(٤) وقاحة سامر

47 2 0
                                    


(سامر )

ظننتُ ان سهيراً صفحةٌ وانطوت  ... في اللحظة التي اخبرتني امي انّ ام علاء (أمها) دعتنا إلى مائدة العشاء ... لم اعطِ الموضوع أيُّ اهمية ... ولكن عندما رأيتها البارحة الكثير من المشاعرِ النائمة استيقظت في داخلي ... غَدَتْ أجمل من ذي قبل ... هادئة وناعمة وخلابة... و على الرغم من ذلك ... لم اعرها ايُّ انتباه ... وكان ذلك رغماً عني ... وهي كذلك لم تعرني أيّ اهتمام  ...على الرغم من ذلك تعابير وجهها لم تخلو من الدهشة  حين رأت زوجتي...

لم أنم ليلة البارحة جيداً ... تقلبت يمينا ويسارا وانا أفكرُ بها ... ماذا يجب ان اقول لها يا ترى ؟؟ ... كيف لي ان ابرر غيابي المفاجئ... !!!

سهيرٌ كانت حبي الأول ... البذرة التي زُرعت بقلبي وانبتت المشاعر الصادقة والجميلة والبريئة  لأول مرة  في حياتي... لم يكن قبلها أحد .. لكن بعدها تعددت علاقاتي ... ولكنها بالتأكيد المميزة ...

انا رجلٌ احب النساء ولا استطيع ان اعيش بدونهنّ ... صبرتُ عامين كاملين ... ولكنّ الأمور تزدادُ صعوبةً في سوريا ... وأصبح من غير الممكن العودة ... لم أرد ان اتراجع عن قراري ... فبدلت رقم جوالي فجأة وانقطعت اخباري عنها فجأة ... و فتحت حساباً على الفيس بوك باسمٍ وهمي ...  كنت أدرك انها ستبحث عني ... لكنني لم اترك لها أيّ أثر  لوجودي ...

عشت سنوناً من الضياع .. اتنقل كالنحلةِ من إمرأةٍ لأخرى ...  اتغذى على رحيقِ مشاعرهن نحوي ..  لم أكن رجلاً صاحب التزام وخصوصاً نحو النساء... حتى أوقعت زوجتي ندى في شباكي ... ولكن للأسف اكتشف أخوها علاقتنا بعد فترة  ... وكان لا بد مني أن اتزوجها ...

علاقتي بندى علاقةُ احترام ... ولا استطيع ان أقول انها وصلت لعلاقة حب ... على الأقل من ناحيتي  ...... وعلى الرغمِ من زواجي منها إلا انني لا زلت أغازل النساء من وقتٍ لآخر... وخصوصاً لطبيعة عملي كبائع ملابس نسائية ... ف حلاوة اللسان كانت جزءً لا يتجزأ من عملي ... 

لذلك قررتُ و بعد تفكيرٍ طويل ... أن اتحدث مع سهير ... لأعيد القطعة الناقصة من أحجية حكايتنا ... لا انكر أنني  اشتقتُ لها ... وكنتُ جائعاً لأعرف اخبارها ... بل اتضور جوعاً لأعرف  اذا ما زالت تفكر بي ام انني في طية النسيان !!! ... لذلك استيقظت في الصباح الباكر  ... وانتظرت سهير  ان تخرج من باب بيتها ... بعد ما عرفتُ البارحة انها تعمل كممرضة ... ودوامها شبه يومي صباحاً ... وعندما خَرَجَتْ  ... ناديتها ...

      **********************

(سهير)

يا له من وغد ... لم أكن اريد ان أرُدَّ عليه ... كنتُ سأُكمل طريقي غير آبهة لنداءاته ... لكنني خِفتُ ان يترجِمها بأنني غاضبةً منه لزواجه او لأنه اختفى من حياتي بشكلٍ مفاجئ... لن اعطه الفرصة ان يظنَّ انه شخصاً مهماً في حياتي ...
لذلك..
استجمعت رباطةَ جأشي وتصنعتُ الإبتسامة ... واستدرت نحوه قائلة : اهلين استاذ سامر كيفك ؟!
سامر : استاذ ( ههههههههه) عنجد ضحكتيني ... سامر لوحدا بتكفي ... منيح انا كيفك ؟!
سهير : تمام ... بخير... في شي ... لاني عندي شغل وانا بصراحة اتأخرت ( أشرتُ لساعة يدي)
سامر: فيكي تتأخري شوي لأني بدي ياكي بكلمتين ..
سهير: بصراحة ما بقدر ... عندي شغل ...
سامر : أرجوكي .. سهير ... لازم احكيكي ... ضروري ...
سهير : أوك ... في كافيتيريا  على بعد حارتين من هون ...
سامر : ممتاز ...اتفضلي ...
ركبنا سيارة أجرة حتى..
وصلنا أنا وهو إلى الكافيتيريا ... طلبتُ أنا  الشاي أما هو القهوة ..بعد ما جلسنا وابتدأتُ الحديث قائلة : ئيه استاذ سامر قول اللي عندك ...
سامر : بعدك مصرة على استاذ ئيه طيب ع راحتك ...
سهير : لا تنسى انك رجال متزوج هاد أولا.... تانياً ما اعتقد انه في بيناتنا شي لحتى نسقط الالقاب بيناتنا ..
سامر : يعني نسيتي يا سهير ... اللي بيناتنا
قاطعته وقلت: قصدك اللي كااااااان بيناتنا قبل زمن بعيد ...ئيه نعم  نسيته ...
مسكَ يدي بكل وقاحةٍ وقال مقاطعاً : معقول نسيتي اللي بيناتنا !!! ...
سحبت يدي بسرعة وامسكت بكأس الماء ورششته بالماء الذي بداخل الكأس على وجهه وقلت : أوعك تفكر تحكي معي وتتعدى حدودك معي مرة تانية ...
ثم حملت حقيبتي و غادرتُ المكان ..

    **********************

حب في زمن الحرب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن