أمسكت قلم الحبر بإبهامي اليمنى ورحت اخطُ اهم النقاط التي إستخرجتها من كتاب مقالات في العرفان
رددت بيني وبين نفسي بصوت منخفض وانا اكتب
ليس بين رضوان الله والإنسان سوى نفسه وأهوائه فلو هُزمت وزالت لتمّ الوصول الى الرضوان.رفعتُ رأسي وأنا اتذكر ذلك اليوم الاسود الذي قررت فيه أن اهرب من بيت الاستاذ بل لنقل هربت من نفسي إلى رضوان الله !
انا عيسى ذلك الشاب الذي لم حرم نفسه طوال سنين عمره التي مرت من نظرة الحرام مكيدة إبليس العظمى ولقد وقعت في مصيدته ذلك اليوم ...
كنت قد عدت إلى ديار الاستاذ في وقت متأخر من الليل ولم أكن أعلم أن إستاذي لن يكون اليوم في البيت فيبدو أن لديه مجلس عزاء لأحد اقرباءه قد ذهب إليه ولم يتوقع عودتي للمنزل اليلة إذ أنني مسافر اطلب أثر أحد الأساتذة في حل معظلة لم اجد لها حل .
طرقت الباب كعادتي ودخلت مناديا يا الله فلقد أوصاني استاذي أن اقول هذا النداء قبل أن أدخل وهكذا لا داعي لأن أن أنتظر في الباب الى ان ياتي ويفتحه هو فبمجرد سماع النساء هذا النداء سيدخلن إلى خدرهن ويخلو لي الطريق.
ما ادراني إن إستاذي ليس في الدار ، وما أدراني إن له إبنة صماء لم تسمع ندائي !
دخلت تلك الديار وإذ بي أرى تلك الفتاة أمامي ولم أفق الا على شهقة منها إذ أن إبليس قد إنساني نفسي وانا أتأمل في حسنها وجمالها فلقد كانت آية من آيات الله !
حينما شهقت حاولت أن تستر وجهها بيديها رغم أنها كانت بكامل حجابها إلا أن وجهها الحسن هو ماحاولت اخفاءه عنب
استفقت انا من غفلتي من اثر فعلها ذاك وانزلت رأسي خجلاً من فعلتي وخرجت فورا من باحة المنزل إلى خارج الديار أو لنقل إنني هربت إلى مكان مجهول
لم اعرف حينها الى اين اتجه وما افعل فلقد طبعت تلك الصورة في مخيلتي ولم أستطع أن امحوهارحت هارباً الى امير العاشقين علي
وبثتت لهُ شكواي
يا أمير المؤمنين قد عصمت نفسي كل هذه الأيام عن الدنيا لأجل الله فلم انظر لامرأة نظرة شهوة قط رغم إنني شاب قد بلغت ذروت شبابي ، حاولت مراراً وتكراراً أن أطلب شرع الله لاقتل شهوتي لكن طريق ذات الشوكة عكرٌ وطويل
من سوف تقبل بشاب مثلي لايملك مالاً ولامنزلاً يقضي نهاره بين صوم ودراسه وليله بين عبادة وبحوث يلبس من الثياب ابخسها ولا شيء يميزه غير أنه عاشق لله الذي لا تعرفه نسوة هذا الزمان الا ما نَدر !
هذا بالإضافة إلى إنني لم اجد أو اسمع عن إمرأة تحمل صفاتاً تشبه صفات حبيبتك فاطمة الزهراء من عفة وحياء وذات غارقة في المتسوق الابدي
فكيف للروح الغريبة أن تختلط بروح لم تعرف معنى الغربة
نحنُ من أولئكَ الذين عُجِنَت طينتهُم بماء الغربة..
أولئكَ الذي لا يلتذونَ طعاماً ولا يرتوون بشراب..
الذينَ مَزَقَّ الفراق أوصال قلوبهم..
فصار كُل جزء يندُبُ الوصال ..
أولئكَ الذين ما زادَهُم ألمُ الفراق إلا إيماناً وتسليماً..
وما زادتهُم لوعَةُ الإشتياق إلا طاعةً وحُبَّاً وقُرباً..
نحن منهم فيكف لارواحنا أن تأنس بغيرهم ؟وقال إني مُهَاجِرٌ إلى ربي
أعظم رحلة يقطعها العبد في حياته هي تلك الرحلة التي يَحْزُم فيها
حَقَائِب قلبه وَرُوحِه .. ويبدأ السَيّر إلى خالقه. !لأن تذهب إلى الله تعالى برضاك وإختيارك
خير لك من أن تذهب إليَّه مُجبَراً
بعد إنتهاء حياتك تقديم ارادة الحق وتحكيمها في وجود الانسان ..وروح المسألة هي عزل النفس عن التأثير واخراجها لصالح اقبال الحق وحكومته
خذوا مثلاً إن شاباً قد أوشك على الوقع في الزنا والعياذ بالله لكنه هرب منه ، هرب من نفسه إلى الله وطلب من الله أن يحل معضلته فالهمه الله أن يذهب ويطلب حلاله اذا أنه جعل من الزواج حل لهذه المصيبة ، نعم هي مصيبة فالشهوة قد تهدم كل مابناه الإنسان طوال سنين عمره ، علينا أن نعلم أن لغز السلوك ينشأ من القلب وفي القلب،ويجب حلّه في القلب.فالقلب مركز كل داء،كما أنه مركز جميع الدواء . وهذا سر عميق يعرفه أهل الباطن ويدركه أصحاب الأسرار.
الله لم يودع فينا هذه الشهوة لتضلنا عن طريقه
بل أودعها لتسد نقصنا وحاجتنا
لاتقل من اين لي المال والمنزل وكيف وكيف
عن الإمام الصادق( عليه السلام ) قال: ((إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب( عليه السلام ) قال: تزوجوا فإن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال: مَن أحب أن يتبع سنتي فإن من سنتي التزويج)) "١"
اعتقد ان ضمان رسول الله صل الله عليه وآله لنا اليوم هو أكبر ضمان فكلام الرسول كلام الله ومابعد كلام الله ايُ كلام
فماذا تنتظرون ايها الشباب !هذه كانت رسالة الله لي في حرم أمير المؤمنين عليه السلام ولقد اتاني صوت ذلك الخطيب في الحرم ليخرجني من حيرتي وحسرتي
عزمت بعدها على الزواج و لا افكر كيف ومتى واين فلقد حصلت على كل الأجوبة اليوم
الله يريدني أن اتوكل فقط وهو من سيتكفل بالباقِ.١: (٤) الوسائل الباب - ١ - من أبواب مقدمات النكاح - الحديث ١٤ - ١٠.
أنت تقرأ
متعلمٌ على سبيلِ نجاة (متوقفة)
Contoمذ كُنتُ طفلاً رٲيتُ شيخ كبيرٌ في السن ويبدو انهُ في السبعين من عمرهِ او اكثر رٲيتهُ يلفُ فوق رٲسهِ قماشٍ ابيض وحينما اقتربَ من احدا الكنائس نزعَ ذلك القماش وخبئهُ في كيسٍ صغير ثم دخل الكنيسة ليوزع الخبز على الاطفال الجياع!