استيقاظ الوحش

122 7 0
                                    


ناداني صوت رقيق جميل ليجرني من وحل الموت 

"أونجي...أونجي استفق"

فتحت عيني على وجه مارلين في سيارة الجيب, ابتسمت مارلين

فاعتدلت لأعانقها بقوة

"ظننت أن شيء سيصيبك"

أبعدتني مارلين عنها لتقول بمزاح

"غبي...أنا مارلين لا أموت بسهولة"

تذكرت ما حصل فجأة ثم سألتها "ما الذي حصل لزاك وسارة"

"أنا مثلك لا أعرف فلقد افقت لأجد نفسيي هنا في السيارة رفقتك .

توهج شيء في ذاكرتي, وجه شاحب وأجنحة سوداء ,لقد كان والدي هناك أنا لم أكن أفقد عقلي بسبب جراحي. استقمت وقد شعرت بآلامي تنغزني شيئا فشيئا. نهضت مارلين أيضا لتقول :هل رأيت ما رأيته هناك يا أونجي؟

"نعم...والدي كان هناك...لا أظن أنه ابتعد كثيرا"

سبقتني خطواتي وسرعان ما ضغطت سرعتي لأبدأ بالجري, لم يكن في بالي سوى شوقا, شيطان الكوابيس, والدي, بدأت الانسياب بأسرع ما يمكنني أصطدم بكل ما في طريقي فمجال طاقته ما زال ملاصقا من هنا, توقفت حين توسطت مكانا فارغا, رافعا رأسي للسماء التي كانت تغطي نفسها بلحاف وردي اللون ثم لمحته يجر أجنحته ليغادر.

"أبي"

توقف ليلتفت نحوي بابتسامة حزينة وقد اتسعت عيناه فورا ليغمغم بصوت عميق

"تماما كما تمنت نايا...انك تشبهني"

عرجت للأمام بمسوف كي لا يروع ألمي. لمست الرياح الباردة للتو. أكان الجو فاترا طوال الوقت أم أن لقائنا كتب عليه البرود وفقر المشاعر؟

كان يقف أمامي كإله روماني وسيم. هل كانت سلالة الشياطين بذلك الجمال؟.

قال بصوت مازح "انتظر حتى ترى الملائكة انهم أجمل منا بأضعاف"

اذا لقد ورثت قراءة المشاعر من والدي, فهو يقرأ أفكار من حوله.

لم أنبس بشيء فقد خانتني كلماتي لأول مرة في حياتي. كانت تلك الثواني تتمخطر كالساعات ببطئها  مراعات للقائنا هذا. رفعت يدي نحوه لعله يمسكها رغم بعده عني.

"لما تركتني؟...ألم أكن كافيا بالنسبة لك؟"

نكس رأسه أرضا بخزي فدخلت أجنحته واختفت قرونه ولقد كان بشريا عاديا كأي شاب آخر. زاد الموقف غرابة حين تحدث بصوت واضح: لم أتركك يوما يا أونجي, لقد كنت معك في كل لحظات حياتك, حتى أنك لم تلاحظ وجودي .

احتضان الشيطان 3 : ابن الشيطانThe son of Satanحيث تعيش القصص. اكتشف الآن