الحلقة الخامسة
عند عودة مصطفى للمنزل وجد أمه في انتظاره ..
الأم : مصطفى ..مش معقول كده ..انت مبتذاكرش خالص ...هو كل يوم خروج..ودي حتى أول مرة ترجع فيها بدري النهاردة
مصطفى: و الله بذاكر ياماما ..يعني مخرجش!!..انا مبحبش قعدة البيت.
الأم : وانا بحب أقعد معاك أنا و باباك و اخواتك ..هو مش قعادك معانا من بر الوالدين برضه..
مصطفى: حاضر يا ماما ..مش هخرج كتير وهذاكر و أنام بدري و اتغطى كويس..ممكن اتعشى بقى؟
الأم : انت بتهزر ..و الله بكرة تعرف قيمة الكلام ده كويس..أنا داخلة أحضر لك العشاء.
يرن جرس تلفون المنزل..مصطفى: ماما ردي لو سمحت ولو حد ليا أنا لسه مجتش من بره.
الأم: انا ما بكدبش..وانت اللي هترد على التليفون.
يمسك مصطفى بسماعة التليفون:ألو..ايه فيه ايه ياعماد ؟؟ مالك..طيب اهدا انا مش فاهم منك حاجة..ايه اللى حصل..طيب ..انا جايلك حالا.
.
الأم :ايه خير في ايه؟ فيه حاجة حصلت لعماد.مصطفى(منزعجا): عمي لطفي دخل العناية المركزة..انا نازل أروح له
يدخل مصطفى وهو منزعجا للغاية وعلامات الارتباك تبدو عليه..يسأل عن والد عماد..المريض..وهاهو يجد عماد
مصطفى: خير يا عماد ايه اللى حصل؟؟
عماد :مش عارف ،أنا كنت قاعد مع بابا نقرأ قرآن ..وبعدين دخلت انام لقيت ماما بتنادي عليا و بتقولى ان بابا ميردش عليها وزي ما انت شايف دخل العناية المركزة و الدكاترة معاه دلوقت..انا مش عارف أعمل ايه يا مصطفى ( ويرتمي عماد على صدر مصطفى و يبكى بشدة..ويحاول مصطفى تهدئته في تلك اللحظة يصل للمستشفى أحمد و هشام وبعض الأصدقاء الذين أتوا ليقوا إلى جوار عماد في هذه المحنة)
يخرج الطبيب من غرفة العناية المركزة..وعلامات البرود تعلو وجهه ..فهو لا يكاد يجزم اذا كان هناك أمل في الامر أم لا..يأخذ الطبيب تليفونه المحمول كي يجري مكالمة..إلا ان مصطفى وعماد يستوقفانه..
عماد: لو سمحت يا دكتور..بابا عامل ايه.. بابا عنده ايه ..انا ابنه
الطبيب(يقطع مكالمته مضطرا): شوف هوه احنا شاكين في انه نزيف في المخ..عماد : ايه؟؟!!
الطبيب(يكمل حديثه وكأنه لا يبالى بصدمة الشاب ..ذلك لأنه كل يوم يرى وقوع تلك الصدمات على أهل المريض):وكل اللى يهمنا دلوقت اننا نتابع الحالة لمدة يومين اذا مروا على خير ..يبقى فيه أمل ..واذا..
عماد(مقاطعا): هوه ممكن متعديش على خير؟؟
الطبيب: يا ابني بقولك نزيف في المخ..
يتخل في الحوار هشام: طيب هوه الموضوع ده ممكن يأثر عليه ان شاء الله اذا الأمر مر على خير ان شاء الله.
الطبيب: أه ممكن يكون فيه شلل..
عماد: شلل؟؟!!*الطبيب: لكن متخافوش يا شباب ..ان شاء الله الامل في ربنا كبير..عن اذنكم.
عماد( لا يستطيع تمالك اعصابه من شدة البكاء): نزيف في المخ..شلل.. طيب ده من ايه ..ده كان كويس جدا ..ده كان قاعد معايا..وكنا بنقرأ..
أحمد : هدى نفسك .. و استهدا بالله.. ده ربنا كبير..
هشام: عماد مش كده .. حتى علشان اخواتك الصغيرين ومامتك.
يظل الشباب طيلة الليل ..منتظرين أي تطور في حالة والد عماد.. يبحر عماد في ذكريات الماضي مع والده..مع ابتسامته له.. مع لمسته الحانية..مع نصائحه..مع مداعباته ... مع القلق الشديد عليه ..مع حب الناس له ..مع عطفه على ابناءه و على الآخرين ..حتى أصبح ملاذ لكثير من المبتلين.. مع حزمه وشدته التي يعقبها بساعات قليلة قبله حانية على رأس الشاب الطفل.. يغوص البن مع ايمانيات والده..صلاته ..صدقته..صلة الرحم..كان محبوب بشكل كبير جدا بين الناس..مع انه لم يكن يملك الكثير سوى ابتسامة عذبه يتصدق بها على كل المحيطين به .. فتربع على عرش قلوبهم..ولم ينس اللقاء الروحاني الجميل الذي حدث منذ ساعات مع ابيه..ما احلم الله عني حيث امهلني **** وقد تماديت في ذنبي ويسترني...
انا الذي اغلق الابواب مجتهدا **** علي المعاصي وعين الله تنظرني
دعني اسح دموعا لا انقطاع لها **** فهل عسي عبرة منها تخلصني" يوم ترى المؤمنين و المؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم"
"ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم اذكر الله و ما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم و كثير منهم فاسقون"
عماد(و هو يجفف دموعه): مصحف..هاتولي مصحف ..أنا عاوز أصلي ..أناعاوز أقرأ قرآن ..
يبحث الجميع عن مصاحف..هشام وجد مصحفا عند موظف الاستعلامات في المستشفى..مصطفى يبحث في محفظة نقوده على سورة ياسين أو الاجزاء التي تباع في اشارات المرور..أحمد يجد مصحفا في سيارة عماد ..و يظل الجميع يقرأ القرآن ..ويطلب منهم أحمد أن يصلوا ..فهذا الوقت مستجاب الدعاء ان شاء الله... أخيرا تذكروا ان الصلاة في جوف الليل مقبوله بإذن الله ..تذكروا أن الله ينتظر دعائهم ..ولكن عماد كان يخشى أن يدعو الله وهو مكبل بالذنوب ..كان يخشى أن يدعو الله لأنه عنده يقين بأن الجسد الملقى على ذلك الفراش لن... فأراد أن يدعو الله بالرحمة له و لأبيه و للمسلمين..

أنت تقرأ
يوميات شاب ملتزم💮
Phiêu lưuتوبتك المتكرره والتي لم تملَّ منها يومًا وذنوبك التي تستغفر منها وإن كثُرت ذلك ضميرٌ أحياهُ اللهُ في قلبك ليكون طريقك إلى الجنّة لا تتجاهله🌸