1

4.1K 125 61
                                    

~ و جمال عينيك لأكسرنّ كبرياءك و لأحطمنّ غرورك

لندن، الخامس و العشرون من شهر أكتوبر

___________________________________

دخل إلى تلك القاعة الفسيحة و ابتسامة حلوة تزين ثغره، وضع تلك العصا التي كان يتكأ عليها أمامه و تقدم و كله ثقة نحو مجموعة طلاب السنة الثالثة الواقفين أمام حشد الوافدين الجدد

اختفت ابتسامته ما ان وقع على ملامحه شخص يعشقه قلبه، بل يحفظ كل تفاصيل هيئته العزيزة عليه

حدّق به لوهلة يشبع قلبه المشتاق لمحبوبه ثم التفت يحيي الطلاب الصغار أمامه برقة

" مرحبا أنا روميو مارسيل " اكتفى بتلك الكلمات القليلة و انحنى بخفة ثم اتجه نحو قائد مجلس الطلبة لكلية الهندسة هامسا " أعتقد أننا نعرف بعضنا من قبل فلا داعي للتعريفات آدم، رغبت أن أخبرك أنني قد كلفت شخصيا لمراقبة نشاطات مجلس الطلبة الخاص بكليتك نظرا لإنشغال الأساتذة المسؤولين بمواضيع أكثر أهمية " الواقف أمامه لم يجد الفرصة لينبس ببنت شفة لذا هو اكتفى بالصمت كجواب

لما فتاه يتكلم بكل برود و رزانة و هو يكاد ينفجر حبا و شوقا و غضبا ؟

" لماذا سيراقب نشاطات مجلس الطلبة ؟ "

" هل ما سمعناه حول كون آدم متنمر صحيح ؟ "

" لماذا طالب كلية طب سيراقب كلية الهندسة ؟ "

" لماذا هو يعرج هكذا ؟ "

" أغلقوا أفواهكم " صمتت همسات الجميع ما إن دوى ذلك الصوت الجهور في القاعة الواسعة و رفعوا أبصارهم نحو الأشقر ذي الملامحة الغاضبة

" ألم تتعلموا كيفية التعامل باحترام مع الأكبر سنا ؟ هل تستطيعون فعل شيء أكثر إفادة بأفواهكم حتى ؟ حسنا، لا أستغرب بما أن من يقودكم..." سكت لوهلة يتجنب قول أي كلام قد يتسبب بمشاكل مع الإدارة " أيا كان أنا هنا لمراقبة مجلس الطلبة بطلب من حضرة المدير و السّبب ليس من شأنكم "

الجو داخل القاعة أصبح متوترا بعد أن ألقى روميو كلماته تلك، وآدم نفذ صبره ليسحب الأشقر من ياقته بعنف " ما اللعنة معك ريو ؟ متى عدت أصلا "

ريو

ذلك الإسم يوقظ الكثير من الذكريات الغير محببة لقلب روميو، يتذكر كيف كان يخضع للواقف أمامه بمجرد حركة من إصبعه أو كلمة من شفتيه

ذلك كله كان ماضٍ لا أكثر ، شعر آدم بالصدمة عندما شعر بيد الأصغر تضغط على معصمه بقوة و نغزات من الألم العميق أحاطت قلبه حالما سمع كلمات الآخر و نبرته الجافية " وقت عودتي ليس من شأنك آدم، نحن أنهينا علاقتنا ببعضنا منذ عشرة شهور و خمسة و عشرين يوما و الآن أوقف هذه الدراما الرخيصة فنحن لسنا في رواية" هو أبعد يده عن ياقة الفتى أمامه و شتم من تحت أنفاسه عائدا إلى حيث كان يقف يشعر بالدماء تغلي في عروقه

Toxic || سامٌّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن