كانت الرياح تشدد بنسميها العبري مشاركاً الصغيرة في حماسها بعد إن أتمت مهمتها المفروضة عليها
ليبدأ الهواء بتلاعب بشعرها ليمنع روأيتها
مع تتطاير أوراق الدفتر العتيق
كإنه لا يقوي علي الإنتظار قرآه الجدة
للخاطرة الجديدة
فيسرق النظرات إليها
في عبثاً
لتستمع الصغيرة لزقزقة العصافير التي إحتلت الغصون فوقها
و قد حملت ملامحهم الفضول
لكشف حروفها الجديدة
لتقول بغصب حمل صرامة طفولية لتعاتبهم
*إنتظروا حتي تقرأها جدتي أولاً.. ثم سإطلق دفتري لكم لتقرأوها كما تحبون*
و ها هي يد تمتد لشعرها بعد إن رتبته.. ليعود غير مرتب و لكن قد غلب غضبها صوت جدتها العزيزة
لتخمد بركاينها
*كفي عن مخاطبتهم و هيا
فقد غلبني فضولي
لإكتشاف خاطرتك الجديدة**أوكد لك إنها ستعجبك و إنها تستحق أخد يوماً كاملا في كتبتها.. لذا أتمني إن لا تعطيني مهام لليوم و تعفو خاطرتك عنها*
قالت الصغيرة بحماس مع مجريتها لسير الجدة للشجرة العتيقة ذات الاوراق الوردية
التي أصبحت الشاهد
علي جميع إجتماعتهم
لتنظر الصغيرة لفوق نظرتاً لتلك العصافير التي أحتلت غصون الشجرة منتظرة
إجتماعهم المحبب لقلوبهم
لتهتف بسعادة
*إنظري إنهم يتجمعون ليستمعوا لخاطرتي الجديدة مثل كل يوم*
و ها هي ضحكة الجدة قد ظهرت لتيضئ الفتاة صغيرة سعادة أكثر وأكبر
لتأخذ الدفتر منها
*كفي عن تخيلاتك الطفولية تلك.. فهذا منزلهم صغيرتي و لا تعتقدي إنك ستنجحين من هروب من مهمتك الجديدة*
إنهت الجدة كلامها لتستمع لتنهد الصغيرة بتذمر
لتبدأ بقرأه خاطرتها في صمت
كالعادة
مقرره تجاهلها
.
.
.
.
*جدتي علي هي سيئة للغاية لقد مر ما يقارب خمسة عشر دقيقة و إنتي بعد لم تزيحي عينك عنها*
لتتنهد الجدة في حب ملئ عينها حتي فاض
لتبتسم بهدوء و تعيد قرأتها
.
.
.
.
*-و لكل عصراً زمنه بثمنه من الحب
مع أختلاف لونهِ و هويته
حتي مع أختلاف محتواه و شدته
فلحب ألوان و جنان لا تعد ولا تحصي رغم تمركزهم في قاع السبع..
منها الحب الشهواني ‘ الحب الإخوي ‘ الحب تملكي ‘ الحب التعودي ‘ الحب الأسري ‘ الحب الطفولي ‘ الحب الروحي..
و لگن يبقي السؤال ما هو الحب الحقيقي؟!
..
هو الحب الذي يجمع في شتاته جميع ألوان و كنيات الحب المتفرقة لگن تختلف هالته في أنه يضع لگن كيل فيه حدود تحدد صياغته فلا يزن كيلاً أكثر من حَده و أن زاد كيل واحد من أنواع الحب
إنقلبت الكفوف ضده فاللحب توازن و ان تأه به السلطان ذاته..
فلا سلطة تعلو عن الحبِ..*
.
.
.
.
*لقد أعجبتي لدرجة إنها جعلتني أري سير حياتي مع جدك منذ لحظة لقائنا حتي موتنا.. بموته.. لذا رغبتُ إن اقرأها بعلو عسي طيورك الحبيبة تشعر بقليل بما شعرت*
صرحت الجدة في هدوء حمل تتبعه سقوط قطرات من دموعها لتحتضن خدها برفق لتستمع لنغمة الحزن في صوت صغيرتها
*جدتي لا تبكي أرجوكي*
لتبدأ الجدة في إستيعاب الإمر تضحك مع إزالة دموعها برفق