الفصل الثاني عشر
اغلقت غرفتها وهي تزيل حجابها وتتجه الي هاتفها مقرره مهاتفة وليد والاء مطالبه بالحب والانتماء فقد كان وليد خير سند لها في الحياة خاصا بعد وفاه والديها بالتبني رحمهما الله قبل سنتين ....
ابتسمت وهي تتذكر بداية ارتباطهم معا ...
##################فلاش باااك.....
وجدت جميله نفسها تنظر من نافذه الحافلة التي استقلتها من الموقف مع ابويها الجديدان وقد واستها ابتسامه المرأة الحانية فوجدت نفسها تمسك ييدها اكثر ...
نظرت حولها بفضول لتفاجأ بطفل اخر مألوف يركب بجواره بعائله اخري هو وليد اخاها في البيت والذي يكبرها بسنه واحده ...
كانت تتابع ملامحه المتغيرة والغير مستقرة والتي تعكس نفس ملامحها ....
وجدت امرأه اخري تقبل رأس وليد وتضمه الي صدرها وتمسك بيده وكأنه الحياه تماما كما تفعل المرأة بجوارها الان ...
بدأت الحافلة تتحرك ورأت بيتهم وكل ما تعرفه في الحياة وهو يبتعد من امام عينيها ....
شعرت بنوبه ذعر و خوف وبدأت تبكي بخفوت.....
توجهت نظراتها المذعورة الي وليد الشخص الوحيد ذو الألفة لها فوجدت ملامحه ثابته ونظراته معلقه بها لا تبتعد ....
حرك رأسه وكأنه يطمئنها ويري حالته فيها ولكن الفرق بينهم انه آبي اظهارها ، كان علي وشك البكاء ولكن ذره الاخوة بداخله ابت اظهار ضعفه و كما تقول ابله نبيله دائما ..
... علينا مراعاتكم و عليكم كصبيه كبار مراعاه اخواتكم الاناث ووضعهم في اعينكم ...
صحيح كلمات لا يفهمها معظم الصغار ولكنهم ليسوا اي صغارا فقد شاهدوا من الحياه ما يكفي لتوعيتهم بما حولهم ....
ويبقي واجبه الواضح من الضباب الذي يحيط حياته الصغيرة هو الوقوف بجانب شقيقته في محنتها....
ومن خلال استماعه الي الحديث الذي يدور بين الرجلين ايقن ان االعائلة التي تبنته في نفس البناية مع العائلة التي تبنتها ....
يبدو ان القدر قد رفق بهم ووضعهم ملاذا لبعضهم البعض في هذه الحياه الجديدة ....عاشت جميله مع عائلتها الجديدة وشعرت بالمحبة والانتماء معهم ولكن وجود وليد في حياتها كان له معني اخر لها يذكرها بأنها جزء من ماض فرض نفسه عليها ولا ترغب هي بنسيانه مهما طال العمر !!
وليد صديقها واخيها طوال تلك السنوات حتي بعد وفاه والديها ،كان اكبر سند وافضل اخ ...
لن تنسي انه رفض السفر مع عائلته التي اعتادت علي قضاء صيفها في الإسماعلية وبقي هو زوجته بجوارها ....انتهي الفلاش باااااك......
#######
احيانا يظهر رابط يكون اقوي من الدم هو رابط الإنسانية ؛ وقد حرمها الله من شيء ليمنحها ويكافئها بالأفضل ....
صحيح كانت ومازالت تخشي ان تخبر من حولها بأنها من دار للايتام فنظرة المجتمع لامثالها قاتله ..
مجتمع حول مفاهيم واضحه و ثابته الي كلمات بشعه مكروهة ....
ليتحول دار الايتام من بيت كبير يحوي اطفال لا ذنب لها في الحياة الي مأوي لكل ما هو مكروه و مبغوض كثمرة أثمه يسعوا للتخلص منها ....
تزال تتذكر كلمه لقيطه التي وصفتها بها احدي الفتيات في الدراسة ؛ بسبب عفويه لسانها و ثرثرتها التي اوقفتها تماما بعد ما عانته بحديثها عن ماضيها ؛
وقد انتهي الامر با ن قام اهلها بالتبني بتغير مدرستها و مطالبتها بعدم اخبار احد وبأن تنسي الدار ومن فيه وانهم عائلتها الان ....
لايزال يؤلمها بقسوة بان توصف بانها ابنه جاءت بالحرام !!...
مجتمع يريد ان يري ما يريد و يحيا بلا ضمير....
من قال لكم ان كل طفل يلقي هو ابن لزيجه محرمه ومن اعطاكم الحق .....
هناك اطفال تكون ضحايا لاب و ام متهورين تربطهم ورقه او صغر عمرهم او فقط عنادهم ....
واخرين ضحايا لحياة قاسيه قرر فيها الاهل الاستغناء عنهم لتربيه ما بين ايديهم من اطفال و منهم من ينعدم فيه الضمير و يتخلى بكل ساديه عن طفل يكون جزء منه !!!
" لقيط " كلمه من اربع حروف لها معاني كثير ولكننا نصر علي اسوئها .....
....هناك مثل ان القوي يأتي علي الضعيف ، راسخ بقوه في عقولهم...
لا اعلم السبب ولكني اعلم ان في دين أيا منا يوصينا بالرحمة ،،
فأتقوا الله فيهم وفي انفسكم وتأكدوا ان كلمات بسيطة قد تبني او تهدم اشخاصا عمالقة فما بالكم بحفنه من اطفال مغلوبين علي امرهم كل ذنبهم انهم اتوا لأناس مثلكم تماما انعدمت فيهم الرحمة و الابوة!!!
نزلت دمعه منها ترفض فكره ان محمد حبها البريء قد يكون من هؤلاء الاناس ولكن غيابه في الاعتراف بها يجعل قلبها مذبذب وافكارها تلهو يسارا و يمينا !!
مسحت دموعها ترفض الشعور بالأسي علي امر لا ذنب لها به ...
لتبتسم بقوة وهي تضغط الارقام وتضع الهاتف علي اذنها فيأتيها صوت الاء...
-الو يا جزمه ، مش تطمنيني !!!
-الو يا زفته ...معلش حصل شوبه حاجات ...المهم انتم كويسين !!
-الحمدلله خدي وليد عايز يطمن عليكي !!
اخذ الهاتف من الاء ليبتسم قائلا...
-ايوة يا جميله ...اخبارك ايه ...الانسان الرخم ده مضايقك ولا محترم نفسه معاكي ....
احمرت وجنتها وهي تتذكر قبلاتهم سويا لتتنحنح بحرج..
-اه كويس ومحترم متقلقش !!!.....
.................