الخاتمة
في شركة الشناوي
-الله في ايه يا ولاد مش اسلوب كده ، انا مش عارف اركز في كلمتين علي بعض ... اتفضلوا برا لحد ما اخلص !!
قال ماجد بانزعاج من مشادة محمد و جميله المستمرة منذ ان خرجت من باب الفيلا وحتي وصلوا الي الشركه ...
-اتفضلي انا قلتلك اصلا مفيش داعي تيجي انتي اللي عنيده !!
-اسم الله عليك يا بلسم ؛ وبعدين انا قلت هشتغل يعني هشتغل اقعد في البيت اعمل ايه انا وكلكم في الشركة !!
اغلق محمد الباب خلفهم تاركا ماجد قبل ان ينتحر .....ليردف وهو يقف علي الباب كعادته ويعقد ذراعيه...
-اللي عندي قلته و متفكريش انك هتشتغلي بردو يا جميله !!
رفعت ذراعيها في الهواء بغيظ قائله ...
-انت ايه يا يا انت مش طبيعي ؛ شخصيه منيله بستين نيله ؛ انا كان مالي و مال الجواز انا هااااه قولي كان ماااالي !!
تجاهلها محمد تماما ليزداد حنقها وهي تدبدب بقدميها متجه الي الأريكة لتجلس عليها وتعقد ذراعيها !!
-اووف دي مش عيشه دي علي طول تحكم طول الوقت و مفيش تفاهم معاك ؛ بقولك ايه انا تعبت منك بجد ؛ عارف كمان انت رخم و رخم اوي كمان !!
لم تتغير ملامحه الجامدة لينظر الي ساعته بملل و لا مبالاة منتظرا انتهاء مسرحيتها اليومية منذ عرضت استمرارها في العمل ورفضه النهائي بان تعمل مع عبدالرحمن في مكان واحد !!
-اااه يا ربي انا اللي استاهل اللي يجرالي ؛ انا هشتغل يعني هشتغل انت سامعني !!
قالتها وهي تقف بحده وتتجه نحوه مشيره بأصبعها في وجهه ،رفع يده لتبتعد بسرعه قائله بجنون قبل ان يفتح فمه....
-هششش هششش اوعي تلمسني ؛ انا بقولك اهوه !!
وضعت اصبعها علي وجهه كأشاره بالحزم لينفجر ضاحكا غير قادرا علي تحمل كل تلك السخافة ....
لتقنرب منه وتلكمه بكل ما اوتيك من قوه في كتفه .....رفع حاجبه وابتسم باصفرار وهو ينفض علي بذلته وكأن شيء لم يكن !!
امسكت بنظراته لحظات قبل ان تنكمش ملامحها وهي تمسك بيدها التي لكمته بها وتتأوه من الالم ....
ارتعب وهو يراها تتلوي وتبكي بالفعل ليقترب سريعا ...
-ايه اللي حصل ؟!
-كسرت ايدي حرام عليك يا مفتري !!
-انا كلمتك يا مجنونه انتي ولا لمستك حتي !!
-ايوة لمستني طبعا امال ايدي اتكسرت لوحدها !!
امسك يدها وسط تأوهاتها يتفحصها قبل ان يلوي وجهه بغيظ قائلا ...
-اولا ده مش كسر ؛ ثانيا انتي اللي ضربتيني و ده عقابك من ربنا !!
شهقت وهي تضع كلتا يداها علي فمها بدراما عالية لتردف بعدم تصديق...
-انت شمتان فيا اني موجوعه !!
وضع محمد كلتا يداه علي رأسه بقله حيله ...
-جميله متجننيش امي !!
-انت مبقتش تحبني خلاص ، بتفرح وانا بتألم !!....
وضع كفه علي فمها بذعر قبل ان يستمع الي باقي اسطوانتها ليردف ....
-خلاص يا جميله ؛ انا اسف يا حبيبتي مقصدتش اني اوجعك لما انتي ضربتيني في كتفي جااامد اوي ؛ ولا يا جميله انا بحبك ؛ لو مش بحبك كنت ضربتك بالنار و استريحت !!
كاد يبعد كفه ليتذكر امر اخر ليقول وهو يعيد يده مانعا اياها بمقاطعته ....
-ولا مش هتشتغلي في المكتب ، عايزة تشتغلي خليكي واقفه معايا كده !!
ابعدت يده بحنق لتردف وهي تمط شفتيها ...
-اشتغل وانا واقفه جنبك ازاي يعني !!
-ايوة طبعا !
-وهشتغل ايه بقي !!
-البودي جارد بتاعي طبعا !!
قالها بجديه بالغه مما اجبر خروج ضحكاتها ليبتسم تلقائيا ويضمها الي صدره بسعادة قائلا....
-اهي ضحكتك دي اللي مصبراني يا مخ الحمامه !!..
-احمممم احممممم....
نظر محمد الي باب السكرتارية ليجد عبدالرحمن يقف بوجنتين ورديه ولكن ما لفت انظارهم كان الطفل الصغير الذي يشبك يده بيد عبد الرحمن ....
انتفضت جميله واقفه ....
-ايه ده يا خراااشي علي الجمال ؛ مين العسل ده يا عبدالرحمن !!
تنحنح بضحك قائلا...
-ده مازن ابني !!
نزل الخبر كالصاعقة علي محمد لينظر بذهول الي عبد الرحمن وكل تلك الفترة يرغب في قتله ظنا انه يحب جميله ليصدمه بانه متزوج ولديه ابن !!!!
-بجد انا اول مره اعرف انك متجوز اصلا ؛ طيب مش بتجيبه معاك ليه !!
ضحك ليردف بتوتر وهو يوجه انظاره اليها مره والي محمد مره اخري...
-عادي اصل مامته بتتصرف معاه وهي رايحه الشغل بس اختها تعبانه ومقدرتش تسيبه مع حد اضطريت اجيبه ، انا اسف !!
-اسف ايه بس دي احلي حاجه عملتها !!
حملته جميله وهي تقبله بسعادة تغمرها كلما شاهدت طفل صغير ....برغم ان طفولتها لم تكن مثاليه الا ان وجود محمد بها جعلها تعشق الطفولة و الاطفال .....