كانت أولى ايامي في الحوزة حلوة كالسكر
لقد رحت اغرق في لذة طلب العلم واي لذة لايمكن أن توصف ، كنت كالغريب الذي عثر على دياره أخيرا ووجد نفسه بين أهله !
اصبحت اقضي أياماً وليالِ بين كتب الفقه والأخلاق والمنطق والعقائد وغيرها من الكتب
لقد أصبحت غريقا بعقلي وكُلي .هذا كان حالي من الجانب المعنوي ، اما حالي من الجانب المادي فلقد كان يرثى له
كنت أعاني جدا من بقائي في بيت الاستاذ واقضي فيه ايامي إلا أن أحسست أن الأمر يثقل عليهم فلقد علمت أن لديه عائلة تتكون من ثلاث بنات وزوجة ورضيع ودخل الاستاذ محدود وبالكاد يستطيع توفير لقمة العيش لعياله ، فكان هذا الأمر يحز في نفسي إذ انني لابد من أن أجد منزلاً اعيش فيه وأن لا اثقل عليهم أكثرجال في خاطري أن أبحث عن عمل ولكني قلت في نفسي هذا ليس ممكنا أيضا إذ اني ادرس صباحا وفي المساء اقوم بمراجعة ماتعلمته وومباحثته مع استاذي وبعد أن انتهي ويحل منتصف الليل اريح جسدي وأخذ قيلولة مدتها ثلاثة ساعة واستيقظ الساعة الثالثة للعبادة وهكذا اقضي يومي ...
وقفت حائراً أمام إستاذ الاخلاق أخبره بإمر معضلتي عله يرشدني إلى طريق الصواب فأجابني
يابني إن أكثر طلاب العلم يعانون اليوم من هذه المشكلة ولكن لتعلم إن من أساسيات الوصول إلى الكمال هو عن طريق التخلي عن حب الدنيا فهو جزء من طريق العبودية، ولا يتم السلوك إلى الله من دونه.
بل يمكن القول: إن الأمر أبعد من ذلك، وأن آيات القرآن تريد إفادة هذه الحقيقة،من أن الطريق الى الله يتلخص بالتخلي عن حب الدنيا،لاجل الوصول إلى الحق، وأن لا طريق لنيل المقصود إلا بإزالة حب الدنيا، والمجاهدة في الطلب.وكذلك لا أرقى من كلمة الرسول صلى الله عليه وإله وسلم المعروفة حول هذه الرذيلة، حيث يقول فيها: حب الدنيا رأس كل خطيئة.
وان المال والبنون هم زينة الحياة الدنيا ، إنني لا اقول بإن تجلس متكاسلاً تنتظر حسنات الناس وصدقاتهم وتقضي يومك في الدراسة والعبادة فهذا خطأ أيضاً إذ أن الإسلام علمنا أيضا أن نكون أعزة النفس وحبب الينا العمل وقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم " الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله " ١" وكذلك يوجد الكثير من الأحاديث التي تحث على العمل ، لكن بما أن ضرفك اليوم محدد فيجب عليك أن تختار عملاً يناسب دراستك مثلاً اغلب طلاب العلم يعملون في المكاتب ويبيعون الكتب التي ينتهون من دراستها أو يقومون بتبديل الكتب وغيرها ، هنا يستطيعون أن يحصلوا على مبلغ لاباس به من الدخل اليومي.
فسألته حائرا: ومن اين لي رأس مال ابدأ به مشروعي
فقال مبتسماً: كذلك وضع الله لكل مشكله حل ولايكلف الله نفساً إلا وسعها ، يمكنك أن تأخذ أجر صلاة وصوم للموتى مقابل أموال وهذا جائز شرعاً
فتوكل على الله ياولدي وأبدأ بجهادك............
١: الكافي
أنت تقرأ
متعلمٌ على سبيلِ نجاة (متوقفة)
Short Storyمذ كُنتُ طفلاً رٲيتُ شيخ كبيرٌ في السن ويبدو انهُ في السبعين من عمرهِ او اكثر رٲيتهُ يلفُ فوق رٲسهِ قماشٍ ابيض وحينما اقتربَ من احدا الكنائس نزعَ ذلك القماش وخبئهُ في كيسٍ صغير ثم دخل الكنيسة ليوزع الخبز على الاطفال الجياع!