(سهير)لم أصدق أذنيّ حينما سمعت أن سامر سيعود ليستقر هنا في سوريا ...هل يا ترى سأعيش روايتي الخاصة ؟! وأخوض تجربة الحب من جديد ... !! بدأت اجول كالفراشة في المطبخ غير آبهةً للحرارة المرتفعة التي لاتطاق ... سعادتي الغامرة انستني اكثر عملٍ امقته في حياتي -اعمال المنزل- ...فلففت ورق العنب ... وقرصت حبات الكبة مع امي ... وقليتها كذلك ... كما اني قطعت الخضراوات تقطيعا ناعما للتبولة ...
بينما كانتا أمي وسماح مشغولتين بتجهيز الاطباق والصحون على السفرة، وتزيين المأكولات بالخضراوات المقطعة ... ذهبت الى غرفتي لإختيار فستانا يليق بمناسبةٍ كهذه ... فتحت الخزانة وبدأت بعملية البحث المرهقة... اخرج فستاناً تلو الآخر .. ولم يعجبني شيئ ... ايقنت ساعتها انني بحاجة للتسوق ... لشراء فستان ... جميل وانيق ويزيد جمال وجهي جمالاً ... ارتديت فستاناً من عندي... وحملت حقيبتي .. وخرجتُ على عجل ...
سماح: لك وين رايحة يا مجنونة ؟!
انا: جااااي بعد ساعة ..كنت بداخل المكرو الصغير .. عندما بدأت اتخيل شكل الفستان الذي سيراني سامرٌ به ... و هل سأعجبه يا ترى ؟؟! هل سيتذكر حبنا البريء؟ !! والرسائل التي كنا نتبادلها اسبوعياً !!! ... هل سَيصْدُق بوعده معي عندما غادر قائلاً : "لن احبُّ احداً غيركِ ما حييت ... حتى لو فرقت اجسادنا البلدان .. فروحي ستبقى هنا في سوريا ... وارواحنا متلاقية لا محال" ... آه كم كان رومانسياً ... كان يعزفُ على قيثارة الكلمات اجملَ الجُمل ... فهو من احببنني بالقراءة ... فرسائله كانت أول ما قرأت ... وبعد ان حفظتُ رسائله عن ظهر قلب ... اصبحت أشغل نفسي بقراءة روايات الحب.. لأرسم نهايةً تليق بقصةِ حبنا الجميلة ........ يا ترى كيف اصبح شكل سامر الآن... !!! كان مراهقاً وسيماً بعينين خضراوين وشعر كستنائيٍّ ناعم ... وبشرةٍ بيضاء ... مخلّلةٌ بالحمار ...كان طويلاً رغم صغر سنه ... هل تغير كثيراً يا ترى؟! ... بحثت عنه كثيراً على الفيسبوك لكنني لم أجد باسمه حساب ... فمنذ أن سافر الى الأردن لم نتواصل إلا لعامين يتيمين ... عن طريق رسائل الواتس اب ... بعدها اختفى ...و لم اعرف عنه شيء... ولم يبرر لي سرَّ غيابه !! ... سأعاتبه بكل تأكيد ..
نزلت من المكرو الى السوق ... وبدأت بعملية البحث عن فستانٍ يليق بلقائنا الأول بعد أعوامٍ من الغياب ...
عدت إلى المنزل بعد شراء فستان اللقاء ... وقابلتني سماحٌ عالباب ..
سماح : وين رحتي بسرعة امي سألت عنك ؟...
سهير : كِنت بالسوق عم بشتري فستان ...
سماح: فستااان ليشوفك فيه حبيب القلب ..
سهير : وليه من وين بتتذكريه لسامر لمن سافر كنتي فصعونة صغيرة ...
سماح: طبعاً بتذكر ما بتتذكري كنتي عاملتيني الحمام الزاجل شيت حضرتك ...
سهير : قصدك مرسال الحب !!
سماح : ئيه مرسال الحب يا بعدي ... طب روحي حضري حالك نص ساعة وبكونوا عنا ...
سهير : هنة هلأ ببيتن ... اللي جنبنا؟؟
سماح : ئيه ... بس موعدن عالستة وهلأ الساعة خمسة ونص ... ( مؤشرة باصبعها على ساعة يدها)ذهبتُ مسرعة إلى الغرفة ... وبسرعة البرق ارتديت الفستان وبدأت بوضع بعض المساحيق على وجهي ... وانا بلمساتي الأخيرة واضعةً غطاء رأسي ... سمعت جرس الباب يرن ... قلبي بدأ بالخفقان ... ولو كان هناك مقياسٌ لخفقان القلب لتعدى العشر درجات ... شعرت بجسدي يرجف ... حتى انني غززت نفسي بدبوسٍ على خدي .... وبعد خمس دقائق من دخولهم ... خرجت من غرفتي ... وخليطٌ من مشاعر الحب والاشتياق والخوف والحيرة والعتاب والتوتر تتصارع في داخلي ...
خرجت نعم خرجت وكانت الصاعقة عندما رأيت ام سامر وسامر وامرأة لم اعرفها وطفلاً صغيراً ... يا إلهي من تلك المرأة وأم سامر لم تنجب سوى سامر !!!
********************
أنت تقرأ
حب في زمن الحرب
Любовные романыكانت ولا تزال تبحث عن الحبّ ...بعد الحرب التي فرقتها عن حبيب الطفولة ... حَلُمت بفارس احلامها بين صفحات الكتب والروايات ... إلى أن احبت شخصاً استثنائياً في ظروفٍ استثنائية .... "سهير هل الحب سرُّ السعادة ... أم بدايةُ ألم ؟؟ " قالها وبعينيه حسرة...