**********************
(٥)
(سامر)هل إقتحمت أسوار قلبي أم ماذا ؟! ... أُحِبُّ هذا النوع الجريئ و الشرسِ من الفتيات.... أُحرجتُ كثيراً عندما رشت علي الماء من الكأس ... مع ذلك أضاءت بُعداً آخر لشخصيتها وأعجبني كثيراً ...
أمسكتُ يدها دون تفكير ... اعترف ... وكان فعلاً متسرعاً من قِبَلي... بل أحمقاً ... لكن هذا ما شعرتُ به حينها ... آه ... يا ألهي ...كيف سأستميلُ قلبها لي؟! ... لا بدَّ وأنها نسيتني فعلاً ... سأجدُ طريقةً لا محال ...
**********************
(سُهير)وغدٌ حقيرٌ خائن ومخادع ... وحمداً لله على الحربِ التي فرقتنا ... لكنتُ الآن مبتلاةٌ بهذا الوقح ... لا أصدق... كيف أتته الجرأة ان يأتي بزوجته البارحة إلى بيتي !!!!... والآن حاول أن يُمسك يدي ويخونها !!!!... بكلّ جرأة !!!... كم اكرهه ... واكره معه جميع الرجال الذين على شاكلته ...
*********************
(نزار قباني)أيظن أني لعبة بيديه؟
أنا لا أفكر في الرجوع إليه
اليوم عاد كأن شيئا لم يكن
وبراءة الأطفال في عينيه
ليقول لي : إني رفيقة دربه
وبأنني الحب الوحيد لديه
حمل الزهور إلي .. كيف أرده
وصباي مرسوم على شفتيه******************
(الراوي)بينما كانت سهيرٌ تمشي بخطواتٍ سريعةٍ وسط الشارع ...تحاول ان تبتعد عن الكافيتيريا بأقل زمنٍ ممكن ... و تسبُّ سامرَ على افعاله ... رنّ هاتفها فجأة ... و عندما رأت اسم السيد نبيه احمرت خجلاً لأنها نسيت انها بموعدٍ معه ... ردت على الهاتف واعتذرت كثيراً على التأخير ... ثم اشرت لسيارةِ أجرة وغادرت المكان بعد ما ركبتها...
السيد نبيه هو رجل اعمالٍ سوريّ شاب ... ... ابن رجل الاعمال السوري شوقي الصباغ المليونير الذي توفي في عام ٢٠٠٩ ...فبعد وفاة والده استلم نبيه ادارة اعمال جميع شركات والده رغم انه لم يتجاوز الثالثة والعشرين من عمره آنذاك... كان شاباً مفعماً بالنشاط ... حافظ على شركات والده بل و زاد ارباحها خلال أعوامٍ قليلة ... وكان نعم الخليفة له ... أما أخيه أحمد ... الذي يصغره بعدة أعوام فكان مصوراً هاوٍ يعشق التصوير ... وكانت ستكون سنته الأولى فعلاً في الجامعة .. في تخصص الأخراج لولا الأحداث التي حدثت في سوريا ...
اختار نبيه خلال الأحداث السورية أن يسافر دبي ليستثمر فيها ... حاله كحال باقي المستثمرين السوريين ... الذين نقلوا استثماراتهم خارج البلاد ... حتى لا يزيدوا خسائرهم المادية ... لكن أحمد أبى أنّ يغادرَ سورية ... وأصرَّ على البقاء ليصورَ المتظاهرين على أرض الواقع ... ونقل الأحداث كما هي على مواقع التواصل الإجتماعي ... لكن في منتصف حزيران عام ٢٠١٦ ... أصيب أحمد بشظية هاون أصابت حبله الشوكي خلال عمله الميداني ... مما سبب له شللاً رباعي بأطرافه ومن يومها عاد نبيه من دبي ليرعى اخاه الصغير ... وكان يسافر لدبي فقط للضرورة القسوى ... ووضع له الممرضين المناوبين بجانبه لتأمينه بكلّ سبل الرعايةِ والإهتمام ....
قصرٌ مُهيب مُصممٌ على الطراز الحديث ... دخلته سهير مشدوهة لشدة جماله ورقيه ... قابلها نبيهٌ على الباب ودعاها للدخول ...
نبيه : اهلين فيكي انسة سهير تفضلي ...
هزت رأسها مرحبة ... ثم دخلوا إلى غرفة الجلوس ...
ابتدأ نبيه الحديث قائلاً : الممرض محمد نصحني فيكي كتير ... وقلي قديه انتي ممرضة شاطرة وبتهتمي بالمرضى وغير هيك انك امينة ... وانا بصراحة ببحث دايماً عن ممرض يكون بيهتم بمرضاه وأمين بذات الوقت ... وخصوصاً أخي حالته حساسة شوي ... أنا زمان لما كان الشغل بس بدبي كنت اقعد عنده اطول فترة ممكنة ...واشتغل عاللاب توب بس هلأ الشغل بالبلد بلش ينتعش ... وعم بفتح استثمارات جديدة ... ومضطر اني غيب فترة طويلة باليوم ...
سهير متوترة : ئيه ... بس عفواً عندي كم سؤال ... يعني كيف لح اقعد مع شب لحالي بنفس الغرفة ... و ما في حدا معنا هون ؟!نبيه مقاطعاً : شكله محمد ما خبرك تفاصيل الحالة ...
سهير : بصراحة لا ...
نبيه : أخي أحمد معه شلل رباعي ما بيقدر بتحرك بنوب ... لا ايديه ولا رجليه انصاب بشظية بحبله الشوكي العنقي ....
سهير مقاطعة : انا آسفة ...
نبيه : ما في داعي للأسف ... هاد قضاء الله وقدرة احنا مؤمنين بقضاء ربنا ...
سهير : هلأ الممرض محمد قلي انه الدوام حيكون من الصبح للمسا وانا عندي دوام بالمستشفى ...
أخرج نبيه دفتر الشيكات من جيبه ووقع على ورقة منهم وقال : حطي المبلغ اللي بدك اياه ... وأنا جاهز ...
قاطعته سهير قائلة : لا مو قصدي بس ...
قاطعها نبيه : فيكي تاخدي اجازة بدون راتب حالياً ٦ أشهر وشوفي وضع الشغل عنا ... بدي ورجيكي غرفة أحمد وين .. واعرفك عالڤيلا...بينما كانا يصعدان السلالم قال لها : رح خلي الشوفير يجيبك من البيت ويوصلك عالبيت... لانه احتمال بأيام معينة تتأخري ... ولازم تفهمي أهلك هالشي منشان ما يصير مشاكل ...
سهير: ما تخاف اهلي معودين ع هالشي ... في ذروة الحرب إيام ما كنت روح عالبيت بنوب ... ف ان شاء الله ما بصير شي ...
نبيه : عكلٍّ اليوم بتبلشي تداومي بس لح حاول روِّح بكير ... منشان ما تتأخري وتفهمي اهلك وضع شغلك الجديد ... ها وهينا وصلنا لغرفة أحمد ...***********************
أنت تقرأ
حب في زمن الحرب
Romanceكانت ولا تزال تبحث عن الحبّ ...بعد الحرب التي فرقتها عن حبيب الطفولة ... حَلُمت بفارس احلامها بين صفحات الكتب والروايات ... إلى أن احبت شخصاً استثنائياً في ظروفٍ استثنائية .... "سهير هل الحب سرُّ السعادة ... أم بدايةُ ألم ؟؟ " قالها وبعينيه حسرة...