صعد هو إليها يدير المحرك مستعدًا للرحيل ثم تحرك مخلفًا بعض الغبار خلف السيارة ووجهته مديرية الأمن، صعد في المصعد بعد ركن سيارته في الاسفل ثم تحرك بين ممرات المديرية بهدوء وجسد مشدود كلما التقاه ضابط القى التحية حتى وصل إلى وجهته دخل مكتب عبدالرحيم بعد دقات الاستئذان ليجد صديقه زياد في الداخل
"اهلا اهلا يا باسم في معادك"
ابتسم مغلقًا الباب ثم توقف بجانب زياد الذي غمز بطرف عينه وكأنه يلقي السلام على صديقه بهذه الطريقة
"انا عمرى ما اتأخر أبدًا يا فندم هاا قولي ايه المهمة"
تحدث عبدالرحيم يرضي فضولهم بعد أن طلب منهم الجلوس ليعتلي كل واحد منهم كرسي متقابلين
"المهمة الجاية مفيهاش لعب يا باسم أنت وزياد وأنا عارف انكم قد المسؤولية عشان كدا اختارتكم للمهمة دي وشايف أن مفيش أحسن منكم ليها"
"أن شاء الله أكون عند حسن ظنك يافندم"
اومأ عبد الرحيم مسترسلا بهدوء
"المهمة دى عايزين الهدف منها نوقع أكبر شبكة تجارة غير مشروعة في مصر بيتاجروا في البنات والممنوعات بانواعها الشبكة دي كبيرة واعضائهم في كل مكان واغلبهم رجال اعمال وأكيد لهم كبار ممشينهم وشغلهم بيكون عبارة عن تهريب ممنوعات بطرق غير قانونية وبطرق ذكيه جدا دا غير تجارة الأطفال"
لم تكن المرة الأولى التي يعمل فيها على مهمة كهذه لكن استوقفته الكلمة الأخيرة التي قالها رئيسه ليعقد حاجبيها متسائلًا بتوجس
"تجارة أطفال ازاي يافندم"
"شغلهم مش بيقتصر على تجارة البنات بس يا باسم بيخطفوا البنات والأولاد بيكونوا ضحية لتجارة الاعضاء او بيييعوهم للبلاد الاجنبية بيتاخدوا في شبكات المافيا في مختلف اوروبا وحسب معلوماتنا الشبكة دي قدرت أنها تهرب أكتر من 500بنت وولد وباعتهم للبلاد الأجنبية كل دا خلال السنه الي فاتت بس"
اعتدل زياد في جلسته يشد باقه قميصه بعض الشئ مستدعيًا الهواء الذي شعر بنقصه فجأه وهو يتحدث بعد صمت
"وايه موقف الحكومة طول ما المصايب دي موجودة"
"الحكومة بذلت جهود ياما يا زياد لكن كل مرة مكانتش بتعرف تاخد إجراء لأن مفيش اي دليل عليهم، مأمنين نفسهم كويس والمطلوب دلوقت منكم انكم تلاقوا الدليل دا وانتو مش هتبدأو السكة من اولها احنا هنخليكم تبدأو من مطرح ما وقفنا في مشتبه فيهم أصحاب شركات كبيرة وليها اسمها في السوق، مطلوب تحققوا وتتوغلوا اكتر في طرق الناس دي وتلاقوا حاجة، هتلاقوا كل المعلومات اللي توصلنا ليها في الملف دا"
التقط باسم الملف من رئيسه ناهضًا يهتف بجدية
"عُلم وينفذ يا فندم هبذل قصارى جهدي عشان اوصل لحاجة"
زم عبدالرحيم شفتيه وهو يومئ بتأكيد
"وانا املي كبير فيكم ياباسم"
خرج كليهما بعد الاستئذان من عبدالرحيم لبدء التحريات منطلقان نحو مكتبه يتناقشان حول ما سمعاه للتو
........
