Part 6

688 29 3
                                    

    أنزلت رأسها، سامحة لدموعها بأخذ مجراها على وجنتيها، مما أدي إلى حرق ووجع قلب الآخر عليها، لكنها لم تتوقف، وبدأت باصدار شهقات صغيرة، أثر بكائها الشديد ومدى اشتياقها لأهلها وجدتها.

شعر جيمين بالخوف عليها، بسبب بكائها الشديد، الذي لم يتوقف ولا حتى لثانية واحدة، وأصوات شهقاتها التي تتعالى مع كل ثانيه، فأمسك يدها، وطلب منها النهوض معه للذهاب إلى مقهى قريب من الجامعة، بما أن مازال أمامهم نصف ساعة لتبدأ الحصة، فقبلت بعد اصرار جيمين عليها.

لكن لسوء الحظ، عندما استقامت رهف، وعندما وصلوا إلى بوابة الجامعة، بدأت تتثاقل خطوات رهف، لكنها لم تبالي، لكن بعد مدة ليست بطويلة، بينما كانوا يسيرون وجيمين ممسك بيدها، وقعت رهف على كتف الآخر ثم على الأرض، أثر اغمائها، فحملها وأخذها إلى منزله.

صعد إلى غرفته، ووضع رهف على سريره، واستقام ليحضر لها كوب ماء ودواء. لكن عندما كان ذاهب، سمع صوت رهف وهي تقول بصوت منخفض، أثر كابوسها وهي تبكي،

- "أبي... شهقة*... أمي... شهقة*... أريدكم الآن... شهقة*.... أنا فعلاً خائفة لوحدي في هذه الحياة... شهقة*...""

بينما كانت رهف تقول هذه الكلمات ببكاء، وبينما كان جيمين يربت على شعرها، استيقظت رهف صارخة بكلمة "أمي...أبي..."، مما أدي إلى فزع الآخر، واحتضانها، وبكاء الأخير ببكاء. فاحتضنته باحكام، وأمسكت طرف قميصه، وتشد عليه، وعينيها حمراوتان، وهي تردد بصوت منخفض ومبحوح،

- "أمي... أبي... جدتي...تعالوا أنا أريدكم"

- "أنا جيمين يا رهف، لا تخافي، أنا هنا"

- "لا تتركني أرجوك، أنا خائفة، لا تتركني"

- "لا تخافي، لن أتركك،..... هل هذا يعني أننا أصبحنا أصدقاء مقربين؟"

- "نعم... نعم... أصدقاء مقربين"

فرح جيمين من كلامها، وشد العناق عليها وقال:

- "شكراً لكي، شكراً كثيراً، أنا لم يكن لدي صديقة من قبل، أنتي الصديقة الأولى والوحيدة في حياتي".

- "لكن... لكن لما، لما لم يكن لديك صديقات، وأنت طالب ذكي ووسيم أيضاً"

...💜...يتبع...💜...

أحببت رجل مافياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن