"هل أنتِ مجنونة ، هل شربتي الكثير من النبيذ المغشوش ؟"
" إبتعد عني أيها اللعين ، أقسم بجسد أبوي البارد أنني سوف أُزهق روحك و سوف تتعذب مع والديّ في الجحيم المُطلق !!"
" ما لعنتك أيتها المخبولة ، إبتعدي عني " صرخَ بِرعبٍ .
" أنا مخبولة فلتبتعد و إلا سوف أُنهي حياتك ، أهرب بعيدًا و لا أُريد أن أرى ظِلك !"
" هل هذه طريقة حديث تليق بسيدة ؟"
إلتفت إليز الى إتجاه الصوت و هي تلهث غضبًا ، و وقعت أعينها على أعين السيدة ماري ، إستجمعت قواها و نطقت بأنفاس متقطعة
" سيدتي لقد تهجم علي و دافعت عن شرفي لم يحدث شيء أكثر من ذلك "
رتبت فستانها و نفضَت عنه الغبار ." إليزابيث توجهي إلى الميتم حالًا "
" ماذا بحق الجحيم ، لقد دافعت عن نفسي ، من هي لتحادثني بهذه الطريقة ؟! " تمتمت و هي تسير إلى الميتم .
سمعت صوت السيدة تقول
" أعتذر منك سيدي إنها طفله و لا تعلم ماذا تقول أو تفعل ، فلتسامحني و سوف أكون لها بديلًا "
إنها لعينة و حازمة و لكنها عاهرة بشدة ، اللعنه !.
.
.
.
.
..
.
..
.
.
"مذكراتي العزيزة ، إنني أفتقد وجوده في الميتم ، مازلت أفتقد صوته الهادىء ، و تصرفاتهُ ما زلت أشعر بفراغ رحيله ، إنه حقًا لعين من يعلم لربما هو مازال مُشردًا في الشوارع ، أو أصبح ملك ألمانيا العظمى ، أشتاق لدفاعه عني و شعوري بدفىء يديه في الليالي البارده ، مازلت أشعر بدفى مُضجعِه ، ما زلت أدندن ألحان موسيقى سمعتها معه منذ سنين ، لا أعلم ماذا أشعر تجاهه ، إنني حقًا أحقد عليه بِكُل حواسي ، إنه لعين بحق ، كيف له أن يتركني و لكن يجب عليه أن يهرب إنه لا ينتمي الى شيء ، إنه طير مهاجر و أنا شجرة متأصلة الجُذور ، مُذكراتي غدًا يوم مُميز جدًا ، اليوم هو الرابع و العشرون من شهر مارس ، غدًا سوف يُتم عامه الثامن عشر ، أتمنى أنه ما زال حيًا ، أتمنى أنه هُنا ليحتفل معي ...".
.
..
.
.
.
.
.منتصف الليل ...
استيقظت إليزابيث و هي تبتسم مثل أرنب لطيف أشعلت شمعة ، و كتبت على ورقه كلمات و أحرقتها ، أتبعت إحتراق الورقه بغنائها لأغنيتهما ، و بدأت بإغلاق جفونِها ، لتقع في نومٍ عميق بجانب الشمعة .
فتحت أعينها في منطقة مظلمة جدًا ، حبنها بدأت بالصراخ عاليًا " ڤيكتور ، أنا هُنا أجب علي أيها الطفل اللعين !!"
رمشت رمشة واحد و إذ بالمنطقة تُضيىء باللون الأبيض المشع ، وقعت أعينها على ظل ذئب لا يبعد كثيرًا عنها .
" ڤيكي إنها أنا جيون ، ڤيكيي يجب أن تنظر إلي ايها اللعين "
" جيون ، توجهي إلى ، فلنلتقي في المنتصف ."
" حسنًا عزيزي "
بدأ الشابين بالركض إلى بعضهم .
إحتضنته بقوه و إحاطت جسده بيديها ، لقد نمت عضلاته و أصبح أطول قليلًا ، و هي نضجت و أصبحت إمرأه فاتنة ، تلامست شفتيهما دون وعي لسبب ، كانت شفتيها ذوات ملمس المخمل و هو غارق في شفتيها الناعمه الرقيقة .
و هي كانت تُقبله بشغف كأنها تحتسي أفخر أنواع النبيذ العتيق ، بدأ كليهما بالنزول الى الأرض ليحتضنوا بعضهما .
قالت له " زرتك لكِ أُبارك لك بذكرى مولدك الثامن العشر ، تبدو جميلًا هكذا ڤيكي "
تحول إلى ذئب من سعادته و بدأ بالعواء ، ألصقت أنفها بأنفه الذئبي ، طبعت قُبلة بين عيناه ، و قالت له " الوقت ينتهي سوف نتقابل يومًا ما ، أنا أِحبك "
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.إنتهى .
أنت تقرأ
1848| EM
Historical Fictionوجدنا بعضنا و نحن في حالة يُرثى لها ، ما زلنا نبحث عن الحياة دون ألم الهروب ، ما زلنا نتمنى أن نجد الآمان الدائم لكن من نحنُ لِنطلب الإستقرار ، هل نحن الناجين الوحيدين ؟..