مرت خمسة أيام ، ظل الجميع جالس في مكانه فلم يبحثوا في داخل أو خارج الجزيرة إلى حين تحسن ساق روز ، فالجميع سيذهب بعد تحسن ساقها إلى داخل الجزيرة لرؤية ما هذا السور الذي تحدثت عنه جيما
قضوا هذه الأيام في التعرف على بعضهم البعض أكثر ، أصبح الجميع ألطف ، كانوا يتناولون الطعام المعلب مع الاستعانة ببعض الفواكه التي توجد على الجزيرة ، كانت جيما تحكي لهم عن الأشياء المريبة التي وجدتها في داخل الجزيرة
فقد وجدت شجرة ليبدوديندرن ، تلقب بالشجرة المتدرجة ،و يوجد بقايا متحجرة على جذعها مثل قشور الزواحف ، وهي من الأشجار المرتفعة حيث يصل طولها إلى ٣٠ متراً ، و الشيء الغريب الذي قالته أنها قد أنقرضت منذ حوالي ٣٠٠ مليون سنة ، وتم استبدالها بأشجار الصنوبر
و وجدت ايضاً نبات أبريق أتنبره ، يصنف هذا النبات بإعتباره من النباتات الأكلة للحوم ، حيث تتصيد الحيوانات في أوعية مملوءة بسائل و تشبه الأباريق ، و يستطيع أن يصطاد الحشرات و الجرذان
و وجدت طائر الموهو الذي كان الإنسان هو السبب الرئيسي في إنقراضه بسبب التمدد الحضاري و إعمار الغابات
كان الجميع يشعر بالصدمة بسبب رؤيتهم لأشياء منقرضة في هذه الجزيرة ، أعتقد بعضهم أنها غير مُكتشفة إلى الأن بسبب قربها من مثلث برمودا ، لكن البعض الأخر كان لديه رأي أخر و يعتقدون أنها تعود لشخص مليونير لديه خلل في عقله لكي يحتفظ بجميع هذه النباتات و الحيوانات التي قد انقرضت !
كان الجميع يشعر بالسعادة و الدفئ علماً بأنهم في مكان غير معلوم ما هو ، لكنهم يحاولون التهوين على بعضهم البعض قليلاً ..
كان البحار يقف بعيداً عن الجميع شارد يتأمل المنظر الذي أمامه ، كانت السماء صافية للغاية و المياة نقية ، بعض الطيور التي تحلق هنا و هناك
قاطعه عن تأمله صوت جيما " لماذا تقف بعيداً ؟ "
" فقط شارد " أجابها البحار وهو يرفع كتفيه للأعلى
لتسأله " شارد في ماذا ؟ "
أجابها بتنهد " البحر "
لسأله مرة أخرى " أعلم أني أتخطى حدودي لكن ماذا يدور في عقلك "
تنهد البحار " أحب البحر حباً جماً لكنه أيضاً سلبني أغلى ما أملك "
تسألت جيما بعجب " وما هو هذا الشيء ؟ "
رأت عيناه تلمعان ليبدأ بالتحدث " سارة أبنتي ، لقد أخذها مني "
شعرت جيما بالندم لفتح هذا الموضوع الذي يبدو و أنه يجرح البحار ؛ فهذه المرة الأولى التي رأته فيه على وشك البكاء !