الفصل الأول : رائحةُ حياةٍ جديدة

366 13 5
                                    

في شتاء الرابع والعشرين من شهر كانون الاول من عام ١٩٩٤ انجبت زوجتي طفلنا الأول في تمام الساعة الرابعة واربعين دقيقة فجراً بدأ صرخاته الأولى حينما أخبرتني القابلة أنها انجبت مولودة اُنثى حملتها بين يديها وهي تنطق بسم الله، ثُمَّ أعطتها ل أسماء "زوجتي" قبلتها وأشتمت رائحتها ثم قالت لي
ألا تريد أن تحملها؟
هززت رأسي ، ولكني لم أكن لأعرف كيفَ يُحمل الطفل .
قالت اسماء: لا تخف إجلس بجانبي سأعطيك إياها برفق،' كانت تقرأ أفكاري دائما وكأنها تعيش داخل جُمجمتي تسمع تساؤلاتي وتعرف حيرتي ' ،جلستُ بجانبها أعطتني طفلتنا بحذرٍ شديد مع تلقيني لطريقة حملها
كانت طفلةً بعينين بلونيّ البندق وشفتين صغيرتين بلون الكرز ، أنف صغير و وجنتين حمراوان تنبع منها رائحة حياة جديدة ، نظرتُ إلى زوجتي افكر كم هي عظيمه اسماء حملت هذه الطفلة في بطنها تسعة ل أشهر ولم يكفِ تحملها الآن بين ذراعيها وتعلمني طريقة حملها الصحيحة حتى بعد كل ذالك المقدار من الجُهد الذي بذلته في الولادة انتهى كل شيء بابتسامة عريضه رُسمت على شفتيها وهي تنظرُ إليها وحبات العرق تتناثر من على جبينها ك حبات اللؤلؤ رغم برودة الطقس، لقد كُنا ننتظر هذه الطفله منذ مدةٍ طويله قالت أسماء للقابلة...
-
تزوجنا انا وأسماء قبل ٧ سنوات ١٩٨٨ وما زلنا ننتظر أن نُرزق بمولود واليوم كان يومنا المُنتظر منذُ سبعة أعوام ، حقنت القابلة زوجتي بإبرةٍ مُهدئة حتى تستطيع الخلود إلى النوم ثُمَّ رحلت أخبرتني أن أعاود الاتصال بها إن جدَّ جديد، نهضت زوجتي من على السرير ذهبت الى الحمام بدلت ملابسها ثم عادت لتمشط شعرها بقرب المرآه ولتضع القليل من العطر ، همستُ في اذن الطفله هذه أمكِ إنها امرأةٌ لا تتكرر كل يومٍ أقعُ في حُبها أكثر بينما أنا أتمم على مسامع طفلتي قالت زوجتي هل قررت ماذا سنسميها؟
-لا أعلم أليس لديكِ أسم فكرتي بهِ من قبل؟
اممم، لستُ متأكده هناك العديد.
-تريثي ثم أختاري واحداً عزيزتي.
ألن تساعدني في الاختيار.
-لكِ ذالك.
أحضرت لي سبعة أسماء من بينها أسمُ ساره ، عندما لفظت الأسم حدقنا في بعضنا مطولاً ثُمَّ قلتُ ما رأيكِ؟
جميل جداً ما رأيك أنت؟
- أنا كذالك أعجبني.
حسناً لقد اتفقنا قالت مسرعة الخُطى الى الحمام مرةً أخرى ، عندما رجعت اخذت ساره من يدي وقالت من اليوم انتِ ساره ادخلتي السرور لمنزلنا ولقلبينا أنت بشرى ساره حقاً ثم شرعت في ارضاعها، رضعت ساره قليلاً ثُمَّ خلدت إلى النوم كذالك زوجتي ، في تمام السابعة مساءاً حاولت ايقاظ زوجتي كانت تحترق لشدة حرارتها وعندما أخبرتها أني سأستدعي القابله ، أحمد دعنا ننام أرجوك ليس بي شيء انها حُمى عادية تُصاب بها العديد من النساءِ بعد الولادة قال زوجتي بصوتٍ أجش ونفسٍ متقطع ، كُنتُ مصراً على أن تأتي القابله لكنها رفضت مجدداً ، لم أكن أشعر بالراحة كثيراً لذالك بقيتُ مستيقظاً أنظر الى وجه زوجتي أمرر يدي عليه دون أن ألمسها حتى لا تستيقظ وكأني أريدُ أن أحفظ ملامحها ، عيونها واسعه وعسلية اللون جفناها بارزان انفها صغير و مقوس وجنتاها ورديتا اللون ثم شفتيها ك لون مُربى الكرز ، تملكُ حاجبان كثيفان شديدا السواد وعينان برموشٍ بارزه حنطيةُ اللون بشعرٍ شديد السوآد ك ليل يختفي فيه القمر تملكُ ابتسامة تتسع لأسنانها البيضاء ابتسامةً تُغرق الأحزآن ، بدأت ساره بالبكاء استيقظت زوجتي حملتها وحاولت تنويمها كنتُ اتساءل لماذا تبكي قالت زوجتي لربما لديها غازات ثم حملتها وبدأت بالتطبيب على ظهرها رويداً رويداً وهي تتمشى ذهابا وايابا حتى نامت .
أحمد!
- نعم ، عزيزتي.
سأخبركَ شيء لكن لا تقلق كثيراً .
- قولي؟
أنا لا أشعرُ أني بخير ، لقد اجتاح الصداعُ أركان رأسي ولا أظنُ أني سأتخلص منه.
- سأستدعي القابله اخبرتك منذ البدايه.
أحمد أرجوك لا تكن أحمقاً ، ماذا ستقول لها تُعاني زوجتي من صداع.
-نعم سأفعل.
أرجوك، لا تجعلني أندم لأني اخبرتك .
حسناً لنذهب الى المشفى .
ولكن الوقت متأخر أنها الواحدة بعد منتصف الليل.
-ليكن.
حسناً أعدكَ اننا سنذهب اذا استمر الصداع الى الصباح دعني استريح على صدرك وسيزول ألمي، افترشتُ السرير ماداً ذراعي حتى تنام أسماء على صدري لقد أرخت رأسها علي ثم استغرقت في النوم .
يتبع...

مولودة الشتاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن