كان لا يزال تشانيول تحت وقع الصدمة خصوصا و أنّ الفتاة التّى أسرته بضحكتها قد بعثت له برسالة، نظر لساعة الإرسال تنّهد وضع يده على قلبه و قال
تشانيول: تبّا لقد كنت مع كوراى حينها أيّها القلب توقف عن الخفقان بهذه الطريقة أيشش كيف تتوقف لا إنبض لها فقط ، ماذا أقول لها الآن اللعنة لقد ضاعت كلماتى منّى .
شرد قليلا و هى فى تلك الأثناء كانت قد فقدت الأمل فى أنّه سيجيبها،بدأت تهتّم بالأعمال المنزلية ، دينغ صوت إشعار وصول رسالة ،توجهّت نحوه بخطى متسارعة و قلبها ينبض نبضًا، فتحتها إذن هى إعلان عن مواد صيدلانية
دانبى: أيششش لقد إعتقدت أنّه قد أجابنى اللعنة سأنهى إشتراكى مع هاته الإعلانات.
عادت لعملها 5دقائق أخرى وصلها إشعار آخر و لكنّها كانت مع والدها حيث أنّه سقط عن السرير و جرحت ركبته، بدأت دموعه تنزل و هى تهّون عليه و تربت على ظهره
دانبى: إهدأ أبا سيختفى الألم
والدها: ألم دم
دانبى: أعرف أبى أعرف أنظر لايوجد دم
والدها: إختفى إختفى
دانبى: نعم يا أبى
وضعت له ضمادة و رجعت لتكمل عملها فى المقابل كان تشانيول يروح و يجىء فى الغرفة ينتظر رسالة منها و كّل دقيقة يراجع رسائله الواردة لكن لا شيء .
تشانيول: اللعنة لم تجبنى أتُراها غاضبة منّى لأنّنى تأخرت فى الرّد أرجوك أجيبينى أرجوك .
رنّ هاتف دانبى و كان ذلك أستاذها
دانبى: مرحبًا سيّدى كيف حالك؟
الأستاذ: مرحبا بنيّتى أنا بخير ماذا عنك؟ و والدك أهو بخير ؟
دانبى: نعم سيّدى كلّنا بخير
الأستاذ: دانبى لقد قرأت تقريرك ، و ساقوم بإرساله لك فى بريدك الإلكترونى ، لقد أرفقته ببضع ملاحظات، آمل أن تستعينى بها لكى تنهى مشروع تخّرجك، و لا تنسى فبعد التخّرج ستبدأين العمل مباشرة لقد سبق و كتبت توصية لك ستكونين ممرّضة رائعة
دانبى: آه شكرًا جزيلاً أستاذ
الأستاذ: لا عليك فأنت طالبتى النجيبة
فتحت حاسوبها لتجد إشعار رسالة تشانيول تجّمّد الدم فى شرايينها، و تلبّكت هاهى تقول فى قرارة نفسها
دانبى: يا إلهى لقد أجابنى لقد أجابنى
فتحتها و قرأت محتواها ..دانبى هباء المستقبل يكون فى بعض الأحيان طوق نجاة فى عاصفة هوجاء و هو الأمل الوحيد المتبّقى لنا لنعيش ،لاحياة دون أمل ....
الإمضاء بارك تشانيول
هاهى كالمجنونة تروح و تجىء فى الغرفة تبحث عن كلمات مناسبة لكى تجيبه بعثرت شعرها و هى تقول
دانبى: أيشش فكّرى فكّرى اللعنة لقد إختفت كّل كلماتى اللعنة آه وجدتها
جلست، طبعت كلمات و ضغطت على زّر الإرسال .
دينغ صوت إشعار رسالة جديدة هرع تشانيول نحو حاسوبه وفتحها ....الأمل مجّرد نقطة بيضاء على ورقة بيضاء لا يُرى بالعين المجرّدة
الإمضاء كيم دانبى
تشانيول:اللعنة كلماتها أحلى من نغمات الناى
شرد قليلا ثّم طبع بضعة أسطر و أرسلها دينغ فتحت دانبى رسالته ..حقيقة أنّنا لا نرى الأشياء لا تعنى أنّها غير موجودة و هذا مايزيد من روعتها و ندرتها لأنّها تحمل فى طيّاتها مزايا الشىء الثمين الذى يصعب إيجاده هذا صعب و لكن بالثقة فى النفس و الآخرين سنجدهم و سنستطيع رؤية الاشياء اللامرئية .
دانبى: الثقة خسارة فهاته الكلمة قد محيتها من قاموسى و ألغيتها من معجمى طبعت رسالة و أرسلتها له
دينغ فتحها ....الثقة يا سيّد بارك كلمة ماعادت تلوح فى أفقى الثقة مشكلتى و معضلتى فقد كانت يوما ما سببًا فى شقائى ....
كيم دانبى ...
أنهت تحضير الفطور أمّا هو فلم يقرأ رسالتها هاته لأنّه كان يحادث بعضا من دور النشر لكى يسألوه عن موعد تنزيله للكتاب الجديد، و كان مضظّرا للذهاب للقاء عمل .
كان فى المطعم يتجاذب أطراف الحديث مع الناشرين،فى المقابل كانت دانبى قد أنهت جلى الصحون، و إنغمست فى كتابًها، لدرجة أنّها نست أمر تلك الرسالة التّى بعثتها .
هاهو مؤلفنا قد عاد لقصره، جلس على أريكته و تناول هاتفه يعاين رسائله قرأ كلماتها فبعث لها : آسف لقد إنشغلت عنك قليلا بسبب إجتماع مع الناشرين و لكن أنا فضولى بعض الشيء
رسالة دانبى: آه لا عليك فضولى فى أى شأن؟
رسالة تشانيول: قلت أن الثقة مشكلتك و معضلتك كيف تكون الثقة مشكلة؟
رسالة دانبى: إنّها مشكلتى العويص لأنّنى خلافا للآخرين أنا أثق فى جميع البشر و لكن لا أثق فى الشياطين بداخلهم
تشانيول فى قرارة نفسه اللعنة من تجرأ على إيذائها بهذا الشكل.
لم يرد سؤالها عن معنى هاته الكلمات لأنّه سيتعيّن عليه عناقها و لكنّها بعيدة عنه كيف سيعانقها
مرّ ذلك اليوم بين الرسائل هى لم تحّس يوما بهذا الشعور و الأدهى و لا هو إعتاره هذا الشعور يوما ،مرّت الأيّام فأسبوع فشهر و هما على نفس الشاكلة ، رسائل متبادلة أضحى متعّلقًا برسائلها كذاك الغريق المتعّلق بطوق نجاة وسط أمواج متلاطمة، و هى أصبحت أكثر تعلّقًا به و حتّى لوي قد إختفى فهى لم تره منذ أن أوصلها تلك المّرة للمكتبة.
فى آخر رسالة بعثها تشانيول قال : مارأيك فى إعتراف صغير؟
دانبى: أمم إعتراف ماذا ؟
تشانيول: معك أنا أحّب الحديث دون توقّف ...أحّب أن أحكى لك كل الأشياء التى تحدث لى مهما كانت تافهة و أصّر على أن أتحدث بها حتّى التفاصيل الصغيرة و أبسطها أحّب إخبارك بأّى شيء يحدث لى و بكّل شىء ، أتصّدقين أنّنا نتحدّث منذ قرابة الشهر و نحن لم نرى بعضنا مارأيك فى أن نلتقى
دانبى : أمم مارأيك فى أن نتركها للقدر و الصدفة
تشانيول: ماذا تعنين؟
دانبى: إن أرادنا أن نلتقى فسنلتقى صدفة فهاته الأخيرة خير من ألف ميعاد
تشانيول: كيف ستعرفيننى و أنت لم ترى وجهى بعد؟!
دانبى: كلماتك العالقة فى رأسى سترشدنى إليك
تشانيول: أوتحبّين كلماتى لهذا الحّد؟!
أصبحت دانبى حمراء من الخجل أرسلت فقط وجها خجولا أحمرًا 😊😊
تشانيول فى قرارة نفسه دائما ما تفوز على بهذا الخجل .
دانبى: تشانيول يجب أن اذهب للنوم الآن
تشانيول: لا أرجوك إبقى
دانبى: لكم وددت البقاء لكن غذا هو يوم التخّرج
تشانيول: آه نعم تذكّرت حسنا حسنا سأدعك تذهبين و لكن بشرط
دانبى: ماهو؟
تشانيول: أريد رقم هاتفك غير معقول نحن نتحدث فقط بالرسائل الإلكترونية و لم أسمع يوما صوتك
( فى قرارة نفسه أّيها الكاذب لقد سمعت صوتها ، ضحكتها )
دانبى: حسنا
أعطته رقم هاتفها حيث بعث لها فقط برسالة حظّا موفّقا سأكلمك غدا،بعثت له برسالة مفادها شكرا تشانيول تصبح على خير ،تصبحين على خير .
نامت دانبى و هى تفّكر فى مؤلفّها المفضّل و هو كان على سريره و بالقرب منه زوجته هاهو شارد الذهن
تشانيول فى قرارة نفسه لم أقل لها لحّد الساعة أنّنى متزوج .
ماهذه اللعبة التّى يلعبها معها، هو يعرفها جيّدا و قد وقع تحت لعنة ضحكتها أمّا هى فلاتعرفه أعنى ملامح وجهه و لا حقيقة أنّه متزّوج.
هاقد جاء الصباح، إستحمت، حضّرت والدها قبل أن يرّن هاتفها، كان ذلك رقمه إرتجفت أناملها ، كّل مافيها قد إرتجف
دانبى: مممرحبا
تشانيول فى قرارة نفسه اللعنة على هذا الصوت إنّه ترنيمتى
تشانيول: مرحبا كيف حالك؟
دانبى: بخير متوترة قليلا و لكن بخير
تشانيول: لا تكونى متوترة أعلم أنّك ستبلين حسنا
دانبى: نعم شكرًا تشانيول كلماتك دائما ما تذّب فىّ الروح و القوة
تشانيول: إذن سأعاهدك على أن أفعل هذا طيلة اليوم
دانبى: حسنا
أخدت والدها و ذهبت للجامعة، هاهى الأولى على دفعتها، و هى من ألقت خطاب التخّرج، هاهو والدها بين الجموع يصّفق لها و تلك العينين تدّلان على الفخر المنقطع النظير و هى جو التّى كانت تشّجعّها ، و هناك فى مكان فى بعده قريب بارك تشانيول يراقبها و هو فرح جّدًا .
ذهبت هى جو لعملها، أمّا دانبى فهاهى تمشى ووالدها يتبطىء ذراعها كالطفل مع أمّه كالصدفة فى مقهى قريب كانت جالسة مع والدها سمعت ضوضاء و فتيات ملتفّات على طاولة سئلت الناذلة
دانبى: أنستى ماذا هناك ؟
الناذلة: إنّه بارك تشانيول
دانبى: هاه قلت بارك تشانيول المؤلف بارك تشانيول ؟
الناذلة: نعم.
دانبى: حسنا شكرًا.
أرادت أن تذهب إليه لكن سلوك والدها قد منعها فقد إنتابته موجة من الخوف عندما رأى الفتيات مجتمعات و تصرخن .
والدها: البيت، البيت
دانبى: حسنا أبى لا تقلق سنذهب .
فى اللحظة التّى مرّت على طاولته رفع رأسه و تزامن ذلك مع مرور الناذل لذلك لم يراها.
أخدت والدها للبيت، و إنشغلت بتنظيم أوراقها عندما رّن هاتفها
تشانيول: مرحبا دانبى كيف حالك ؟ كيف كان التخّرج؟
دانبى: أنا بخير و أنت؟ آه كان رائعا
تشانيول: و أنا بخير ايضا إذن كيف كان يومك من أخدت معك؟
دانبى: كان يومى رائعا لقد اخدت معى أبى و صديقتى الوحيدة
تشانيول: الوحيدة؟!
دانبى: نعم فأنا لم احظى بالكثير من الصديقات
تشانيول: حقًا لماذا؟ أعنى أنّك فى غاية اللطف
دانبى: أتذكر يوم قلت لك أنّنى أثق فى جميع البشر و لكن لا أثق فى الشياطين داخلهم
تشانيول: نعم أذكر
دانبى: هذا سبب عدم تكوينى للصديقات آه ماذا عن يومك ألم نكن فى المقهى اليوم؟
تشانيول بتوتر: نعم كيف عرفت هل رأيتنى؟
دانبى: لا بل رأيت تلك الفتيات اللوّاتى تجمعّن حول طاولتك
تشانيول: لماذا لم تأتى إلى؟ هل خجلت؟
دانبى: لقد كنت مع أبى و قد تمّلكه الخوف منهم لذلك رجعت للبيت.
تشانيول: خاف منهم؟ أوالدك مصاب برهاب الأماكن العّامة؟
دانبى: لا والدى فقط من ذوى الإحتياجات الخّاصة
تشانيول بتحسّر: آه هكذا إذن لماذا لم تخبرينى قبلًا؟ ألا تثقين بى ؟ و بشياطينى؟ من يساعدك فى الإهتمام به آه إنتظرى إنتظرى أنت لم تحكى لى يومًا عن والديك
دانبى: بلى تشانيول أنت الوحيد الذّى أثق به أنا فقط لم أكن مستعّدة لأعرض أبى للأذى مرّة أخرى و ماحاجة الكلام عن أمٍ قد تخلّت عنّى و عن أبى ، أنا الوحيدة التّى تتكفّل بأبى
تشانيول: تعريضه للأذى ماذا حصل؟
دانبى:
تشانيول: دانبى ألازلت معى دانبى دانبى أجيبينى دانبى تكلمى
دانبى:أنا بحاجة
قاطعها تشانيول: بحاجة لماذا أنا هنا ماتريدين دانبى سأحضر لك ماتشائين فقط لا تصمتى عندما أحدثّك هذا الأمر كفيل بجعلى أجّن لا تثيرى جنونى و خوفى تشيبال تشيبال دانبى .
دانبى بتلعثم: منذ أوّل رسالة بعثها لك شعرت بالحاجة لأن أقول لك كلامًا طويلا بلا معنى و لا مقصد لكنّه يتعبنى
تشانيول: إذن تكّلمى أو إنتظرى سآتى إليك أعرف أنّ هاته الكلمات القابعة داخلك ستبكيك أوّد أن أكون تلك الكتف التّى تبكين عليها أوّد أن تمسح أناملى عبراتك المتساقطة دعينا نلتقى فى أىّ مكان تريدينه .
دانبى: ماذا عن إتفاقّنا بأن نلتقى صدفة ؟
تشانيول:دعينى أتحّكم فى الصدفة دعينى أخلق لنا صدفات بدل الواحدة هيّا أين سنلتقى؟ دانبى
دانبى: مارأيك فى مقهى الزمردة بعد 10 دقائق
تشانيول: حسنا سآتى
إتصّلت دانبى بهى جو لكى تأتى و تبقى مع والدها ، غيّرت ملابسها و ذهبت نحو المقهى و داخلها يتآكله الفضول و الشوق لرؤية كاتبها المفضّل .
هاهو تشانيول فى سيّارته، إنطلق بأقصى سرعة لكن رنين هاتفه المتواصل قد أرغمه على الإنعطاف و التوّجه للمشفى
10 دقائق ،عشرون، فساعة ، فساعتين و تلك تنتظر فى المقهى و هو ينتظر فى قاعة الإنتظار فى المشفى و ينظر لهاتفه الذى إنتهى شحنه هى تنتظر مجيئه ليخّفف عنها و هو ينتظر الطبيب لكى يخبره بماذا يحدث لزوجته كوراى
الناذل: أنستى أتودّين شرب شيء آخر؟
الطبيب: تهانينا سيّد بارك زوجتك حامل
مابين صدفة و صدفة بقى المؤلف و معجبته و عاشقته السّرية عالقين بين ثنايا الزمن، و ألام الوهن....
فهل ياترى سيخلق لهما القدر صدفة أخرى أم سيلعب بهما بين أنامله و بين كلمات الروح المنسية ....
أنت تقرأ
أخفيتك بين كلماتي
Romanceلشخصيات: بارك تشانيول: كاتب روائى فى 28 من عمره ، رجل وسيم رومانسى، حنون، متزّوج دانبى: دودة الكتب كما يلقّبها أصدقائها، فى 24 سنة جميلة، لطيفة خجولة حيث تتورد وجنتاها عندما يقوم أحد بمدحها ، و الأدهى عاشقة ، تدرس التمريض فى جامعة الطّب . كوراى: زوج...