8 -مملكة الورق
[قد تاتينا السعادة على شكل
بضع كلمات بسيطة]
من وجهة نظر الكاتبة
من الغريب حقا ان بضع كلمات صادرة من فتاة شابة صغيرة بعمر 14 قادرة بسوطها الهش الحازم ان تهز اركان القلعة في غضون ثوان معدودة،و الاكثر توترا هو ان تكون واقفا خلف ذلك الشخص فلا تقدر على منع نفسك من سماع سوطه المزعج،هكذا كانت تفكر ليلي عندما كانت تتابع باعينها الصغيرة تلك الفتاة اليافعة تهم بتحطيم كل ما تقع عينيها عليه فتكسره،و لم تتملكها الشجاعة لتقول شيئا فاكتفت بالتحديق اليها في صمت،انذاك تذكرت نفسها،تلك الليلة المشؤومة حيث قرات خبر موتها على التلفاز فانفك جنونها و اجهزت على التلفاز موجهة بكل غضبها نحوه، و دمرت منزل كايلا من دون ان تحسب له حسابا ،السؤال الذي تبادر الى ذهنها هو مااذا ساور كايلا نفس الشعور الذي يساورها الان،هل يكفي عناق لطيف و حنون لاطفاء تلك العاصفة،و لكن مهلا،كيف ستعانق شخصا بالكاد لا تعرفه،و انقطع حبل التامل ذاك عندما امالت بالطاولة مزعزعة عنها الاغراض لتنكسر على الارض و تكون غايتها الوحيدة هو ضرب الطاولة بعيدا،و استدارت رافعة الطاولة مغلقة عينيها بعجز من ثقلها.. و حينها ادركت انها تحول بينها و بين الباب و انها واقفة وسط حلبة الرماية خاصتها،و فور ما رمتها باتجاهها فتحت عينيها لتدرك انها رمتها باتجاه شخص
ما و قد تعرفت عليه حالا...شظايا الحطب تبرق و هي تتكسر و تتناثر على كل زاوية من الغرفة بحيث اصبحت قطعا متساوية الحجم تحتاج لتركيب،كانت تلك الطاولة المبعثرة التي تحطمت اثر ضربة ليلي الاحترافية، القبضة القوية التي شكلتها و وجهتها للّب الطاولة المستديرة فتكسرت بانتظام ،كانت تلك نواتج التدريبات الشاقة في الكاراتيه و الدروس الخصوصية التي كانت تحضرها مع والدتها،و بعد ان تزعزعت نظرتها الحادة ،تلك النظرة التي تلي القاءها لضربة قاضية و اخيرة على خصمها فتجهز عليه،استدارت ناحية الفتاة التي كانت تحدق اليها باعجاب،لقد نست فورا الغضب الذي كان يستحوذ عليها قبل قليل،و فور ما استعادت ليلي ملامح الاسغراب التي كست وجهها لتقول تلك الفتاة بحماس و هي ترفع سبابتها
-كنت محقة!
رفعت ليلي حاجبيها باستغراب بعدم فهم ،لتنظر اليها الفتاة بطرف عين و تردف بعد ان لاحظت انهما كانت تقفان امام الباب"لنتكلم في الداخل"،وبعدها هرولت خارج الباب الخشبي و تلفت يمينا و يسارا تتحقق من خلو الممرات و دفعت بليلي للداخل و سحبتها نحو السرير بحماس لتبدا في الحديث على عجل :
-ارجوك أيتها الفارسة! هل ستتسنى لي فرصة الانظمام اليكم؟!
اعتلت ليلي نظرات استغراب شديدة، تطوف حولها الاف علامات الاستفهام لتقول بنبرة مهتزة:
-م ماذا؟
امسكت الفتاة بيدي ليلي و احكمت عليهما لتقول و كلها رجاء ينبعث من عينيها المفعمتين بالضوء :
-صديقيني قد لا اكون بنصف قوتك و لكني تدربت بجد و انا سابذل جهدا مضاعفا من الان، فارجوكي ان تساعديني للالتحاق بالكتيبة
كانت هذه الفتاة هو الشيء الاخير الذي اضفى كم من التساؤلات المتراكمة في راس ليلي لتنفجر عليها في غضب طفيف:
-فارسة؟...كتيبة..؟ ما معنى ذلك؟! و مالذي تعنينه ب "اليكم"ثم مالذي جاء بي الى هنا ؟!
انخرس فمها و حدقت في اندهاش الى ليلي التي حشرت راسها بين يديها و هي تخلخل اصابها في شعرها بقلق،و ثم لتفتح عينيها لتجد تلك الفتاة تقف بمحاذاتها تماما و تلتقي اعينهما،تلك النظرة الصافية و القوية المليئة بالوهج التي لطالما كانت تتمنى لو كانت تتحلى بها اي من صديقاتها الملفقات،لترفع الفتاة يدها مزيلة يد ليلي عن وجهها لتقول لها مع ابتسامة عريضة شقت وجهها :
-اسمي ايفي ! و انتي ما اسمك؟
-ليلي!
قالتها و من دون تردد،لعل السبب هو انها كانت قليلة الانخراط بالناس و لم تتعرف على الكثير من الاصدقاء ما عدا اولئك الذين يتجسدون في الحكايات،فان يسالها احد.عن اسمها لهو شيء نادر الحدوث،فقد كانت من المنعزلين المحبين للانفراد بكتاب،لم تكن من اللذين يحبذون الحديث عن الطبخ و الملابس و صيحات الموظة الحديثة او اختراق الحياة الشخصية لزميلاتها
![](https://img.wattpad.com/cover/217404867-288-k293775.jpg)
أنت تقرأ
•[Kigdom Of Papers]•
Fantasyكان مجرد ورق تبقى الكلمات مجرد كلمات ، والكتب التي تحويها حبرا منقوشا على ورق ابيض ،مرمية في الزوايا او مغلقة في صندوق محكم ... او على ارفف المكتبات.... فالمعاني وحدها من تبقى ماذا سيتسنى لهذه المعاني ان تحررت من قيودها؟هل ستحدث تغييرا؟