.
الفصل السادس
ابتعدت جميله عن احضانها متجاهله اهتزازه جسدها الذي شعر بقرب محمد جوارها بالرغم من صمته ...
اقترب وليد وكاد يعانقها ليجد يد تدفعه في صدره بغضب ليهدر محمد بحده...
-انت اتجنيت ؛ انت بتعمل ايه ؟!
رد وليد بغضب من تطاوله ليقول..
-انت عبيط !!! انت مالك انت !!
كاد محمد ان يقترب منه بهجوم لولا وقوف جميله امامه وهي تضع يدها علي صدره لتردف بحده...
-في ايه يا محمد ، عيب كده !!
ضيق عينيه بغضب شديد هل تعتاد علي عناق ذلك المتشرد ...ابعد يدها بالرغم من اشتعال كل جسده من لمستها البسيطة ليردف..
-انا اللي عيب!! ....والبيه اللي داخل يحضن ده مش عيب !!...
اردف وليد بصوت عال ...
-دي اختي وانا حر احضنها ولا محضنهاش انت بتتدخل ليه ؟!...
دفعها محمد من امامه ليقف بعيون مجنونه قائلا بحده...
-لا مش اختك دي مراتي و انا محبش حد يحضن مراتي !!
-مراتك !!! انت هتعيش الدور ولا ايه ده اتفاق يا حبيبي ولو نسيت انه اتفاق يبقي اخد اختي من هنا وانا اولي بيها وبحمايتها !!
ليجيب محمد بخطورة وهو يشد علي حروفه....
-علي جثتي لو جميله اتحركت من هنا !!
شعرت جميله بخطورة الموقف وحموه كما حدث في اخر مره اجتمعا فيها الاثنان و رفض وليد لزواجها من محمد حتي وان كان الهدف الحماية ،
لتتدخل بكلتا يداها تضعهما علي صدر كلاهما لتفريقهم ...
ولكن نظره مرعبه من محمد ارغمتها بلا وعي علي ازاله يدها من علي صدر وليد لتردف بحنق ...
-ممكن تهدوا شويه ....خلاص يا وليد حصل خير محمد بس بيهزر ....
امسك محمد يدها يكاد يجذبها ولكنها استدارت بمهاره تعطيه ظهرها وتلوي ذراعها وهي تشد علي قبضته بتحذير بين ظهرها و صدره،
مستكمله حديثها مع وليد المتوجس من هذا التواصل بين الاثنان...
-انا مبسوطة هنا متقلقش و هكون مطمئنه هنا اكتر !!
-جميله انتي عارفه اني هحطك في عنيه ...انتي عارفه غلاوتك عندي انتي مش اختي انتي بنتي وعايزك تبقي متأكده اني هقدر احميكي في اي وقت ...
قالها وهو يرمق محمد بحده ليتقدم محمد خطوة تقابله بها جميله بخطوه للخلف حتي التصق ظهرها بصدره محاوله منعه من التصادم مره اخري....
امسكت الاء يد زوجها بقلق لتردف...
-مفيش داعي للكلام ده ياوليد اكيد محمد فاكر الاتفاق بس هو مضغوط ممكن نروح بقي !
هز رأسه وهو يمسك بنظرات محمد المتحدية ليردف ...
-ماشي ....انا هزورك تاني يا جميله ولو احتاجتي اي حاجه في اي وقت كلميني يا حبيبتي!!
مدت الاء يدها بحقيبة صغيره الي جميله وهي تميل براسها تقبلها لتردف...
-شويه الحاجات اللي طلبتيها ....ربنا يعينك !!!..
قالتلها بنظره ذات مغزي لتجذب وليد خلفها بعد ان القي التحية علي جميله ...
زفرت جميله بتعب وارتخي جسدها للحظات وهي تعيد رأسها الي الوراء تستند علي صدره وتغمض عيونها شاكره ان الامر لم يتحول الي صراع بينهم .....
فيتحول غضب محمد في لحظه الي ذهول ومشاعر ملتهبة ، علت انفاسه مع دقات قلبه وهو يميل برأسه يلامس بأنفه اعلي رأسها ...
فتحت جميله عيونها بحده ، و شعر بجسدها يتصلب علي جسده وهي تستشعر دقات قلبه المتمردة ....
ابتعدت بسرعه لتستدير بوجه احمر مخلوط بخجل وغضب قائله...
-انت ازاي تعمل كده !!
-عملت ايه ؟!
قالها ببراءة لتضيق عيونها بغيظ وتردف...
-انت ازاي تعمل كده في وليد ... مش من حقك علي فكره...
ليردف من بين اسنانه بحنق...
-لا من حقي علي فكره انا جوزك !!
-علي ورق وبس ... انت قلت تتجوزني عشان تحميني و وليد يوافق اعيش معاكم في الفيلا!!!
ليرد بغضب مصححا...
-الاتفاق عشان انتي توافقي مش عشان وليد يوافق ، وليد ده مالوش حق عليكي و حتي لو علي ورق انتي اسمك مرتبط باسمي وطالما انتي علي ذمتي يبقي مفيش راجل يلمس شعره منك !!
-انت قليل الادب !!!
-وانتي مش متربيه !!
-انت حقير و قليل الذوق و عديم الاحساس وانا متربيه احسن منك !!!
امسك مقدمه ملابسها يجذبها نحوه ليردف...
-وانتي لو فتحتي بقك بغلط تاني هتلاقي ايدي بتسلم علي وشك ...مفهوم !!!
شدد علي حروفه مع كل كلمه ينطق بها لتدفعه هي بغضب وتطلق صرخة حاده مزعجه كأنين الكمان بغيظ وتتجه نحو الباب لتخرج الي الحديقة و محمد يلاحقها بسرعه ....
-اقفي يا جميله وانا بكلمك! ...
-مش عايزة اكلمك ابعد عني !...
اتجهت الي البوابة الرئيسية فكاد احد الحراس يوقفها بذراعه ليهدر محمد بتحذير..
-اوعي تلمسها !!
رفع الرجل كلتا يداه بذهول وابتعد خطوين الي الجانب لتمر جميله دون لحظه توقف ومحمد يلحق بأعتابها .....
-ممكن افهم انتي رايحه فين ؟!
-ممكن افهم انت جاي ورايا ليه ؟!
ظلت تمشي علي طول الطريق وهي تعدل من حجابها والتي رمته بإهمال علي رأسها حين هاتفها وليد معلن قدومه لتخبره بانها ستستقبله وكم ترغب بالارتماء في احضانه فقط لأغاظه محمد وانتشال رد فعل منه للاعتراف بهويته او هويتها و لكن دون جدوي..
بعد لحظات صمت طويله وسير مستمر اردف محمد بقله صبر...
-ممكن نرجع البيت !!
-اتصل بوليد اعتذر الاول ...
-نعم !! ... ده واحد قليل الادب ! ..
التفت له بحزم وهي ترفع اصبعها في وجهه ..
-لم لسانك يا محترم وليد مؤدب غصب عن عينك وبعدين تعالي هنا قولي مالك وماله انت ؟! اخ وبيحضن اخته ايه مزعلك !!
اشتعلت عيونه ليردف بحزم مماثل...
-اللي مزعلني انه مش اخوكي ...
ضربت كف علي كف لتردف ....
-لا اله الا الله هتعرف اخويا اكتر مني !!
قالتها متعمده استفزازه عسي ان يعترف بأصولهم في الدار ولكن دون جدوي ليردف بغضب ...
-عارف وخلاص !!
ابتسمت بسخريه ومراره لتردف..
-تمام حتي ولو مش اخويا الحقيقي علي الاقل وقف جنبي عمري كله ورفض يتخلي عني زي ناس قبليه ....
شعر بقلبه يعتصر بغضب برغم انه مقتنع بعدم معرفتها به الا انه شعر بكلامها يتهمه وشعر بحنق لمقارنتها بما كان بينهم بما بينها وبين وليد ليردف بغضب...
-انتي مش عارفه حاجه عشان تتكلمي وتقولي اتخلي عنك ...انتي تسكتي خالص ، يا غبيه !!!
نزلت دموعها هذه المرة ليس غضبا بل حنقا علي تمسكه بتجاهلها لتقول وسط دموع تكوي صدره ...
-وانت جباااان !!
رفع يده فأغمضت عيونها منتظره صفعته ولكنه ضرب شجره خلفها ليردف كالبركان المشتعل ....
-قدامي علي البيت !!...
مسحت دموعها بحده واتجهت بغضب نحو المنزل ....اتجه خلفها بعيون غاضبه ليلمح احدي رجاله ، اشار له بغضب للتقدم ...
-انت بتعمل ايه هنا وسايب الفيلا ؟!
-ماجد باشا اصر اني اجي معاكم لانك من غير سلاح !
اتسعت عيناه بخوف ليمسك ذراعها ويجرها خلفه بينما بقيت جميله تبكي طوال الطريق وهو يجذبها لتسرع خطواتها ...
كانت متأكده ان غيرته منذ الطفولة اكثر ما يحركه واسرع الطرق ولكنه يثبت عناده ...مسحت دموعها وهي تتذكر ماضيهم البريء.....