فى منزل تم الاستيلاء عليه بعد أن كان تحت اسم احمد فايز والادهى أنه لم يقتحم بواسطة غريب فلم يكن من استولى على أمواله وعذب ابنائه سوى شقيقه حامد
هبط عمر الدرج وهو يسحب زينة خلفه حاملًا حقائبهم تحت أنظار ساكني المنزل، ما كاد يخطوا عتبة باب الخروج حتى قاطعه صوت ذلك القابع على إحدى الارائك ببرود يضع ساق فوق الاخرى متابعًا حركتهم بصمت كسره حين صاح بعلو صوته
"على فييين"
ارتعدت زينه قليلاً مشددة على يد شقيقها بينما التفت عمر بجرأة يهتف بهدوء ولم تنخفض عينه عن المقابل له
"سايبنلك البيت"
صفق بسخرية لجرأة ابن شقيقة ثم نهض يتحدث بنبرة ساخرة
"ورايحين فين بقا ليكون أبوك سايب بيت في حتة كدا ولا كدا وأنا معرفش"
تشدق عمر يرفع زاوية فمه مبتسمًا بسخرية
"اكيد لو كان فيه مكانتش فلتت من تحت ايدك"
اعتدل متابعًا وهو يلوح بيده بنفاذ صبر
"وبما أننا هنا بنشتغل خدامين عندك ومبناخدش حاجة لا عايزين نعرفك أننا قد المسؤولية ونقدر نتحمل مسؤولية نفسنا ومش محتاجين حاجة منك هنشتغل وهنصرف على نفسنا، احسن حاجة تعملها انك تختفي من حياتنا"
مال عليه حامد يهمس بعد أن انتهى من نوبة ضحك ساخر
"وياترى شغلك دا بقا هيبقى فين يابو قلب مخروم، مين هيشغل واحد لو زاد عليه الحمل شوية هيقع من طوله"
ارتفع نظرها عن الأرض بطبقة شفافة من الدموع قد ملأ من عد المرات الذي يسخر فيها هذا الرجل من مرض أخيها وهو ينظر داخل أعينهم بلا مبالاة ويرفض إجراء العملية التي يحتاجها يخبرهم أن الدواء يجعله على قيد الحياة وهذا يكفي فيكفي إنفاقه الأموال على هذا الدواء بينما لم يهتم عمر لكلامه فلم يعد هذا الحديث يؤذي مشاعره أو يؤلمه
"هنشتغل وهنعتمد ع نفسنا بس شرطنا أنك ملكش دعوة بينا نهائي وعلى الأقل لما نعيش فى حته تاني زينة مش هتضطر أنها كل يوم تتأخر ع شغلها بسببك"
همهم حامد يومئ وهو ينظر داخل عينيه بتحدي
"امممممم طاايب أنا مش هعارض طريقكم بالسلامة بس متجوش بعد كدا تترجوني انكم ترجعوا"
ضحكة ساخرة متهكمة هي ما صدرت عن عمر كجواب قبل أن يسحب أخته مرة أخرى قاطعًا فراغ باب المنزل
"
بينما قطعت طريقهم "لمياء" زوجة عمهم تهتف بدموع
"هتروحوا فين بس يولاد استعدوا بالله"
تعلقت بيد زينة تهتف بترجي
"زينة ياحبيبتي رايحة فين بس وأنت ياعمر ماشي وسايبني دانا بستقوى بيكم يا ولاد انتو اخر حاجة فاضلة من رانيا"
التفت عمر نحوها وقد نطق أخيرًا بعد صمت وسط ترجيها
.
.
.
يتبع
#فاطمة_عباس
لا تنسوا التصويت وترك تعليق برأيكم♥️
![](https://img.wattpad.com/cover/217238023-288-k550998.jpg)
أنت تقرأ
أنتقام ولكن 💙(سيتم تعديل السرد)🤍
Actionاكشن-انتقام-رومانسيه تعهدت مع حالها ان تنهى حياته بيدها ان اكتشفت انه المسئول ولكن لم تضع فى الحسبان ان تسقط فى شباكه ادخلها حياته ساعيا الى هدف محدد لكنه لم يكن يعلم ان الطاوله قد تنقلب ضده