الفصل السادس -الجزء 06-

1K 88 2
                                    

في نفس اليوم، عندما عاد (راين) إلى المنزل بعد حلول الظلام بدقائق، قالت له والدتي و هي تحضر العشاء : "أهلاً بعودتك (راين) ".

ثم أضافت عندما جلس إلى المائدة :" (راين)، هل بمكنني طلب شيء منك؟ ".

التفت إليها و قال :"و ما هذا الشيء الذي تطلبينه؟ ".

جلست في المائدة و قالت له :"عذراً و لكن، هل يمكنني أن أقابل معلمك؟".

ابتسم في الحال و رد عليها :"حسنًا لا أعلم بالضبط ، إنه ليس مولعًا جدًا بالبشر ، لكنني متأكد من أنه يريد مقابلة والدة تلميذه الوحيد، و لكن أيمكنك تحضير شيء له لأنه مريض جداً و سيفرح بذلك".

إستغربت والدتي قليلاً ، لكنها فرحت لأنه سيتسنى لها معرفة من هذا المعلم فأومأت برأسها كعلامة للرضا.

في اليوم التالي، أخذها (راين) إلى الجبل، إلى تلك الشجرة الضخمة في الغابة لمقابلة ذاك الشخص الذي يدعوه بالمعلم.

وصلاً إلى مكان غريب وسط الغابة، ثم سبقها قليلاً و قال :" انتظري للحظة، سأتحدث معه أولاً".

ذهب (راين) عريش الأشجار الكثيف، ثم عاد بعدها و قال :"إنه موافق على مقابلتك".

عندما دخلت والدتي بين العريش، انصدمت مما رأته عند وصولها، اكتشفت أن معلم (راين) لم يكن بشرياً في الواقع كما كانت تعتقد، بل كان حيواناً برياً و لم يكن ذئباً بالكامل أيضاً، بل كان نوعاً من فصيلة الذئاب يشبه الثعلب أو القيوط نوعاً ما، و كان يرقد على أحد فروع تلك الشجرة الضخمة، فلم تفارق والدتي ملامح الصدمة الكبيرة.

نظر إليها (راين) الذي كان مغموراً بالسعادة، و أشار إليها لتضغ الطعام الذي أحضرته، تقدمت للأمام بضع خطوات بحذر و وضعت الطعام الذي أعدته له على الارض و قالت له: "شكرًا لك على الاهتمام بـ(راين) ، و تعليمه كيف يصبح ذئبًا بالغا، إليك هذا الشيء لإظهار شكري لك".

ثم تراجعت للخلف، و نزل ذاك الحيوان و أثناء نزوله لاحظت أنه كان يعرج و أن ساقه كانت متضررة جداً كأن حيواناً برياً آخر قاتله، و ثم بدأ يأكل من الطعام الذي وضعته في الأرض، و عند إنتهائه ذهب يهرول، ثم قال (راين) لوالدتي :" علي الذهاب الآن".

بعدها تحول إلى ذئب ، و بدأ في تتبع ذاك الحيوان ، و لكنه استدار و نظر والدتي بنظرة بدت و كأنها تدل على الضغينة، نظر إليها و كأنه كان يقول لها:" فلترحلي من هنا فوراً و لا تعودي مجدداً".

ذئـاب الغـجر || GYPSY WOLVESحيث تعيش القصص. اكتشف الآن