دق الجرس ليُعلن عن إنتهاء هذه المحاضرة وهذا اليوم ، قمت بتوديع الطلبة ولممتُ أدواتي من على المكتب ، حملتها وبدأت اتوجه إلى سيارتي
" اريد الذهاب الى المنزل باسرع وقت " قلت بهمس عندما اقتربت من السيارة
لكن استوقفني ورقة صغيرة على زجاج السيارة الأمامي ، ضممتُ حاجباي بإستغراب ؛ أعني من قد يترك لي ملاحضة على زجاج السيارة ؟
" أنتظرك في الحديقة العامة الساعة ٦:٣٠ لا تتأخري " هذا ما قد كُتب فيها
قمت بتدوير عيناني ؛ فقد علمت انها خدعة من أحد الطلاب " حظاً اوفر المرة القادمة " قلت بهمس
رميت الورقة في سلة المهملات ، فتحت باب السيارة لاجلس بداخلها ولكني تفاجئت بملاحظة اخرى داخل سيارتي المغلقة بإحكام !
" ما اللعنة " قلت بهمس وانا أحمل الورقة الصغيرة ، بدأت بقرائتها بصوت منخفض " نسيت قول في الملاحظة الأولى الا تتأخري في القدوم "
حسناً انا خائفة الان !!...
•
•
•- في مكان أخر -
صوت امواج البحر الهادئة ، شعاع الشمس يحاول التخلل بين سحاب انجلترا الكثيف ، صوت تغريد طيور النورس ، كانت تصنع كلها تحفة فنية
ليقاطع هذا المنظر الخلاب صوت غليظ بشدة" هياا ايها الحمقى اعملوا اسرع ، لا أدفع لكم لكي تريحوا مؤخرتكم اللعينة "
"سيدي يوجد شخص يرغب بمقابلتك في الأسفل ، ويعطيك هذه الملاحظة الصغيرة " قال أحد العمال
" ومن هذا الشخص " قالت بنفس الصوت الغليظ
" لا اعلم سيدي " قال العامل وهو خائف
" انصرف عن وجهي " قالت بصراخ ، ثم اكملتُ قائلاً " شخصٌ احمق ""كانت سارة جميلة جداً "
بدأت بقراءة هذه الملاحظة وبدأت أستفيض غضباً ، من هذا الشخص اللعين لا يعلم مع من يعبث ، بدأت بالنزول من السفينة لأقابل هذا الشخص ، حالما رأيته لكمت وجهه و امسكته من قميصه وبدأت بالصراخ
" قلّ لي أيها اللعين مين أين تعرف سارة "" ا ا ا سسس-سيدي أنا فقط ....." قال الفتى بإرتعاش ولكني قاطعته بلكمة أخرى على وجهه
" هل تعلم مع من تعبث ؟ أنا البحار كوك ، جيميس كوك ، اشهر بحار في انجلترا و المستولي على ميناء دوفر البريطاني اشهر ميناء في انجلترا " قلت بغظب شديد
" سيدي أنا فقط عامل من البريد أتيتُ لاعطيك رسالة ، اقسم لك لا اعرف ما هو محتواها حتى " قال هذا الفتى بخوف شديد ، ثم اكمل " هذه رسالة اخرى لك "
اعطاني الورقة و انصرف بسرعة من امام وجهي ، بدأت بفتح الملاحظة و قراءة ما بداخلها
" قابلني يوم الجمعة الساعة السادسة و النصف في الحديقة العامة "
•
•
•
- امريكا ، نيويورك -
الاثنين الساعة ٢:٣٠ مساءً
بدأت انظر اتأمل المنظر الذي امامي ، غيوم لطيفة تتخللها اشعة الشمس الهادئة ، تنهدت بهدوء ،العمل في جامعة هارفارد مرهق قليلا لكني احبه ، المحاضرات ترهقني بعض الشيء ،توقفت عن تفكيري حالما رأيت باص مدرسة صغيرتي تريكسي قد أتى
رأيتها تنزل منه و تهرول نحو باب المنزل " اامييييييي" قالت تريكسيي بصراخ
فتحت يداي لأضمها نحوي بقوة " اشتقت لكِ عزيزتي " قلت لها بحنان
ثم اكملت " اخبريني ماذا فعلتي اليوم "
بدأتت بحكي تفاصيل يومها لكني استوقفتها لحضة " انتظري تريكسي ماذا قلتي ؟"
" قلت اننا تصالحنا مع جيسيكا ، انت فخورة بي أليس كذالك "
" اجل فخورة بكِ بالتأكيد ولكنك قلتي شيئاً عن رجُلٍ. ما ؟" قلت بإستغراب شديد
" اوه اجل كان يوجد رجل لطيف اعطاني حلوى و معها رسالة لكي "
" رسالة لي ؟" قلت بتعجب ، ثم اكملت " اين هي اريني اياها "
اعطتني تريكسي الرسالة و ذهبت لتلعب مع والدتي ، بدأت بفتح الرسالة و قراءة ما بداخلها
" أعلم انكِ عقيمة ، وأن الذي تقوليه للفتاة الصغيرة بأن والدها في رحلة عمل غير صحيح ؛ لأنه غير موجود من الأساس "
"ملاحظة صغيرة : قابليني في حديقة لندن العامة يوم الجمعة الساعة السادسة و النصف مساءً"
" ملاحظة صغيرة اخرى : تستطيعين القدوم إلى لندن كمرافقة للطلاب ، فكما تعلمين هارفارد لديها رحله متوجهة للندن "
" اللعنة " ..............