الفصل الثاني -الجزء 02-

2.3K 156 1
                                    

بعد شهر من الحادثة، أُصيبت والدتي بالمرض الشديد و أصبحت تمر بفترات قيء لا إرادية بدون إنذار و بعض الأعراض الغريبة ، فقررت الإستشارة و الذهاب إلى الطبيب، و عندما ذهابها أُجريت عليها بعض الفحوصات في إحدى الغُرف، توترت والدتي من رؤية الأطباء يتحدثون مع بعضهم و هم يرمقونها بنظرة بين الحينة و الأخرى، دخل الطبيب الغرفة و هو يحمل نتائج الفحص، تطلّع نحو والدتي ثم نزع نظارته و أخبر  والدتي أنها كانت حاملاً ثمٍ ترك الغرفة.

انصدمت والدتي من الخبر، و خافت كثيرا و أُصيبت بالتوتر، لكنها كانت حريصة على إخبار (كارما) بالخبر حالما تستجمع شتات نفسها و تستوعب ما تمر به.

بعد أسبوعين قررت والدتي إخباره فذلك من حقه، لذلك قامت بدعوته إلى شقتها و عند وصوله كان قد لاحظ تعبها و خوفها ، و عندما أخبرته توسعت مقلتاه ليتجمد مكانه للحظات ثم انقض عليها وعانقها بإحكام ثم همس إليها بعبارة "شكراً لك".

كتن من المفترض أن تكون خائفة حينها، و لكن في تلك اللحظة كانت مغمورة بالفرح و سعيدة كثيراً، رغم خوفها من الحقيقة إلا أن النظر إلى وجه (كارما) طمأنها أنها ستكون بخير و أنها ستتمكن من تجاوز هذه المحنة معه.

بعدها بلحظات ترك (كارما) والدتي ثم تقدم خطوة للوراء و أدخل يده في جيبه و أخرج قلادة فيها ناب صغير، و قال :"لقد كنت أخطط لفعل هذا الأمر في وقت لاحق و بظروف أفضل، و لكن بما أنه الوقت المناسب إذاً..." .

جثى على ركبته ثم رفع رأسه نحو والدتي، تنهد ليستجمع شتات نفسه ثم قال :"هل تقبلين بي زوجاً لك يا (جاسمين) في السراء و الضراء، في أفضل اللحظات و أقساها، و في كُل الأوقات المتبقية من حياتي".

نعم لقد طلب (كارما) يدّ والدتي أو يجب عليّ أن أناديه بـوالدي الآن، و لم تستطع كبح نفسها من البكاء، و في الأخير لم يكن لها الخيار سوى أن توافق بكل سرور.

ذئـاب الغـجر || GYPSY WOLVESحيث تعيش القصص. اكتشف الآن