بعد أسبوع
وقفت أمام المرآة أرتب ملابس المدرسة ,لقد سجلني تاي قبل أن يغادر ,هو لازال مزعجا حتى بعد ذهابه يفسد فرحتي , شعرت بالانقباض فأنا ملزم بالذهاب ,لقد أصبحت جزءا من هذا المجتمع. أخرجت بطاقة هويتي المزيفة
"ان عمري 118 ومع ذلك مدون هنا أن عمري 18 سنة ,كم هذا مزعج"
أعدتها لجيبي ثم أتممت محاولتي الفاشلة لارتداء ربطة العنق تلك. فاض كأس صبري فقذفتها بعيدا وفتحت أول زرين بالقميص فقد كان يخنقني
"الآن أنا اشبه نفسي أكثر...لا لربطة العنق المزعجة أو تسريحة مرتبة"
"تبدو رائعا"
لم أحتاج للالتفات لمعرفة صاحبة الصوت ,انه ذلك الصوت الذي قد أمشي على النار لأجله...صوت أمي . وقفت بجانبي أمام المرآة مسندة رأسها على كتفي ووجها الصغير يرسم ابتسامة خفيفة
"ابني وسيم حقا"
حملت حقيبتي وغادرت حالما اختفى خيالها من أمامي ,رغم أنها ماتت منذ ولادتي الا أنها تظهر أحيانا...لست أعرف ان كنت قد فقدت عقلي أو انها حقا تأتي ,لكن الشيء الوحيد المتأكد منه هو أنها تراقبني. لذا علي أن أكون مطيعا.
دخلت الصف, وقد كنت متأخرا ,أستطيع معرفة ذلك لأن الجميع كان يرمقني بنظرة غريبة
أمرني الأستاذ بالدخول مشيرا لأحد الأماكن الفارغة , مشيت عبر الصفوف وهمساتهم كانت تخترق أذني
"انه التلميذ الجديد"
"واه انه وسيم"
"ليس حقا"
جلست بهدوء وما هي الا دقائق حتى أحسست به...انه الجوع فأنا لم أشرب دماء مند مدة ليست بقصيرة... ورائحة البشر من حولي تزيد الطين بلا.
انتابني دوار طفيف فارتكزت على الطاولة كي لا أقع أرضا ,فتحت كف يدي فالعرق بهما يمكن أن يملأ مسبحا بأكمله, حاولت التخفيف عن نفسي لكن هب نسيم يحمل معه رائحة زكية...انها نفس رائحة الفتاة تلك الليلة ,ترى هل هي قريبة من هنا؟
التفت بهدوء كي لا ألفت انتباه باقي الأعين الفضولية نحوي ,صدمت مما رأيت,
كانت مستندة على مرفقها تداعب قلمها بخفة بين أصابعها النحيلة ,رفعت رأسها فجأة ورمقتني بنظرة خالية من أي تعبير كأنما لا تلاحظ خطوط العرق على جبيني أو توتري الواضح.
"سيد أونجي ان لم تكن مهتما بالدرس فاخرج"
أفزعني صوت الأستاذ وسط سهوتي في الفتاة الشقراء ,لم أجادله بل سارعت في الخروج قبل أن افقد توازني وأنقض على أحدهم. غادرت الفصل وسط نظرات تساؤل ,لا بد أن حركتي لم تكن متوقعة فالأستاذ بدى مصدوما من خروجي الهادئ
أنت تقرأ
احتضان الشيطان 3 : ابن الشيطانThe son of Satan
Vampire"نايا...اتذكرين حين أخبرتك أنه من الصعب تربية أطفال الشياطين؟" لا بد أنني أدركت الآن كم هو قاس العيش من دونك...