ما الذي يمكن ان تستفيده المرأة المنتظرة لمعرفة دورها في المجتمع.

32 2 0
                                    

لو تأملنا بصورة أدق وأعمق في حياة تلكم النسوة من خلال دورهن الرسالي؟!

سيكنّ معيار لايقبل بخس حق المرأة المنتظرة لمعرفة دورها في الأسرة و المجتمع !

ونستلهم من نقطة مهمة اشتركنّ فيها، وهي اتصافهنّ بالصبر والثبات والمرابطة على الولاية للرجل الالهي في زمانهنّ.

عزيزتي المنتظرة..

لو امعنا النظر والتأمل فيما قد سبق طرحه من حياة أؤلئك النسوة، لوجدنا تلك الخصائص والصفات التي أهلتهنّ لنيل هذا العنوان البارز والمقام المرموق أبين من الشمس في رابعة النهار ..

ولو استعرضنا بالمجمل حياتهنّ سنجد اشتراكهنّ بتلك الخصائص والصفات بالرغم من اختلاف الواقع والحياة التي تعرضنّ لها، فكنّ كالجبال الرواسي والبنيان المرصوص في العهد والبيعة ، وحجر أساس لبناته هو العقيدة الراسخة واليقين المتجذر في كينونة الذات لكل واحدة منهن..

تزينّ به حلية الصالحين، فكانت إحداهنّ مصداقاً لموالات أهل البيت عليهم السلام التي صرحت به الروايات (وسنتطرق لبعضها بعد قليل).

سنجدها واضحة في تلك الشخصيات، والنتيجة كانت التحصن من الانزلاق في الفتن والعامل الأساس هو الارتباط الروحي بالرجل الالهي الاول الذي يمثل الحجة على الخلق في زمانهنّ، كالانبياء مع شخصية كل من ام ايمن.. وسمية ام عمار ..والماشطة .. وبقية النسوة اللواتي كنّ مع الأئمة عليهم السلام..

عزيزتي المنتظرة..

لو تأملنا أنا وأنتِ  جيداً لوجدنا بروز هذا الارتباط واضح من خلال الادوار التي قمنّ بها من تأييد للمنهج والنصرة!

وذلك من خلال المتابعة والدفاع عن إمامها في زمن كل واحدة منهنّ..ويمكن ان نجد تلك الصفات التي أهلتهن لهذا المقام منحصر في قول المعصوم عليه السلام في شخصية حبابة الوالبية عندما قال فيها الإمام ابو عبدالله (عليه السلام):

كانت عابدة زاهدة، ومن أهل النجاة، ومن الملازمات لزيارة الإمام الحسين، يوم بايع المنافقون إبن معاوية يزيد عليهما اللعنة.

وانه فعلاً لتوفيق إلهي بارع وحياة أبدية، هو ما كتب لهذه السيدة الجليلة فقد دأبت على زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في حياته، وجاهرت بفضائله في المجالس ومحافل النساء، وانتصرت لقضيته المقدسة، وواظبت على زيارته والبكاء على مصيبته بعد وفاته، ومواساة أهل بيته (عليهم السلام) حيث لا يخفى لما للزيارة من أهمية وما فيها من تحمل للمصاعب ومقابلة الأخطار، أيام الأمويين والعباسيين، إنها كرامة ما بعدها كرامة!

بالنتيجة هنّ نساء خالدات بتأريخ الصبر والرباط والثبات والنصرة ..بذلنَ الأرواح والمهج لنصرة الحق.

فحبابة لم تخف قط من زيارتها للإمام الحسين (عليه السلام)،عندما كان الناس يفدون الى معاوية، والسبب أنها إمرأة شديدة الأيمان وبالله تعالى والمولاة لخلفائه محمد وآل محمد، فكان جهادها قولاً وفعلاً، لتحظى بهذه المنزلة العظيمة، بأن ترجع أيام خروج الحجة المنتظر (أرواحنا لمقدمه الفداء).

عزيزتي المنتظرة..

سنتعرض لذكر بعض الروايات التي تبين وبدقة كيفية بناء الشخصية الموالية الحقيقية فتابعي معنا عزيزتي.

-جاء في الأمالي للطوسي عن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال:

(شيعتي والله الحلماء، العلماء بالله ودينه،العاملون بطاعته وأمره،المهتدون بحبّه،أنضاء عبادة، أحلاس زهادة،صُفر الوجوه من التهجّد، عُمش العيون من البكاء،ذُبل الشفاه من الذكر، خُمص البطون من الطوى، تُعرف الربّانية في وجوههم، والرهبانية في سمتهم، مصابيح كلّ ظلمة).

-كما جاء في التفسير المنسوب للإمام العسكري (عليه السلام) انه قال:

(وشيعة عليّ (عليه السلام) هم الذين لا يبالون في سبيل الله أوقع الموت عليهم، أو وقعوا على الموت. وشيعة عليّ (عليه السلام) هم الذين يؤثرون إخوانهم على أنفسهم، ولو كان بهم خصاصة، وهم الذين لا يراهم الله حيث نهاهم، ولا يفقدهم من حيث أمرهم. وشيعة عليّ (عليه السلام) هم الذين يقتدون بعليّ في إكرام إخوانهم المؤمنين .

-وفي تحق العقول عنه (عليه السلام) انه قال:

(اتّقوا الله، وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً، جرّوا إلينا كلّ مودّة، وادفعوا عنّا كلّ قبيح).

-وفي بحار الانوار عن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال:

(شيعتنا من قدّم ما استحسن، وأمسك ما استقبح، وأظهر الجميل، وسارع بالأمر الجليل، رغبة الى رحمة الجليل، فذاك منّا وإلينا ومعنا حيثما كنّا).

-وفي الكافي عنه (عليه السلام) قال:

(شيعتنا هم الشاحبون الذابلون الناحلون، الذين إذا جنّهم الليل استقبلوه بحُزن).

-وقال (عليه السلام):

(فإنّما شيعة عليّ مَن عفّ بطنه وفرجه، واشتدّ جهاده، وعمل لخالقه، ورجا ثوابه، وخاف عقابه، فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر).

-وفي الخصال انه (عليه السلام) قال:

(أمتحنوا شيعتنا عند ثلاث: عند مواقيت الصلاة كيف محافظتهم عليها، وعند أسرارهم كيف حفظهم لها عند عدوّنا، والى أموالهم كيف مواساتهم لإخوانهم فيها).

-وفي أمال الصدوق عنه(عليه السلام) انه قال:

(معاشر الشيعة، كونوا لنا زيناً ولا تكونوا علينا شيناً، قولوا للناس حسناً، احفظوا ألسنتكم وكفّوها عن الفضول وقبيح القول).

-وفي الكافي عن الإمام الباقر (عليه السلام) انه قال:

(لا تذهب بكم المذاهب، فوالله ما شيعتنا إلاّ مَن أطاع الله عزّ وجلّ).

-وعنه (عليه السلام) انه قال:

(يا معشر الشيعة، شيعة آل محمّد، كونوا النمرقة الوسطى، يرجع اليكم الغالي، ويلحق بكم التالي).

وفي الختام نقول اللهم توفيق طاعتك وطاعة ولاة امرك الذين فرضت علينا طاعتهم واوجبت علينا مودتهم..مصابيح الدجى واعلام الهدى والعروة الوثقى..سفن النجاة وسر الحياة محمد واله الطاهرين آمين رب العالمين.

المرأة وزمن الأنتظارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن