أبكى أبى ....أبكى ثقتى .....أم أبكى عشقى لك .....
كوراى: دانبى أقّدم لك بارك، بارك تشانيول زوجى
تجّمد الدم فى عروقه، أمّا هى فقد أسقطت الكأس من هول الصدمة
كوراى: عزيزى مابكما؟
تشانيول: ددددانبى
إنحنت أرضًا لتلملم شظايا الزجاج يخيّل لك أنّها مع كّل شظّية تلمسها، هى فى الحقيقة تلمس شظايا قلبها الذّى إنكسر، مع كل دمعة تسقط من عينيها دمعة قلبها و دماءه .
هرع إليها و سألها
تشانيول: أنت بخير ؟
رفعت رأسها نحوه كانت نظراتها تكابره، كانت تلك الدموع المختزنة فى مقلتيها تحرقه.
دانبى: أى
جرحت دانبى إصبعها،أخرجت قطنا من جيبها ووضعته عليه
كوراى: دانبى أنت بخير ؟
دانبى و شفاها تتحرّك و هى تبتلع دموعها
دانبى: أنا بخير سيّدتى أعتذر
كوراى: لا عليك
دانبى: أستأذن
كوراى: أردت أنا وزوجى أن نقدّم لك تعازينا الحارة، إن إحتجت لأى شيء فأرجوك أعلمينا .
إنحنت لهم و إستدارت و هى تجّر تلك القدم التّى تأذّت بفعل السقطة، تجّر ألمها، حزنها و إنكاساراتها.
تشانيول: سأعود
كوراى: حسنا
لحق تشانيول بها هاهى فى الرواق تمشى و تتمسّك بالجدران، لأن جدران قلبها قد إنهاروا الواحد تلو الآخر جدار إسمه ثقة و آخر إسمه الحّب و الأعظم جدار الأب .
شّد ذراعها و أوقفها
تشانيول: دانبى دعينى أشرح لك!
دانبى: تشرح ماذا تشانيول قل تشرح ماذا هاه أتركنى و شأنى أتركنى سأذهب لدفن أبى أوتعرف سأدفن هذا القلب ماعدت بحاجة إليه كّل هذا بسببك أنت .
ذهبت و تركته واقفا لوحده وسط ذلك الرواق كان يبدو كطفل قد تركته والدته وحيدا وسط الصحراء
تشانيول فى قرارة نفسه اللعنة ثّم اللعنة
أخدت دانبى جثمان والدها، لأقرب دار دفن، هاهى راكعة أمام صورته و هى تبكى و تتعالى شهقاتها و هى جو بجانبها تخّفف عنها.
دانبى أنظرى إلّى
إستدارت لتجد تشانيول واقفا أمام الباب
هى جو:سأعود بعد قليل
إنحنى ليّقدم إحترامه لوالدها ، أشعل عود بخور و جلس بالقرب منها ، منها اللعنة ماهذا الذّى أقوله الأجدر بى أن أقول أنّه قد جلس بجوار خواء، جلس بجوار فراغ موحش ، جلس بجوار رفات فتاةكانت حيّة منذ بضع ساعات، جلس بالقرب من فتاة دون ملامح و لكّنها الآن باردة باردة كأفعى البوا و فقط تلك العبرات التّى تحرق وجنيتها تظهر على محياهاو شهقاتها تتعالى مع كّل شهيق و زفير.
تشانيول: دانبى قولى شيئاً أرجوك فلتتكّلمى لا تبقى ساكتة هكذا أرجوك إضربينى، أصرخى ، إبكى و لكن لا تقتلينى بهذا الصمت
ضحكت دانبى فاستغرب تشانيول
دانبى: ههههه أبكى ماذا ؟ أبكى أبى الذى تركته لوحده لكى أهتّم بزوجتك أبكى أبى الذّى مات و هو آتٍ إلّى ، أبكى ماذا قل بالله عليك قل أبكى حماقتى، غبائى ، أبكى كذبك علّى طيلة هذه المدّة و أنا كالبلهاء صّدقت كل كلمة تفوّهت بها ، أبكى ثقتى التّى وضعتها فيك، أبكى عشقى المجنون لك أم أبكى إنتظر إنتظر أتريدنى أن أبكى أنا لم أعرف شيئا غير البكاء منذ أن فتحت عيناى على هاته الحياة البائسة أنت بالفعل لعبت بمشاعرى و لعبت بى كيف لم أرى هذا، كيف لم أرى هذا القناع الذّى وضعته أكنت ستخفى عنّى أمر زواجك و حملها للأبد هاه ، لقد جعلت منّى خائنة أنت خائن و أنا الخطيئة بأّم عينيها لقد جعلت منّى عشيقتك تشانيول كيف تمّكنت من فعل هذا بى هاه كيف تمكّنت ماذا عن تلك الكلمات التّى قلتها لى لكم أردتك أن تخرس إخرس و دعنى و شأنى سيّد بارك أتركنى أغرب عّنى إذهب لزوجتك و إبنك و دعنى أنعى أبى غضّ بصرك أرجوك غّض بصرك تشانيول فجروحى عارية جروحى عارية أتفهم عارية ، لقد أخدت كل شيء هذا القلب ( كانت تضرب قلبها بقبضتها) دعه يتوّقف تشيبال يا إلهى أوقف هذا القلب أوقفه أنا أتأّلم .
تشانيول: توقّفى عن ضرب قلبك ، توّقفى ، إضربينى أنا هيّا دانبى قومى بضربى قومى بضربى ، لم أخبرك بوجود كوراى لأنّنى كنت أنانيًا، عرفت أنّ نهايتى ستكون على وقع تلك الحقيقة، لم أرد أن أخاطر بفقدانك
دانبى: لقد خدعتنى لقد خذلتنى، لقد أخبرتك عن الشيء الوحيد الذّى كسرنى لكّنك فعلته ، لقد خنت ثقتى لقد خنتها ماأصعب الخذلان حينما يأتى من الخّلان .
تاك...تاك......تاك...
كان ذلك صوت وقع كعب عالى على البلاط
والدتها: دانبى
إستدارت نحو الصوت و عرفتها ، مسحت دموعها و إقتربت منها
دانبى: لماذا أتيت؟
والدتها: لا تكونى سخيفة أنت إبنتى و جئت لأقدّم لك تعازى
دانبى و هى تكاد تنفجر من الضحك و عيونها تكاد تنفجر من الدمع: ههههههه ياإلهى إرحمنى ، إبنتك ههههه فعلا إبنتك يا كيف تتجرئين على مناداتى بإبنتك ، لقد تركتنى يا سيّدة لقد تركتنى عندما كنت فى أمّس الحاجة إليك آبا آبا إستفق و خدنى معك آبا يبدو أنّك قد إخترت يومًا رائعا للموت يجدر بهم أن يغّيروا هذا اليوم فى التقويم و يصبح يوم سقوط الأقنعة يصبح يومًا لن تشرق من بعده شمس أتعرفون لماذا ؟ لأنّنى قد دفنت شمسى للتّو ، هذا رماد شمسى التّى إحترقت لتضىء دربى ، سيّدتى أين كنت عندما ناديت إسمك فى الليالى الحالكة، أين كنتى هاه أين كنتى عندما كان النّاس يسخرون من أبى و منّى، أين كنتى عندما تشاجرت و تشاجرت و تشاجرت لأدافع عن سمعتك و صيتك، أين كنت عندما إحترقت عيونى من البصل الذّى قشّرته لكى نعيش أنا و أبى ، أين كنتى عندما ضاعت أحلامى و ذبلت ورودى و أضحت حياتى حدائق شوك أين كنتى يوم عيد الأمهّات، أين كنت عندما لم يجد من يساعدنى على الإهتمام برجل بعقل طفل هاه أين كنتى يا سيّدة عندما كانت الحّمى تلهب أشلائى، أترين هذا الواقف أمامك هذا كان حّبى الأوّل أين كنت عندما أردت أن أحكى لك عنه هاه عن كيف خطف قبلتى الأولى ، سأقول لك أين كنتى، لقد كنت مع أصحاب النفوذ و الملايين و الثروة ، قد تكونين غنّية و لكّن قلبك فقير اللعنة ماهذا الذّى أقوله يا سيّدة دعينى و شأنى فأنا لا أمّ لى ، الأمّ الوحيدة عرفتها لا أذكر غير قفاها عندما إستدارت و رحلت ، تلك المرأة قد ماتت أتفهمين أنت ميّتة أنت ميّتة بالنسبة إلّى أنظرى إلّى و أنا أكّلمك أنظرى للفتاة ذات 14 ربيعًا التّى تركتها لقد كنت بخير من دونك و سأكون كذلك طيلة حياتى ، عودى أدراجك يا سيّدة فلاحاجة لى بإمرأة تلعب دورا ليس لها، أخرجى عن النّص كما خرجت من باب بيتنا يوم حادث والدى أخرجى و إرحلى عنّا أتركونى بسلام فقط أريد أن أبكى أبى أتركونى بسلام و إرحلوا فهذا ماأنا جيّدة فيه عبارات الوداع حفظتها عن ظهر قلب فاتركونى بحّق السماء أتركونى لا تدّنسوا طهارة ذكرياتى فأنا ماعدت أحتمل الرجوع بعد الرحيل .
والدتها: حقًا أصبحت وقحة
دانبى: أوه آسفة دعينى أتصّل بأمّى لكى تربّينى من جديد ههه أتصّل بمن تعّلمت الوقاحة منك فهذا الشيء الوحيد الذّى ورثه منك يا أكبر الآدميين وقاحة ووحشية .
صفعتها بقّوة لدرجة أنّها أسقطتها أرضًا
هرع تشانيول نحوها
دانبى: لا تلمسنى أتركنى هيّا إضربى هيا إضربى فلن يمنعك أحد هيّا يا سيّدة زيدى من كرهى لك هيّا إضربى فهذا لن يغّير شيئاً سأبقى دائما طفلة دون أمّ و أنت ستبقين دائما المرأة التّى تخّلت عن عائلتها ..
والدتها: كيف تشعرين بعد أن قلت كّل هذا ؟
دانبى: لا أشعر بشىء هذا غريب ماعدت أشعر بشيء
إستدارت و رحلت تاركة إبنتها جالسة أرضا و صدرها ينتفض من الألم، رفعت رأسها نحو تشانيول
دانبى: ماذا أفعل لكى ترحل أنت أيضًا أتركنى اللعنة ألا تفهم الكلمات التّى تخرج من ثغرى أولست كاتبا و مؤلفًا يجدر بك فهم الكلمات و معانيها تشانيول أخرج دعنى إرحل عنّى
تشانيول: لن أرحل لن أتركك وحيدة فى هذا الوضع
دانبى: يا مابك من فوضّك لتحمينى
تشانيول: الزمن و القدر
دانبى: لا تحدّثنى بكلمات كتبك أرجوك ما عادت أذناى تسمع و ماعاد عقلى يستوعب .
تشانيول: بلى سيستوعب فأنت تحّبين كلماتى فأنا قد أخفيتك بين كلماتى
دانبى: مانفع إخفائى أو إظهارى فأنا كنقطة أمل بيضاء على ورقة بيضاء
تشانيول: لطالما قلت لك أنّ الأشياء الغير مرئية رائعة فى غموضها فأنت جوهرتى النادرة و هذا ماأريده
دانبى: قل ماذا تريد و دعنى و شأنى
تشانيول: حسنا سألتنى ماذا أريد سأخبرك أريد خمس حروف فقط من كّل الابجدّية أريد دالك لتكون دنياى... ألفك لتكون أحلامى و أمالى. ..نونك لتكون نهايتى باءك لتكون بدايتى ياءك لتكون ياقوتتى النادرة ويقظتى من سباتى ...
دانبى:أتعرف ماأريده أنا؟
تشانيول: لا ماذا؟
دانبى: أريد النوم و لو فى ثلاجة موتى باردة، أريد أن أغفوا بلا ذاكرة بلا وجع وبلا ألم بلا جفاف أريد أن يتبخر حزنى من جلدى لتنخفض حرارتى أن ينبض قلبى دون إحباط أخشى ..
تشانيول: تخشين ماذا؟
دانبى: أخشى أن أضمّك أضًمك فتلمس هذا الخوف داخلى أخشى ان أضمّك فتُفجع بمقدار تعبى أخشى أن أكون ثقيلة بين يديك كصخرة كلس كنت حلمى البسيط و لكّنك للأسف مستحيل لقد اضحيت سرابى يا سيّد بارك أتركنى فأنا قضّية الخاسرة ..........
أنت تقرأ
أخفيتك بين كلماتي
Romanceلشخصيات: بارك تشانيول: كاتب روائى فى 28 من عمره ، رجل وسيم رومانسى، حنون، متزّوج دانبى: دودة الكتب كما يلقّبها أصدقائها، فى 24 سنة جميلة، لطيفة خجولة حيث تتورد وجنتاها عندما يقوم أحد بمدحها ، و الأدهى عاشقة ، تدرس التمريض فى جامعة الطّب . كوراى: زوج...